بهدف تأمين إمدادات الكهرباء.. أوروبا تعود إلى "عصر الفحم"
15:09 - 05 أكتوبر 2022في ظل استمرار أزمة الطاقة التي تعني منها كثير من الدول الأوروبية، قالت شركة "أورستيد" الدنماركية للطاقة إنها ستستأنف عملياتها في 3 وحدات لتوليد الكهرباء عن طريق استخدام الوقود الأحفوري، لمواجهة فصل الشتاء القادم.
وذكرت الشركة في بيان، نهاية الأسبوع الماضي، إن السلطات الدنماركية قد طلبت متابعة توليد الكهرباء من الوحدات الثلاث، والتي تستخدم الفحم، بهدف ضمان "أمن إمدادات الكهرباء في البلاد".
وجاء طلب السلطات الدنماركية بعد أن أوقفت الشركة العمل في وحدتين من 3 وحدات تعمل بالفحم، بينما كان من المقرر إيقاف العمل في الوحدة الثالثة بنهاية شهر مارس من العام القادم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أورستيد"، مادس نيبر، في تقرير نشره موقع "سي إن بي سي"، إن الشركة ستلتزم بطلب الحكومة الدنماركية، وستبدأ في صيانة وإعداد الوحدات التي خرجت من الخدمة، كما ستقوم بتعيين وتدريب عمال متخصصين لتشغيل الوحدات مرة أخرى.
وبحسب التقرير، فقد أمرت السلطات في الدنمارك استئناف العمل في وحدات إنتاج الطاقة بالفحم حتى نهاية شهر يونيو 2024.
وكانت "أورستيد"، وهي الشركة التي تعتبر أيضًا لاعبًا مهما في سوق إنتاج الطاقة المتجددة من الرياح، قد أعلنت سابقًا رغبتها في أن تكون محايدة للكربون بحلول عام 2025.
وتعتبر الأنباء عن مد استخدام الفحم لتوليد الطاقة "مفزعة" للمؤسسات البيئية التي تصف توليد الطاقة من الفحم بأنها "الطريقة الأقذر والأكثر تلويثا للبيئة"، بحسب التقرير.
وقال نيبر إن الشركة تؤمن بضرورة التخلص التدريجي من استخدام الفحم والوقود الأحفوري بشكل عام في توليد الطاقة في أسرع وقت ممكن، إلا أن أوروبا تواجه أزمة حالية في الطاقة.
ومن جهة أخرى، كانت شركة "آر دابليو إي" الألمانية قد قالت إنها ستعيد تشغيل 3 وحدات لتوليد الطاقة من الفحم بهدف تأمين إمدادات الطاقة الكهربائية خلال فصل الشتاء القادم.
وأوضحت الشركة أن قدرة التوليد الكهربائي لكل وحدة تبلغ 300 ميجاوات.
وتعاني دول القارة الأوروبية من أزمة في الطاقة بعد أن أوقفت روسيا إمدادات الغاز عبر خط "نورد ستريم 1" بنهاية شهر أغسطس الماضي، ما تسبب في حدوث أزمة للطاقة، دفعت الدول الأوروبية للبحث عن بدائل أخرى للغاز، بجانب بدائل تسمح بتأمين إمدادات الطاقة الكهربائية للبلاد.
أسعار الفحم
وكانت أسعار الفحم قد ارتفعت بقوة في الولايات المتحدة متجاوزة مستويات 200 دولار للطن للمرة الأولى على الإطلاق، مع تصاعد الطلب على أسوأ أنواع الوقود الأحفوري على المناخ بفعل نقص الطاقة.
وارتفعت أسعار التسليم الفوري للفحم في سنترل أبالاتشي إلى 204.95 دولار للطن في الأسبوع المنتهي في الثلاثين من شهر سبتمبر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ بدء رصد السجلات في عام 2005، بحسب بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وبحسب وكالة "بلومبيرغ"، لا يزال الفحم مصدرا رئيسيًا لتشغيل محطات توليد الطاقة الأميركية، وستؤدي الأسعار المرتفعة إلى زيادة الضغط على الأسر الأميركية التي تكافح بالفعل مع فواتير الكهرباء الباهظة.