بدء المشاورات السياسية في العراق لتشكيل الحكومة المقبلة
00:59 - 06 نوفمبر 2021انطلقت في بغداد المشاورات الخاصة بتأليف الحكومة المقبلة، بعد وصول قادة من إقليم كردستان، فضلاً عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى العاصمة بغداد.
وفور وصوله قادماً من النجف، التقى الصدر، مساء الخميس، رئيس تحالف "تقدم" محمد الحلبوسي، في محل إقامته ببغداد، وناقش الجانبان الأوضاع في البلاد، فضلاً عن بحث نتائج الانتخابات.
وبحسب ما رشح من الاجتماع، فإن "اللقاء جاء ثمرة التفاهمات السابقة، عقب التوصل إلى تحالف شبه نهائي لتشكيل الحكومة"، وفق مصادر سياسية تحدثت لوسائل إعلام محلية.
وبحسب تلك المصادر، فإن "كل الأمور تتجه نحو تشكيل حكومة صدرية بمشاركة من الأحزاب الكردية والسنية". والتقى الصدر كذلك رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ورئيس تحالف قوى الدولة عمار الحكيم.
وفد كردي
كما وصل وفد من إقليم كردستان، برئاسة وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري، إلى العاصمة بغداد، والتقى رئيس تحالف تقدم، محمد الحلبوسي.
وكشفت النتائج الأولية عن حصول التيار الصدري على المرتبة الأولى، بعدد مقاعد بلغ 73 مقعدا، تلاه تحالف "تقدم" برئاسة رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي بـ37 مقعدا، ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني بـ32 مقعدا، ثم دولة القانون برئاسة رئيس حزب الدعوة الإسلامي نوري المالكي.
وعلى رغم أن شكل الحكومة المقبلة، لم يتضح لغاية الآن، وما إذا ستكون توافقية، تشترك فيها أغلب الأحزاب السياسية، أم ستكون حكومة أغلبية، تقتصر على أحزاب تؤلفها، فإن زعيم التيار الصدري، صرّح أكثر من مرّة بأن الحكومة المقبلة ستكون "حكومة أغلبية وطنية".
بدوره، أكد قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن "الحوارات الحالية مبدئية، وتهدف إلى جس نبض الكتل السياسية الأخرى، والاستماع إلى طرحها، ورؤيتها عن قرب، وما إذا كانت ترغب بالذهاب إلى حكومة توافق وطني، أم أغلبية سياسية، والشروط التي يجب توفرها، في كل الخيارات".
وأضاف القيادي الكردي، وهو مرافق لوفد بغداد، لـ"سكاي نيوز عربية" أن "الجميع الآن يتفق على تعقيدات وصعوبة المرحلة التي يمر بها العراق، والتداعيات الحاصلة، بشأن نتائج الانتخابات، فضلاً عن الظروف الاقتصادية، والتحديات، وهو ما سيفرض على الجميع، الذهاب نحو الخيار الأنسب لحل تلك المشكلات".
ولفت إلى أن "الوضع في البلاد، بحاجة إلى قرار جماعي، وتحمل واضح للمسؤولية، وهو ما قد يتحقق في حكومة الأغلبية السياسية".
وقبل الانتخابات النيابية، التي أجريت الشهر الماضي، سادت أنباء عن قرب دخول التيار الصدري، والحزب الديمقراطي الكردستاني، في تحالف واحد، لكن انسحاب الصدر من الانتخابات وعودته لاحقاً، حال دون ذلك، مما يعطي صورة واضحة عن توجه مسار التحالفات، في ظل التنافر الحاصل بين التيار الصدري، والكتل الشيعية الأخرى.
تأكيد على نتائج الانتخابات
بدوره، يرى القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، جاسم الحلفي، أن "اللقاءات التي يجريها السياسيون في الوقت الحالي، تهدف في المقام الأولى إلى حث بعضهم البعض على تقبل نتائج الانتخابات، بالإضافة إلى المضي في مسألة التفاوض لتشكيل الحكومة".
وأشار إلى أن "تلك الحوارات تهدف إلى إعطاء صورة بأن النتائج مقبولة، والانتخابات انتهت، وأنه يجب تشكيل الحكومة وفق النتائج المعلنة".
وأضاف الحلفي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية أن "كل الحوارات الآن هي مبدئية وليست حاسمة، فهناك مسافات طويلة للتفاهمات، حول الأمور النهائية".
ومنذ إعلان نتائج الانتخابات العراقية، ما زال الإطار التنسيقي يعقد اجتماعات متواصلة لمناقشة تداعيات الخسارة التي تلقاها.
وأعلن هذا التشكيل الذي يضم قوى سياسية وفصائل قريبة من إيران، مثل تحالف الفتح، ودولة القانون وعصائب أهل الحق، بالإضافة إلى كتائب حزب الله وتيارات أخرى، رفضه للنتائج، وقال إنه "سيتخذ جميع الإجراءات المتاحة لمنع التلاعب بأصوات الناخبين".
وما زال أنصار الإطار التنسيقي، يحتجون حول المنطقة الخضراء على نتائج الانتخابات، وسط صدامات مع القوات الأمنية.