منصب رئيس العراق.. 4 مرشحين بانتظار التصويت
23:36 - 14 ديسمبر 2021تجري الكتل السياسية العراقية مقارباتها ومشاوراتها حول منصب رئيس الجمهورية، فيما تمخضت تلك الحوارات عن 4 مرشحين، لم يستقر الرأي السياسي عليهم بعد.
وجرى عرف غير مكتوب، منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، على توزيع المناصب، وفق المكونات، ليكون منصب رئاسة الوزراء للمكون الشيعي، والجمهورية للمكون الكردي، ورئاسة البرلمان للسنة.
وكانت الكتل السنية، وتحديدا تحالف "تقدم" برئاسة رئيس البرلمان السابق، محمد الحلبوسي، قد أطلقت بعد إجراء الانتخابات النيابية المبكرة، في أكتوبر الماضي، حراكا للظفر بمنصب رئاسة الجمهورية، غير أن هذا الحراك قوبل برفض كردي، وإصرار على ترشيح إحدى الشخصيات من الإقليم لهذا المنصب.
مرشحو الاتحاد
ولم تصدر ترشيحات رسمية حتى الآن، غير أن الأجواء السياسية، والتصريحات الصادرة لوسائل الإعلام، أفرزتا 4 شخصيات هي الأوفر حظًّا للظفر بالمنصب.
ويبدو الرئيس العراقي الحالي، برهم صالح، أبرز المرشحين لولاية ثانية، بدعم من حزبه (الاتحاد الوطني الكردستاني)، الذي أعلن ذلك بشكل رسمي، غير أنه يصطدم بـ"فيتو" من الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني؛ لأسباب داخلية، فضلاً عن رفض بعض القوى الشيعية، خاصة تلك التابعة لإيران، بسبب خط الحياد الذي انتهجه صالح في تعامله مع طهران.
كما برز اسم القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، عدنان المفتي، كأحد أبرز الشخصيات المرشحة للمنصب، لكنه غير متحمس لهذا الترشيح، وأكد أنه لا يريد تسلم تلك المهمة.
وقال المفتي في تصريح مقتضب لموقع "ناس نيوز" المحلي: "حتى الآن، لم يطلب مني أحد رسميا الترشح لمنصب رئيس الجمهورية"، مضيفا: "لم أطلب الترشح ولا أريده، ولا أسعى لذلك".
غير أن أجواء الاتحاد الوطني وأعضاءه يتداولون اسم المفتي كخيار ثان، في حال عدم تمرير الرئيس العراقي الحالي، خاصة أن المفتي مقبول لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وفي هذا الإطار، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، محمود خوشناو، إن "الاتحاد كان يرغب بحسم المناصب الرئاسية (الجمهورية، والوزراء، والبرلمان)، وفق التوافق والمشاورات الطبيعية، وغير محصورة بالتقسيم المكوناتي، لكن ذلك أصبح واقعا، وعرفا سياسيا، في توزيع المناصب الرئاسية".
وأضاف خوشناو، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الأكراد يرون بأن رئاسة الجمهورية هي استحقاق لهم باعتبارهم مكونا وشريكا أساسيا في العراق، لكننا نبحث عن التوافق والتراضي، سواءً الداخلي، أو مع الأحزاب الأخرى في بغداد، خاصة أن المنصب ليس محصورا بالاتحاد الوطني، ويمكن للحزب الديمقراطي الكردستاني أن يقدم مرشحه، لكن كل شيء مرهون بالتوافق والتشاور".
مرشحو الحزب الديمقراطي
وكان الحزبان الكرديان الرئيسيان، الديمقراطي والاتحاد، بعد عام 2003، قد توافقا على تقاسم المنصبين السياديين الأولين في كل من بغداد وأربيل، على قاعدة تقلد الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني رئاسة العراق، مقابل تولي زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني رئاسة إقليم كردستان.
ومنذ الانتخابات الماضية، التي حقق فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني 25 مقعدا، برزت طموحاته لانتزاع المنصب من غريمه الاتحاد الوطني، حيث نشبت خلافات داخلية كبيرة، ولم يتم التوصل إلى مرشح واحد، ليتم في النهاية تقديم مرشحين للبرلمان، هما فؤاد حسين من الديمقراطي، وبرهم صالح من الاتحاد، الذي فاز بالمنصب بفارق كبير.
وخلال مساعيه هذه الدورة للظفر بالمنصب، تتداول الأوساط الكردية، المقربة من الحزب الديمقراطي، اسم القيادي فيه "هوشيار زيباري"، كأحد المرشحين المحتملين، وهو سياسي مخضرم، تسلم عدة مناصب خلال الحكومات السابقة، أبرزها وزير المالية، وكذلك وزارة الخارجية.
كما برز اسم رئيس إقليم كردستان الحالي، نيجرفان بارزاني، كأحد المرشحين المحتملين لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو يرتكز على تاريخ سياسي، وعلاقات قوية مع الدول المجاورة، غير أنه يعاني ضعفا في اللغة العربية.
وسرت أنباء خلال الأشهر الماضية، عن دخول دورة مكثفة لتحسين لغته، تمهيدا لطرحه مرشحا لرئاسة العراق.
من جانبه، يرى المحلل السياسي، هافال مريوان، أن "المرشحين الأربعة ربما لا يواجهون مشاكل حقيقية أو رفضا من قبل الأحزاب في بغداد، لكن المأزق الحقيقي هو داخلي".
واستطررد: "يُفترض حل المشكلات الداخلية، وإعادة توزيع الأدوار، خاصة أن الحزب الديمقراطي يرى أن الاتفاق السابق، بأن يتسلم الحزب الديمقراطي منصب رئاسة الإقليم، ويتسلم هو منصب رئاسة العراق، قد انتهى مفعوله".
ويضيف مريوان في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "هذا المسار، يمكن بترضية حزب الاتحاد الوطني، عبر منحه منصب رئاسة الإقليم، وكذلك إحدى الوزارات السيادية، التي ستكون من حصة الأكراد، وحينها يمكن أن نرى المفاجأة بتنازله عن المنصب".