عائشة ديالو.. أم الأيتام وفاقدي السند في موريتانيا
23:48 - 13 يوليو 2022قبل ربع قرن بدأت عائشة ديالو تنفيذ الفكرة التي طالما راودتها.. فأثناء تجوالها عندما كانت تتاجر بين موريتانيا وبعض الدول الإفريقية، كانت تصادف أطفالا موريتانيين لدى أسر وجمعيات إفريقية فلم يعجبها أن لا يجد أطفال بلدها مأوى داخل موريتانيا، فقررت إنشاء مأوى للأطفال؛ الأيتام وفاقدي السند وأبناء العجزة..
"حصلت على ترخيص لمنظمة عائشة ديالو لتغذية الأطفال عام 2006، لكن نشاط رعاية وإيواء الأطفال بدأ قبل ذلك باثني عشر عاما". تقول عائشة ديالو متحدثة لموقع سكاي نيوز عربية.
إنقاذ من الإهمال
اشتهرت ديالو في محل إقامتها بنواذيبو ببحثها عن الأطفال الذين هم بحاجة للرعاية، فكانت تتلقى اتصالات من معارفها بخصوص أطفال تحبسهم أمهاتهم في غرف مغلقة وتمضين في مغامراتهن التي قد تستمر يوما أو يومين.
تقول عائشة لموقع سكاي نيوز عربية: "كنت حين يردني اتصال عن طفل من هؤلاء أكسر الباب وآخذ الطفل، وأترك لأمه رقم هاتفي لتتصل بي عندما تعود.. ودائما تحضر الأم فتجد طفلها في حالة جيدة.. قد تغذى ولبس ونام؛ فتقرر أن تتركه عندي.. وعندما اشتهر أمري أصبحت بعض النساء تحضرن لي أطفالهن".
عودة لحضن الأسرة
عام 2004 عادت عائشة ديالو من الولايات المتحدة بعد سنة قضتها في ضيافة شقيقها المقيم هناك، وبمساعدته ومساعدة زوجها اشترت قطعة أرض في العاصمة الاقتصادية لموريتانيا نواذيبو، وشيدت عليها مقرا لحمعيتها عام 2009 بمساعدة سياح غربيين.
وتؤكد عائشة ديالو لموقع سكاي نيوز عربية أن جمعيتها استطاعت ان تجمع شمل بعض الأطفال بذويهم "كان لدينا طفلان لأب من بوركينافاسو هجرهما في نواذيبو، واستطعنا الاتصال به وتواعدنا معه في نواكشوط، فحضر واصطحب طفليه إلى بلده".
وتروي عائشة لموقع سكاي نيوز قصة طفل يتيم من السنغال تم توصيله إلى جدته التي فرحت به كتعويض عن بنتها التي ماتت في الغربة.. وكذلك قصص أطفال آوتهم الجمعية صغارا ثم أوصلتهم لجداتهم "لأن أمهاتهم لم تكن صالحات لتربية الأطفال" تقول عائشة ديالو لموقع سكاي نيوز عربية.
تعاون مع الوزارة
بالتعاون مع وزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة استطاعت جمعية عائشة ديالو ان تعثر على 37 أسرة حاضنة لأطفال رضَّع، كما استطاعت ان تعيد أكثر من 40 طفلا لأحضان أسرهم، ليصل بذلك عدد الذين أعادتهم الجمعية للوسط العائلي أكثر من ثمانين طفلا، لا تزال تتكفل بمساعدة بعض المنظمات الخيرية الأوربية بلوازمهم المدرسية وتوفر لهم الثياب وما استطاعت من باقي الاحتياجات.
وتوضح ديالو أنه يوجد الآن لدي جمعيتها 14 طفلا " 6 بنات و8 أولاد، أكبرهم بلغ السادسة عشر، بينما لم يكمل أصغرهم ربيعه الأول".
تكريم رسمي
تقول مريم عبد الفتاح صحفية موريتانية لموقع سكاي نيوز عربية أن عائشة جالو لفتت انتباهها من بين النساء المكرمات في حفل أقامته المديرية الجهوية للشؤون الإجتماعية على مستوى داخلة نواذيبو احتفالا بالعيد الدولي للمرأة عندما "جاءت ومعها من تسميهم بناتها بنفس الزي واستلمت معهن التكريم، وكأنهن هن المكرمات".
وتضيف مريم في حديثها لموقع سكاي نيوز عربية: "عائشة تقوم بدور كبير في إيواء أطفال كانوا سيكونون عالة على المجتمع وعلى الدولة أنقذتهم عيشة من وحل التشرد فكانت وجهة كل من ليس له سند سواء اللقطاء والأيتام وحتى أبناء اللاجئين لاتفرق بينهم كل ما تريده هو مساعدة هؤلاء الأطفال".
أمنية أخيرة
حينما سألناها عن نظرتها لمستقبل الجمعية، حادت بنا "أم جميع الأطفال" إلى ما تتمنى لأطفالها الذين لم يهبها الله سواهم.. "أتمنى أن أشاهد أطفالي وقد حفظوا القرآن وأكملوا دراستهم وحصلوا على أعلى الشهادات، فمستقبلهم مهم عندي".