بالتفصيل.. ماذا خسرت موسكو بعد غرق "فخر الأسطول الروسي"؟
20:06 - 16 أبريل 2022رغم الغموض الذي لا يزال يكتنف ملابسات غرق "موسكوفا"، أكبر سفينة حربية في أسطول البحر الأسود الروسي، فإن موسكو قد تلقت بالفعل ضربة قوية في حربها ضد أوكرانيا التي بدأت أواخر فبراير الماضي.
وأعلنت روسيا أن الطراد "موسكوفا" غرق لدى سحبه إلى الميناء في جو عاصف، بعد أن قالت إن حريقا نشب فيه إثر انفجار ذخائر على متنه.
لكن أوكرانيا تقول إن ضربة صاروخية أغرقت السفينة الروسية العملاقة، كما أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الجمعة، إن "موسكوفا" أغرقت بصاروخين أوكرانيين، مؤكدا أنها "ضربة قاسية" لروسيا.
فما الذي خسرته روسيا تحديدا بغرق "موسكوفا"؟
لدى روسيا أنظمة دفاع جوي قوية منتشرة في شبه جزيرة القرم، وهي منطقة أوكرانية تسيطر عليها موسكو بالقوة منذ 2014، لكن "موسكوفا" كانت قادرة على توفير حماية دفاع جوي بعيدة المدى ومتحركة للأسطول الروسي في البحر الأسود بأكمله، وكانت مركز قيادة وتحكم عائما، وتؤدي خسارتها إلى تدهور الدفاعات الجوية للأسطول، خاصة في المهام طويلة المدى.
ماذا حدث للطاقم؟
كان طاقم السفينة قوامه نحو 500 بحار، قالت روسيا إنهم أجلوا بنجاح إلى سفن أخرى قبل إعادتهم إلى ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، الجمعة، لكن أوكرانيا أشارت إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك قتلى، فيما لم تعلن روسيا أي شيء بهذا الشأن حتى الآن.
هل خسارة السفينة تغير مسار النزاع في أوكرانيا؟
من غير المحتمل أن يحدث ذلك، لكن وزارة الدفاع البريطانية تقول إن خسارتها من المرجح أن تدفع روسيا إلى مراجعة وضعها البحري في البحر الأسود.
وقال مسؤولون أميركيون تحدثوا لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن غرق السفينة سيكون له "تأثير رمزي" على موسكو، ويحتمل أن يثير تساؤلات حول القدرات البحرية الروسية على المدى الطويل، لكن من غير المرجح أن يكون له تأثير كبير على مسار الصراع، حيث لم تلعب البحرية الروسية دورا كبيرا حتى الآن.
وقال مسؤول أميركي إن روسيا استخدمت سفنها الحربية بشكل محدود فقط، لشن ضربات عرضية وإعادة إمداد القوات في الجنوب، فيما تحتفظ روسيا بالهيمنة البحرية في المنطقة المجاورة، وكانت "موسكوفا" مجهزة لتدمير سفن أوكرانيا في البحر، لكن لم يتبق سوى القليل من البحرية الأوكرانية أصلا.
هل ستغير البحرية الروسية الآن استراتيجيتها؟
نعم سيحدث ذلك على الأرجح، لكن لا يُنظر إلى هذا التغيير على أنه مهم للغاية.
فبعد غرق "موسكوفا"، تحركت حوالي 5 سفن حربية روسية في الجزء الشمالي من البحر الأسود مبتعدة عن الساحل، لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم يعتقدون أن تلك السفن لا تزال قادرة على تنفيذ ضربات إلى أوكرانيا من مسافة نحو 80 ميلا بحريا، ومن غير المرجح أن تستهدفها القوات الأوكرانية في هذه المناطق البعيدة عن الساحل.
وقال معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن قدرة الجيش الأوكراني على ضرب السفن الحربية الروسية في البحر الأسود قد تجبر البحرية الروسية على نشر قوات دفاع جوي إضافية ووسائل أخرى للحماية.
هل كانت "موسكوفا" تلعب دورا مهما في الحرب؟
غير واضح، لكن بعض المحللين يقولون إنها ربما كانت تساعد في دعم هبوط برمائي روسي محتمل في ميناء أوديسا الأوكراني، الذي لم يحدث بعد بسبب مقاومة القوات الأوكرانية.
وقد ينظر إلى غرقها في بعض الأوساط في أوكرانيا على أنه يقلل من فرص مثل هذا الهجوم، ويسمح لكييف بإعادة نشر بعض قواتها في أماكن أخرى.
هل يمكن لروسيا أن تجد ما يحل محل "موسكفا"؟
لا، فروسيا تمتلك سفينتين أخريين من نفس الفئة، "مارشال أوستينوف" و"فارياغ"، إلا أنهما تخدمان مع أساطيل روسيا الشمالية وفي المحيط الهادئ على التوالي.
إلا أن تركيا، التي تسيطر على الوصول إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، لن تسمح لهما بالمرور في وقت الحرب.
هل كانت "موسكوفا" تحمل أسلحة فريدة؟
لا. كان لديها صواريخ مضادة للسفن وصواريخ أرض جو ، لكنها لم تكن مجهزة بأحدث جيل من صواريخ "كاليبر كروز" الروسية، أو الصواريخ الفوق صوتية، وفقا لرويترز.
هل كانت السفينة حديثة؟
لم تكن حديثة جدا، فقد صممت في السبعينيات من القرن الماضي في الاتحاد السوفيتي، خلال الحرب الباردة لتدمير حاملات الطائرات الأميركية آنذاك، ودخلت الخدمة منذ ما يقرب من 4 عقود.
خضعت "موسكوفا" لعمليات تجديد واسعة النطاق، ووفقا لوزارة الدفاع البريطانية لم تعد إلى وضعها التشغيلي إلا في عام 2021، ورغم هذا التجديد ظلت بعض أجهزتها قديمة.
هل تؤثر الخسارة على "الكبرياء العسكري الروسي"؟
يعد غرق "موسكوفا" خسارة مريرة للجيش الروسي، لأن السفينة رغم تقدمها في السن كانت رمزا لأسطول البحر الأسود في القرم، وفخرا عسكريا لموسكو، كما أن الواقعة تمثل "نصرا دعائيا كبيرا" لأوكرانيا، فيما يتوقع دبلوماسيون وخبراء غربيون أن يفقد كبار الضباط في أسطول البحر الأسود وظائفهم بسبب خسارة "موسكفا".