صائد الطراد الروسي "موسكفا".. الصاروخ "نبتون" يدخل التاريخ
03:57 - 17 أبريل 2022بعد إعلان أوكرانيا وتأكيد مسؤولين غربيين أن كييف وراء إغراق طراد الصواريخ الموجهة الروسي "موسكفا" في البحر الأسود، اتجهت الأنظار إلى الصاروخ الأوكراني المضاد للسفن "نبتون"، وسط إشادات بقدرات الأسلحة الأوكرانية المحلية.
وقال أوكرانيا إن قواتها ضربت طراد الصواريخ الموجهة "موسكفا" بصاروخين "نبتون" تسببا في "أضرار جسيمة"، وهو ما أكده مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، مؤكدا أنها "ضربة قاسية" لروسيا.
فيما لم تؤكد موسكو تعرض السفينة الحربية التي تعتبر نسخة بحرية عن منظومة الدفاع الجوي البعيدة المدى إس-300 لهجوم صاروخي وقالت إن حريقا اندلع في الطراد الذي يبلغ طوله 186 مترا، متسببا في تفجير ذخيرة. وقد غرق الطراد بعد ذلك أثناء محاولة جره إلى أقرب ميناء.
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن "ضربة الطراد كانت بمثابة دفعة كبيرة لأوكرانيا، ليس فقط لجهودها الحربية ولكن أيضا لصناعة الأسلحة المحلية، حتى مع اعتمادها على الأسلحة التي أرسلها الحلفاء الغربيون".
ما هو صاروخ نبتون؟
وفي عرض للأسلحة في كييف عام 2015، كشفت شركة دفاعية أوكرانية عن أحدث مشاريعها وهو صاروخ كروز مضاد للسفن أطلق عليه اسم "نبتون"، وذلك بعد فترة وجيزة من سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، فيما تم اختباره لأول مرة عام 2016.
ولم يحظ الصاروخ الجديد باهتمام كبير في ذلك الوقت. لكنه الآن في دائرة الضوء بعد تقارير غربية تحدثت عن دوره في ضرب وإغراق أخطر سفن البحر الأسود.
ويبلغ وزن صواريخ نبتون 870 كلغ ويحمل رأسا حربية يبلغ وزنها 150 كلغ، قادرة على تدمير أهداف تصل إلى 5000 طن، مستخدماً توجيهاً موجهاً بالرادار، لمدى يقرب من 300 كيلومتر (186 ميلاً)، وعادة ما يكون لدى أحد أقسام نبتون 6 قاذفات USPU-360 قادرة على إطلاق وابل من 24 صاروخاً مضاداً للسفن، وهو صاروخ مخصص لاستهداف السفن مزود بباحث حراري يمكنه من مقاومة التشويش ويتميز بالتقاط الهدف في بيئة مناورة صعبة.
تم تصميم نبتون الذي يعتمد على الصاروخ السوفيتي المضاد للسفن Kh-35، لهزيمة السفن الحربية السطحية، إذ يمكن للصواريخ التي يبلغ طولها 16 قدماً وتعمل بمحرك أن تسافر بسرعات تصل إلى 900كم/ساعة، على ارتفاعات تراوح بين 9 أقدام و30 قدماً فوق السطح.
حدث تاريخي
وقال المحلل التشيكي الكندي المتخصص في الشؤون الأمنية والسياسية الدولية، ميتشل بيلفر: "سوف يسجل هذا التاريخ باعتباره ربما أهم عملية بحرية منذ الحرب الباردة. إن فكرة أن صاروخًا أوكرانيًا مضادًا للسفن يمكن أن يتسبب في إغراق أكثر السفن البحرية الروسية تطوراً، في مسرح العمليات، سوف يرسل موجات صدمة إلى كل من أوكرانيا وروسيا".
وأضاف بيلفر، وهو مدير مركز المعلومات الخليجي الأوروبي في روما، في تصريحات لـسكاي نيوز عربية، أنه "بينما ستعاني روسيا من الخسارة، تحتفل أوكرانيا وحلفاؤها بهذا النصر. سيُظهر أيضًا أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها روسيا لإخضاع أوكرانيا، فإن روح القتال الأوكرانية ليست فقط في المدن والبلدات في مواقف دفاعية ولكنها أيضًا قادرة على فرض تكلفة على قدرة روسيا على شن الحرب".
وتابع: "إلى جانب الفشل في الاستيلاء على كييف، فإن الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الروسية واستيلاء القوات الأوكرانية - والمزارعين - على المعدات العسكرية تشير إلى الموقف العسكري اليائس الذي تعيشه روسيا حاليًا"، لافتا إلى أن "أوكرانيا مستعدة للفوز في هذه الحرب إذا تدفق ما يكفي من المواد من حلفائها في الناتو".
واعتبر أن "أفضل شيء في الحرب هو خاتمة سريعة. على الرغم من أن الرئيس بوتن قال الآن إن محادثات السلام ماتت، لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن تعيد روسيا تقييم الوضع وتدفع من أجل وقف سريع لإطلاق النار".
روسيا ترد سريعا
وردا على غرق الطراد، استهدف قصف روسي ليلا مصنعا في منطقة كييف لتصنيع صواريخ "نبتون"حيث تعرض جزء من المصنع ومبنى إداري مجاور له في بلدة فيشنيفي، على مسافة حوالى 30 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الأوكرانية، لأضرار جسيمة.
وكانت روسيا أعلنت في وقت سابق أنها استخدمت صواريخ بعيدة المدى من طراز كاليبر لضرب المصنع الذي تقول شركة تصنيع الأسلحة الحكومية الأوكرانية أوكروبورونبروم إنه ينتج صواريخ "نبتون".
ومساء الجمعة، قالت ناتاليا غومنيوك الناطقة باسم القيادة العسكرية للمنطقة الجنوبية من أوكرانيا، إن موسكو لن "تغفر" لكييف إغراقها هذه السفينة التي تعتبر "رمزا لطموحاتها الإمبريالية".