روسيا تجدد مطلبها وأوكرانيا "صامتة".. لماذا تتعثر المفاوضات؟
21:00 - 16 يونيو 2022أعلنت موسكو، الخميس، استعدادها للتفاوض واستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا بهدف وقف الحرب، لكنها تقول إنها لم تتلق ردا بعد على مقترحاتها الأخيرة.
كما تقول روسيا إن دعوتها للتفاوض هي الثالثة في أقل من شهر، منذ عقد محادثات متقطعة بين الجانبين في مارس الماضي، بما في ذلك اجتماع رفيع المستوى بين وفدي روسيا وأوكرانيا في إسطنبول لبحث أزمة "الحبوب الحبيسة".
وقال كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، إن كييف "هي المسؤولة عن عدم إحراز تقدم واستمرار الوضع الحالي، في ظل مسلسل دعمها بالسلاح من جانب الغرب وواشنطن".
مباحثات متوقفة وسلاح مستمر
وتتبادل روسيا وأوكرانيا اللوم بشأن توقف المحادثات في الأسابيع الأخيرة، حيث تقول كييف إنها ليست مستعدة للتخلي عن أي من أراضيها، وطالبت روسيا بسحب جميع قواتها، من جانب آخر تطالب روسيا إظهار نوايا جادة في المباحثات من طرف أوكرانيا، والتوقف عن استقبال الأسلحة الغربية التي تطيل من أمد الصراع.
وفي أرض المعركة، صعدت القوات الروسية من محاولاتها الرامية إلى السيطرة على مدن في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، مع التركيز على مدينة سيفيرودونيتسك.
ويقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن "معادلة مباحثات السلام مع كييف صعبة للغاية، نتيجة رغبة الأطراف الخارجية (الغرب وواشنطن) في الاستفادة من اشتعال الموقف لضخ واختبار مزيد من الأسلحة في تلك المنطقة".
واتهم الخبير الروسي العسكري، خلال حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، الدول الغربية بـ"تدمير سلاسل توريد المنتجات الزراعية والأسمدة بسبب عقوباتها"، مضيفا: "لا تزال تفاقم الوضع من خلال منع أوكرانيا من المباحثات السلمية مع موسكو، بالإضافة إلى تشجيعها على مواصلة الأعمال الحربية ضد قواتنا".
والأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الصاروخية والجوية دمرت مخزنا للذخيرة الغربية يضم مدافع هاوتزر M777 الأميركية، ومحطة حرب إلكترونية في منطقة لفوف، وأسقطت مقاتلة أوكرانية و6 طائرات مسيرة، في ضربة وصفتها بـ"القوية" ضد الأسلحة الغربية في كييف.
واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتكبد القوات الأوكرانية خسائر فادحة في دونباس وخاركوف. وقال في فيديو على قناته عبر "تلغرام": "أكثر المعارك ضراوة هي في سيفيرودونتسك وفي جميع المدن المجاورة. مع الأسف هناك خسائر مؤلمة".
وفي السياق ذاته، أكد مينيكايف أن "القوميين الأوكرانيين يقصفون بشكل مفرط بواسطة أسلحة الناتو الأحياء السكانية والأراضي الزراعية حيث لا يوجد عسكريون، وعلى مدار 4 أشهر تضلل واشنطن العالم كله أن روسيا فرضت الحصار على موانئ أوكرانيا".
واستطرد الخبير الروسي: "أوكرانيا هي من تحدد الآن متى تتوقف العملية العسكرية وتعود لمائدة المفاوضات".
ومن الجانب الأوروبي، يقول الخبير في الشؤون الدولية دانييلي روفينيتي، إن "القرار الآن في يد كييف التي يجب أن تقرر متى وكيف تبدأ مفاوضات ملموسة".
وأضاف الخبير الإيطالي لموقع "سكاي نيوز عربية": "الهدف من الأسلحة الغربية في كييف منح الفرصة لها للدفاع عن نفسها قبل الجلوس على مائدة المفاوضات".
وطالب بـ"ضرورة الدفع نحو هذا الاتجاه، حتى لا تتصاعد الأمور إلى حرب عالمية ثالثة، في ظل الأزمات الناجمة عن تلك الحرب".
عزل روسيا دوليا
عقوبات هي الأقوى في تاريخ روسيا والغرب، فرضت على موسكو خلال الأشهر الماضية نتيجة عمليتها العسكرية، حيث أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن "المحاولات الأميركية لخنق روسيا بالعقوبات باءت بالفشل"، مشيرا إلى أن هذا "معترف به بالفعل من قبل خبراء دوليين وبينهم أميركيون".
وتحت عنوان "عالم جديد.. فرص جديدة"، بدأت روسيا كسر عزلتها التي تحاول أوروبا وأميركا فرضها عليها عمليا، من خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي
وعلق مدير مركز خبراء "رياليست" ومقره روسيا عمرو الديب على ذلك، بالقول إن "للمنتدى أهمية كبيرة، فهو يأتي بعد أكثر من 100 يوم من العملية العسكرية، وفي ظل سلسلة من عقوبات غير مسبوقة على روسيا من جانب الغرب تخطى عددها 10 آلاف عقوبة اقتصادية".
وأكد الديب أن "هذا المؤتمر يثبت للعالم أجمع أن فكرة عزل روسيا عن النظام الدولي غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، والدليل أن ما يقرب من 70 شركة اقتصادية من الدول الغربية والأميركية ستشارك في المؤتمر".
وأوضح أن "الاقتصاد الروسي يتمتع بالقوة، فهناك ما يقرب من 500 شركة روسية متنوعة تشارك بقوة في المنتدى، وهذا يدل على التنوع ومدى الطلب على الصناعة الروسية وأهميتها، كما سيتم التطرق للقطاع الصحي واللقاحات التي شهدت طلبا دوليا على الصناعة الروسية خلال الفترة الماضية".
ومن المقرر أن يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، خلال المنتدى، اجتماعا مع ممثلي وسائل الإعلام للحديث عن الوضع الاقتصادي والعملية العسكرية في أوكرانيا.