"الرد على الرد".. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟
08:37 - 17 أبريل 2024تعيش المنطقة حالة من الترقب والحذر بعد تأكيد إسرائيل أنها سترد على الهجوم الذي شنّته طهران عليها بالصواريخ والطائرات المسيرة، إلا أن تقديرات إسرائيلية وأميركية وضعت حدودا وشروطا لهذا الرد، يوفّر لتل أبيب "الانتقام"، ويمنع نشوب "الحرب الإقليمية".
ومِن هذه الشروط، أن يكون الرد "غير سريع"، و"مفاجئا"، و"يهز صورة النظام الإيراني الحاكم"، ولا يُفجّر حربا واسعة مباشرة، وقد يكون داخل أو خارج إيران.
وشنّت إيران مساء السبت وفجر الأحد، أوّل عملية عسكرية مباشرة تخرج من أراضيها ضد إسرائيل، باستخدام أكثر من 300 مسيّرة وصاروخ؛ ردا على الضربة المنسوبة لإسرائيل التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدت لقتل قيادات بالحرس الثوري الإيراني.
لكن الدفاعات الإسرائيلية وقوات حلفاء تل أبيب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، تصدّوا لـ99% من المسيّرات والصواريخ، وتم اعتباره هجوما "فاشلا"، وفي المقابل، اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، أنّ الهجوم حقّق أهدافه بالكامل.
أحدث التصريحات والآراء بشأن الرد الإسرائيلي:
- جاء في مقال نشره الصحفي رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الثلاثاء، بعنوان "الآن يجب على إيران أن تقلق.. وعلى إسرائيل أن تأخذ وقتها"، مضيفا أن إسرائيل تضع نصب أعينها 10 آلاف هدف استراتيجي داخل إيران ضمن خطة استهداف عسكري، ويجب أن يؤدي الرد لزعزعة استقرار النظام الإيراني.
- أضافت المقالة أنه يجب أن يعلم قادة إيران أن مهاجمة إسرائيل سيكون لها ثمن، غير أنه يجب عدم التسرّع في الرد، وينبغي أن يكون مفاجئا، ولا يؤدّي لإشعال حرب إقليمية، ويمكن أن يشمل هجوما إلكترونيا يعطّل البنية التحتية، أو تنفيذ اغتيالات لقادة شاركوا في الهجوم على إسرائيل.
- صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، خلال وجوده، الإثنين، في قاعدة نيفاتيم الجوية التي لحقتها أضرار من الهجوم الإيراني، بأن إسرائيل سترد على الهجوم.
- قال 4 مسؤولين أميركيين لشبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية، إن رد إسرائيل سيكون "محدود النطاق"، ومن المرجّح أن يستهدف وكلاء إيران في المنطقة، وقد يشمل ضربات داخل سوريا.
- ذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، أن إسرائيل بعثت برسالة إلى دول عربية، مفادها أن ردها على الهجوم الإيراني لن يعرّض بلدانها للخطر.
- نقل موقع "أكسيوس" الأميركي أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أبلغ نظيره الأميركي، لويد أوستن، هاتفيا الأحد، بأن إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني؛ لأنها لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ باليستية على أراضيها دون رد.
- تحسّبا للرد الإسرائيلي، اتخذت المليشيات الموالية لإيران في سوريا قرارا وصف بـ"الغريب" من خلال التوقف مؤقتا عن العمل، بأن منحت قيادة الحرس الثوري الإيراني إجازة لمدة أسبوع، لكل القياديين والإداريين في المقرات والمواقع العسكرية التابعة لها في مدينة دير الزور السورية وأريافها، وكذلك منح إجازة للمسؤولين عن المراكز الثقافية الإيرانية في مدن دير الزور والبوكمال والميادين وبلدة حطلة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان (ومقره لندن).
- قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، إن رد إيران سيكون قاسيا على أي تحرك يستهدف مصالحها.
الحفاظ على "حبال الود"
يتفق المحلل السياسي الأميركي، جواد الشامي، مع ما جاء في تقديرات التحليلات الإسرائيلية بشأن أن تل أبيب "لن تورّط نفسها" في ضربة قوية تُفجِّر حربا في الشرق الأوسط وتُفقد إسرائيل الدعم.
ويشير في ذلك إلى أنّ الهجوم الإيراني على إسرائيل "أعاد حبال الود مرة أخرى بين تل أبيب وأميركا وأوروبا"، وفي نفس الوقت، فإنه رغم أن إسرائيل لم تخسر شيئا في الهجوم الإيراني "لكنها لن تسمح بزعزعة صورتها في أعين مواطنيها والمنطقة".
وعن المتوقّع، يقول الشامي لموقع "سكاي نيوز عربية":
- فكرة شنّ هجوم إلكتروني واسع موجودة، وقد تعطّل إيران بالكامل دون طلقة واحدة.
- إذا وجّهت إسرائيل ضربة داخل الأراضي الإيرانية فستكون محدودة للغاية، لكنها لن تجازف بأن تصل ضرباتها إلى قلب إيران.
- قد توجه ضربة قوية لحزب الله في لبنان أو وكلاء إيران في العراق وسوريا.
- وفي نفس الوقت، فإن إيران أيضا لا تريد الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل، وهي تعلم جيدا أنها الخاسرة فيها؛ إذًا هناك حرص من الجانبين على عدم إشعال حرب موسعة، ومن هنا نستطيع توقع طبيعة الرد الإسرائيلي.
جبر الضرر النفسي
يلفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الصحفي جمال سالم، إلى أنه رغم أن الهجوم الإيراني لم يسبّب خسائر بشرية أو يسبّب خسائر مادية كبيرة، فإنه "تسبب في ضرر نفسي كبير للشارع الإسرائيلي، وتل أبيب منشغلة بإعادة الثقة لمواطنيها التي تزعزعت منذ هجومحماس في 7 أكتوبر الماضي".
ويستدل سالم بأن استطلاعات الرأي في إسرائيل تشير إلى فقدان أكثر من نصف الشعب الإسرائيلي الثقة في الجيش والموساد والأجهزة الأمنية.
وعلى هذا، فإن "الرد الإسرائيلي المتوقع سيكون مؤثرا لا محالة، لكنه سيتجنّب إشعال حرب إقليمية"، وفق تقدير سالم.