قمة اللغة العربية .. أبرز تحديات "تحريرها" في عصر السرعة
14:01 - 21 ديسمبر 2022تشهد العاصمة الإماراتية أبوظبي أعمال قمة اللغة العربية في دورتها الأولى، بحضور نخبة من أعلام الأدب والفكر والمهتمين بلغة الضاد.
وتشهد القمة مشاركة واسعة ونقاشات حية لأعلام عرب وأجانب بينهم الدكتور عبد الله الغذامي، وأدونيس، والروائي الفرنسي جلبير سينويه، وأحمد الجسمي والدكتور علي بن تميم وسعيد حمدان الطنيجي ومنصف الوهايبي وعلي جعفر العلاق وروضة الحاج وماريس كوربر شوك وآخرون.
يأتي تنظيم قمة اللغة العربية في دورتها الأولى لتترجم حرص دولة الإمارات على تعزيز اللغة العربية عنصراً أصيلاً من عناصر الهوية الوطنية الإماراتية، والعمل على حفظ مكانتها المجتمعية أداةً للتواصل ولغةً للتخاطب.
وأشار رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، إلى أن النسخة الافتتاحية لهذه القمة، التي عُقدت خلال "إكسبو 2020 دبي"، هي استهلال انطلق من وعيٍ بأننا في سعينا إلى تعزيز مكانة اللغة العربية نتحرك في سياق عالمي يجب أن نأخذه بالحسبان.
وتطرقت الجلسات التي شارك فيها كل من الفنانين سميرة أحمد وأحمد الجسمي وجمال سليمان، إلى دور الفن في تكريس اللغة العربية، مشيرين الى أن الدراما التاريخية استطاعت أن تلعب دوراً مؤثراً في تربية أجيال تجيد اللغة العربية.
موقع "سكاي نيوز عربية" استطلع آراء المشاركون، الذين أجمعوا على وجود تحديات وتطلعات كبيرة للحفاظ على اللغة العربية في عصر السرعة، وعلى أهمية دعمها ونشرها لتكون جنبا إلى جنب مع اللغات واسعة الانتشار عالميا.
المفكر السعودي الدكتور عبدالله الغذامي:
- اللغة العربية ليست هوية، لكنها مظلة تجمع تحتها كل من يتحدث بها، كما في الحديث الشريف: إنما (العربية) هي اللسانُ؛ فمن تكلَّم بالعربية فهو عربي".
الشاعر والمفكر أدونيس:
- المعايير الثقافية السائدة في العالم العربي تفتقر إلى الثقافة، حيث قد تعتمد على عوامل أخرى ليس بينها الثقافة، لافتاً الى أن العرب عندما يقرأون كتاباً فهم يقرأون الكاتب وليس الكتاب.
- هناك وفرة في المواهب الفكرية والثقافية في العالم العربي ولكن المؤسسات الثقافية لا تقوم بدورها في احتضان وإبراز هذه المواهب.
- مشدداً على أن الحرية هي أساس الإبداع. في حين استرجع سيونيه مساهمات العلماء العرب قديماً في تأسيس وتطوير الطب والصيدلة والفلك، وغيرها من العلوم التي كانت سبباً في ازدهار الحضارة الأوروبية فيما بعد.
- مواهب الشعراء العرب لا تقل أهمية عن أي شاعر في فرنسا لكن أطرح التساؤل: لماذا لا يبرزون؟ المشكلة الأساسية ليست في الأفراد بل في المؤسسات التي لا تحتضن هذه المواهب ولا تعمل على تطويرها.
- لا يوجد صراع بين اللهجة الدارجة واللغة الفصحى إلا في بلدان المغرب بسبب دخول لغات غير عربية مثل الأمازيغية وكذلك في العراق إذ دخلته الأعجمية.
- ما لا بد من الإشارة إلى أن اللغة الإبداعية يجب أن نفهمها بشكل أفضل مما عليه الآن. هناك مشاكل في اللغة العربية في المجال الإعلامي والتربوي والجامعي.
- من المؤسف أن نقرأ رواية مليئة بالأخطاء. كما يجب تخصيص جلسة للترجمة ومدى ضعف اللغة فيها. إن لغة الإبداع ليست اللغة المعجمية. هناك عالم المجاز الذي يفتح أفقًا جديدًا في الثقافة. التأويل عند أسلافنا مهم للغاية. واللغة العربية هي لغة مجازية لكن المؤسسة تريد معنى واحدًا يكرره الجميع.
الروائي الفرنسي صاحب رواية "ابن سينا" جيلبير سينويه:
- أكد على أن اللغة الأم فقدت معركة صراع الهوية، وحتى لو أنني فقدت لغتي الأصلية العربية وبدأت أكتب بالفرنسية منذ نعومة أظافري لكنني لم أفقد عواطفها وأحاسيسها وجذورها وموسيقاها لأنها ظلت راسخة في أعماقي. وأنني أضفت هوية جديدة إلى هويتي. لذلك أكتب بطريقة مغايرة وأنقل ما تعلمته إلى اللغة التي أكتب بها.
- أشعر بأنني جسر يربط بين الغرب والشرق كأنني طوال حياتي أقوم بهذا الدور. الكتابة في نظري منهج آخر. لا أقارن نفسي بالكتاب الكبار أمثال ألبير كامي. أؤكد بأنني لا أعاني من مشكلة الهوية، وولادتي في مصر جعلتني أتفهم الأديان التوحيدية الثلاثة، وما فيها قبول للآخر. ومثالي في ذلك الأندلس. لذلك تراني أختار ابن سينا لأنه العربي الذي قدم في الطب ما لم يقدمه أحد. لم يكن لدينا شيء يُذكر في القرن السادس عشر.
- هناك جسر بين الثقافات رغم ما يتوفر من صورة سيئة للغرب عن العالم العربي، لأنهم يحكمون على العرب من خلال العمليات الإرهابية التي يقوم بها نفر ضال.
- يجب أن تتغير صورة العربي، وكافحت طوال حياتي لأشرح بأن الحضارة العربية الإسلامية عظيمة في الطب والرياضيات والعمارة وغيرها. أما ما يخص الترجمة، فأمثال الإيطالي الذي يقول "الترجمة خيانة" فهو صحيح إلى حد كبير لأنني أقرأ أعمالًا عربية مترجمة من اللغة العربية إلى الفرنسية تكاد لا تُقرأ، فمن الصعب ترجمة المتنبي والخيام، فالمترجم يجب أن يكون كاتبًا وشاعرًا ليعطي المعاني الحقيقية للأعمال المترجمة.