بحر البلطيق يشتعل.. تحركات روسية ردا على التهديدات الغربية
16:51 - 20 مايو 2022على وقع تقدم السويد وفنلندا بطلب الانضمام رسميا لحلف شمال الأطلسي وانسحاب روسيا من مجلس دول بحر البلطيق، يبدو أن تلك المنطقة ستغدو ميدان صراع حامي الوطيس وخط تماس بالغ التوتر بين موسكو و"الناتو".
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الجمعة، عزم موسكو تشكيل 12 قاعدة عسكرية في الجزء الغربي من البلاد، ردا على مساعي كل من فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وشدد شويغو، على أن الوضع في المحور الاستراتيجي الغربي: "يتميز بتصاعد التهديدات العسكرية عند الحدود الروسية، حيث يتم دخول سفن حربية أميركية مزودة بأسلحة صاروخية موجهة بشكل منتظم إلى بحر البلطيق".
وأكد المسؤول الروسي أن البحرية الأميركية نفذت منذ مطلع العام الجاري على مقربة من مقاطعة كالينينغراد الروسية، 6 مهام تشمل الدخول في منطقة مفترضة لإطلاق صواريخ مجنحة، كما زادت عدد المهام التدريبية القتالية المنجزة من قبل سفن بحر البلطيق الروسية بواقع 42 في المئة، ما يشمل أكثر من 300 تمرين قتالي باستخدام مختلف أنواع الأسلحة.
وتعليقا على تصاعد التوتر في منطقة بحر البلطيق وأوروبا الشمالية ما بين موسكو وعواصم الغرب، قال ماهر الحمداني، الباحث والخبير في الشؤون الأوروبية، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "التوتر في هذه المنطقة يتصاعد بوتيرة سريعة، وقد بلغ ذروته مع الانسحاب الروسي من مجلس بحر البلطيق في مؤشر على أن روسيا لم تعد تجد أهمية من وجودها ضمن هذا المجلس، الذي يضم عددا من الدول المعادية لها كما ترى، فهذا المجلس وفق موسكو بات أداة بيد الناتو للإضرار بروسيا وتهديد مصالحها في هذه المنطقة البحرية الاستراتيجية".
وأضاف الحمداني: "موسكو الآن في صدد إعداد العدة للتصرف عسكريا، بغرض حماية حدودها الشمالية والغربية في وجه التهديدات الأطلسية المتزايدة خاصة مع تقدم كل من السويد وفنلندا بطلب للانضمام الرسمي لحلف الناتو، وهو ما يتجسد تحديدا من خلال الأهمية المضاعفة التي تعطيها روسيا الآن لأسطولها الشمالي المتمركز في بحر البلطيق، وخصوصا في شبه جزيرة كولا القريبة من فنلندا".
ووصف الحمداني منطقة بحر البلطيق بأنها "باتت أشبه ببرميل بارود وميدان مواجهة أساسي بين روسيا والناتو، وقد تتطور الأمور نحو مواجهة عسكرية مباشرة في هذا البحر بين الطرفين، وبالتالي فروسيا تتصرف وفق هذا المنحى، بما أن الأمور تتطور نحو مرحلة تكسير عظام لطالما حاولت الأطراف المعنية في حوض البلطيق تجنبها، لكن يبدو أن الضغط البريطاني الأميركي على الحلفاء الأوروبيين، قد دفع بالتوتر نحو هذه الأوضاع المتفجرة".
وتابع الخبير في الشؤون الأوروبية قائلا: "يجد الاتحاد الأوروبي نفسه بحكم موقعه الجغرافي الواقع بين الكتلتين المتصارعتين الروسية والأطلسية الغربية، في عين العاصفة البلطيقية وفي أتون مواجهة مباشرة لم يتمناها ولم يعد العدة لها، وبالتالي تتواتر المؤشرات لاحتمالية قرب وقوع الصدام العسكري المباشر في بحر البلطيق بين الروس والأميركان، واللذين لطالما كانا يتواجهان بصور غير مباشرة عبر حلفائهما وأدواتهما في مناطق بعيدة عن أراضيهما، كما في سوريا وأوكرانيا حاليا مثلا".
وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، انسحاب موسكو من مجلس دول بحر البلطيق، وجاء في بيانها :"ردا على الأعمال العدائية، بعث وزير خارجية الاتحاد الروسي سيرغي لافروف برسالة إلى وزراء البلدان الأعضاء في مجلس دول بحر البلطيق، والمفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وكذلك إلى أمانة المجلس في ستوكهولم بإشعار بالانسحاب من المنظمة، وفي نفس الوقت قررت الجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية الانسحاب من المؤتمر البرلماني لبحر البلطيق".
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن إنهاء العضوية في مجلس دول بحر البلطيق لن يؤثر على وجود روسيا وحضورها في المنطقة، مشددة على أن محاولات إقصاءها من بحر البلطيق محكوم عليها بالفشل.