بعد أحداث دموية.. صلاة جمعة مشتركة بين أبناء ديالى العراقية
17:01 - 05 نوفمبر 2021بعد أسبوع من التوترات الأمنية التي شهدتها محافظة ديالى شرق العراق، والتي أخذت بُعدا طائفيا، أدى آلاف العراقيين من أبناء الطائفتين السُنية والشيعية صلاة جُمعة مُشتركة في مدينة المقدادية، مركز المُحافظة.
وجاء أداء صلاة الجمعة بعد دعوة وجهها زعيم التيار الصدري مُقتدى الصدر، إلى جانب المئات من الدعوات التي أطلقها السياسيون والمثقفون ورجال الدين العراقيون طوال الأيام الماضية، التي دعت إلى نبذ الطائفية والعنف، وتغليب لغة الحوار والشراكة بين أبناء الطائفتين داخل المحافظة، ومختلف مناطق العراق.
حُسينة مدينة المقدادية المركزية غصت منذ الصباح بالآلاف من الحضور، الذين غطوا كامل صحن الجامع والساحات الخارجية والشوارع المحيطة بالمكان، حيث توافد المصلون من مختلف بلدات ومُدن المحافظة، إلى جانب قادمين من محافظات عراقية أخرى، خصوصاً العاصمة بغداد.
شوارع مدينة المقدادية كانت قد شهدت منذ فجر اليوم انتشارا أمنيا مكثفا، بغية الحفاظ على الأمن، وعدم السماح بأي اختراق أثناء التجمهر. فيما كانت مُختلف المنازل والمحال والسيارة تضج بأغاني وأهازيج تدعوا للوحدة الوطنية العراقية والأخوة بين مختلف أبناء العراق. كذلك كان الكثير من العراقيون يوزعون الماء والحلوى وبعض الفاكهة على المتوجهين نحو مكان الصلاة المُشتركة، فيما كانت تُسمع الزغاريد بين حينٍ وآخر.
سطام الشيابي مُهندس معماري، وأحد القادمين من العاصمة بغداد مع نجليه اليافعين للمشاركة في الصلاة الجماعية هذه، قال في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "مثل مئات الآلاف من العائلات العراقية، فأنا وزوجتي لسنا من المذهب نفسه، مثلما كان والدي كذلك، والأحداث التي شهدتها محافظة ديالى طوال الأيام الماضية، وما تبعها من نقاشات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي، أثرت على كُل بيت عراقي، بمن فيهم عائلتي، حيث لدينا أربعة أطفال بعمر اليفاعة والمراهقة. واليوم أتيت بنجلي الكبيرين ليعيشا مناسبة وساعات تقوي من أحاسيسهم وأفكارهم المتجاوزة لكل شكل من الطائفية والعنصرية".
ودعا إمام الخُطبة والصلاة المُشتركة الشيخ مصطاف التميمي، إلى الوحدة المُجتمعية ونبذ الخلافات والحفاظ على السلم الأهلي.
وكانت محافظة ديالى قد شهدت أحداث عنف مُستعرة في أواخر شهر أكتوبر الفائت. فبعدما هاجمت مجموعة من مقاتلي داعش قرية الرشاد القريبة من مدينة المقدادية، واغتالوا 13 مدنياً من أبناء القرية، شنت مجموعات مُسلحة، من بينهم أبناء القرية، هجوماً على قرية "نهر الإمام" القريبة من قرية الرشاد، وأجهزت على العشرات من أبناء القرية، فالمسلحون المهاجمون كانوا يتهمون أبناء القرية بتسهيل وغض النظر عن أفعال مقاتلي داعش.
وشهد العراق بعد الحادث الأليم نقاشاً سياسياً وثقافياً وأمنياً، بشأن دور الجيش والقوات الأمنية العراقي في حماية المدنيين من الانتقام الطائفي الذي نفذه مُسلحون مُرتبطون بفصائل الحشد الشعبي. فمجموعة التصريحات والمعلومات كانت تقول إن قرابة خمسة آلاف جُندي وعنصر أمني كانوا متواجدين في المنطقة أثناء تنفيذ تلك العمليات الانتقامية.
أصوات عراقية أخرى دعت إلى إجراء تحقيق شفاف وحازم بشأن الأحداث التي شهدتها المحافظة وقتئذ، وتحديد مهام وسُلطة الجيش والأجهزة الأمنية في المحافظة، وحماية المدنيين من هجمات مقاتلي تنظيم داعش والميليشيات الطائفية على حد سواء، وعدم تغليف جوهر المسألة في المحافظة ببعض المناسبات الاحتفالية، مثل الأمسيات والصلوات المشتركة.