قطار الصحراء .. شريان الحياة لمئات القرى الموريتانية
21:43 - 15 يوليو 2022يحتل قطار شركة سنيم الموريتانية مرتبة متقدمة بين أطول قطارات السكك الحديدية، ويعتبر بلا منازع الأثقل والأبطأ في العالم. ويحمل قطار الصحراء، كما يطلق عليه، خامات الحديد من مناجم الزويرات إلى الميناء المعدني في نواذيبو لتصديرها للخارج.
ويلعب القطار "دورا اقتصاديا و اجتماعيا هاما في ممر نواذيبو/الزويرات حيث يمكن من نقل خام الحديد بين المناجم و الميناء المعدني"، كما يوضح لموقع سكاي نيوز عربية صمبا باري المكلف بالنشر والعلاقات مع وسائل الإعلام في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم سنيم، المالكة للقطار.
سكة وحيدة
قطار الصحراء، هو القطار السككي الوحيد في موريتانيا، فلا توجد في المليون كيلو متر مربع سكة حديدية إلا هذه.
ويوضح صمبا باري لموقع سكاي نيوز عربية أن "القطار المعدني يتكون من عدة معدات من ضمنها السكة الحديدية التي تمتد على طول 700كم، وثلاث أو أربع قاطرات وعربة ركاب وما بين 200 و210 عربة بضائع، قد تحمل كل منها، في رحلة القطار الغربية إلى نواذيبو، ما يصل إلى 80 طنا من خام الحديد، إضافة إلى نقل الأشخاص والبضائع والمياه".
من ميفيرما إلى سنيم
بدأ تشغيل قطار الحديد عام 1963 من قبل شركة ميفيرما وهي شركة مساهمة فرنسية بريطانية إيطالية كندية، كانت تستغل مناجم الحديد في بطاح الزويرات، المدينة التي لم تكن موجودة قبل اكتشاف مناجم الحديد في كدية الجل عام 1950.
وبعد تأميم شركة ميفيرما في 28 نوفمبر 1973، أصبح اسمها الشركة الوطنية للصناعة والمناجم سنيم، وأصبح القطار بأيدي الموريتانيين.
شريان للحياة
لا يقتصر دور قطار الصحراء على نقل خامات الحديد، بل يعتبر بمثابة شريان الحياة في منطقة تيرس الموريتانية التي تعاني شحا في المياه، حيث يجر القطار في رحلته الشرقية اثني عشر صهريجا سعة كل منها عشرات الأطنان المكعبة، ويكاد يكون المصدر الوحيد للماء الصالح للشرب في المنطقة.
كما يعتبر وسيلة النقل الرئيسية للبضائع إلى الزويرات وافديرك وشوم..
رحلتان عبر القطار
يروي ابراهيم ولد أحمد (عامل، 55 سنة) لموقع سكاي نيوز عربية ذكرياته عن أول رحلة عبر القطار قبل أكثر من ثلاثين عاما: "كانت عربة الركاب آنذاك بدون مقاعد باستثناء دكك خشبية موضوعة في الأطراف، وكان أغلب الركاب يجلسون على الأرضية جماعات يشربون الشاي ويحضرون طعامهم، ويتبادلون أطراف الأحاديث مع ألوان من المرح الضروري لرحلة تستمر خمسة عشر ساعة".
ويقارن إبراهيم في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية بين رحلته تلك وأخرى بعد سنوات: "التحقت بالقطار من محطة شوم باتجاه نواذيبو، لم يكن أمامي إلا عربات الخام وكان سفرا شاقا، حيث كنت أهتز بشدة كلما اصطدمت العربات ببعضها جراء تخفيف القطار لسرعته، وفضلا عن ذلك فقد حمل جسمي وثيابي من غبار المعدن ما لم تزله أيام من الغسيل والاستحمام".
رحلات يومية
تملك شركة سنيم العديد من القطارات، ويؤكد المكلف بالنشر والعلاقات مع وسائل الإعلام في سنيم لموقع سكاي نيوز عربية أن "ما بين 6 و8 رحلات للقطار تنتظم يوميا بين نواذيبو و ازويرات. وأن الشركة تقتني بشكل دوري كميات من العربات القاطرات، كما يتم تجديد أجزاء من السكة كل عام".