ننتخب للعراق.. دعوة أممية للناخب العراقي للتصويت
05:53 - 22 سبتمبر 2021تحت وسم "ننتخب للعراق" أطلقت بعثة الأمم المتحدة في العراق يونامي، حملة واسعة لتشجيع الناخبين العراقيين على المشاركة، والتصويت في الانتخابات العامة المبكرة المقررة بعد أقل من 3 أسابيع من الآن.
وفي هذا الاطار، نصبت بعثة الأمم المتحدة العراقية، جداريات ضخمة في العاصمة العراقية بغداد، كتبت عليها وباللغتين الرسميتين في العراق، العربية والكردية فضلا عن الإنجليزية، عبارات توعوية وشعارات محفزة للناخب العراقي، حول ضرورة مساهمته في الانتخابات، وعدم إضاعة المواطنين لأصواتهم الثمينة، وممارسة حقهم في تقرير مصيرهم ومصير بلدهم.
وكتب في وسط الجداريات، وبالخط العريض، الشعار الرئيسي التالي: "مستقبل وطنك يحتاج صوتك"، مع شعارات فرعية مثل: "نصوت من أجل العراق".
وقالت بعثة يونامي الأممية في منشور لها على منصاتها الرقمية: ”بدأت الجداريات تظهر في مناطق بغداد وستنتشر قريبا في أجزاء أُخرى من البلاد، لتذكير العراقيين بأهمية التصويت في 10 أكتوبر. إن رأيتم أحدها، فانشروا صورة شخصية إلى جانبها مع وسم #ننتخب_للعراق، بهدف تشجيع المواطنين على الإدلاء بأصواتهم".
وحول أهمية الدور الأممي في مراقبة الانتخابات العراقية، يقول الدكتور علي أغوان أستاذ العلوم السياسية، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية": "دور الأمم المتحدة في العملية الانتخابية العراقية مهم جدا ولا شك، إن على مستوى الرقابة والمتابعة، وعلى المستوى التنفيذي بشكل عام، فهي رصدت مثلا مبالغ كبيرة لحماية العملية الانتخابية ودعمها، وأرسلت مراقبين دوليين بغرض تعضيد العملية الديمقراطية والانتخابية، فهي تشترك الآن في مكافحة الشائعات الانتخابية، وفي السعي لتصحيح المسار الانتخابي العراقي العام وتقويمه".
ويشرح الأستاذ الجامعي العراقي خلفيات التحرك الأممي الكثيف في دعم انتخابات العراق، بالقول: "تشعر المنظمة الأممية بمسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتقها، باعتبار أن دورها المحوري يندرج في سياق تصحيح المسارات الديمقراطية في مختلف البلدان حول العالم، وهي في هذا المنحى تسعى لأن يكون لها دور إيجابي وفاعل في دعم المسار الديمقراطي في العراق والمنطقة ككل".
ويضيف أغوان: "وضع العراق مقلق جدا بالنسبة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ككل، ولهذا هي تحاول تعضيد الخيار الديمقراطي فيه، كي لا تنفلت الأمور، وتذهب باتجاه الاقتتال والفوضى، ولهذا تحرص الأمم المتحدة على أن يكون هناك تداول سلمي للسلطة، وفق مناخ ديمقراطي وانتخابي آمن وسلس، وإبعاد التأثيرات السلبية والمتطرفة، كالسلاح المنفلت والمال السياسي وغير ذلك."
وعن مدى تأثير الحضور الأممي الفاعل في المشهد في تحفيز الناس على المشاركة الانتخابية وتبديد مخاوفهم من التزوير والتلاعب، يقول : "يمكن الحديث عن رسائل طمأنة جزئيا ترسلها الأمم المتحدة للعراقيين، لحثهم على الانتخاب، لكن الإحباط العراقي كبير ومتفاقم، نتيجة تراكم الفشل الإداري والسياسي وسوء الخدمات في البلاد، لكن رغم ذلك تحاول المنظمة الأممية زرع الثقة من جديد بين السلطة والمواطنين، وبين الصندوق الانتخابي والناخبين، من أجل أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية في العراق".
فيما يقول المواطن العراقي ياسين، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "الشعارات جميلة لكن العبرة في التطبيق الواقعي، فطيلة الدورات الانتخابية السابقة في البلد، ونحن نسمع ونرى مثل هذه الجداريات والدعايات الانتخابية المنمقة، لكن واقعنا المعاشي يزداد تخلفا وتراجعا بعد كل انتخابات مع الأسف".
ويضيف: "بصراحة فقدنا الأمل في التغيير وفي تحسين ظروفنا، والمشاركة في الانتخابات هي في الحقيقة كعدمها، فالكلام الكبير والوعود الباذخة للناس، من قبل الأحزاب والمرشحين سرعان ما يتبخران بعد اقفال صناديق الاقتراع".
وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق يونامي، قد نظمت لأول مرة قبل أيام حوارا رقميا مع الناخبين العراقيين، عن طريق الإنترنت، حيث حاورت خلاله الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي جينين هينيس-بلاسخارت على الإنترنت، الناخبين العراقيين مباشرة للاستماع إلى أفكارهم وتطلعاتهم حول الانتخابات، وتبادل الآراء معهم.
جدير بالذكر أن يونامي هي بعثة سياسية تابعة للأمم المتحدة أنشئت لمساعدة العراق ودعمه وتقديم المشورة، وهي أسست بموجب قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1500، والذي اعتمد في 14 أغسطس من العام 2003.
وكان مجلس الأمن الدولي قد قرر وبالإجماع، في نهاية شهر مايو الماضي، تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي"، لعام كامل وتوسيع نطاق اختصاصها والتفويض المعطى لها، ليشمل مراقبة الانتخابات العامة العراقية المقررة في 10 أكتوبر من العام الجاري، وذلك استجابة لطلب الحكومة العراقية.
وجاء في القرار رقم 2576، أنه تم تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق - يونامي حتى 27 مايو من عام 2022. وأن البعثة ستضم فريقا أمميا معززا وقويا، وطواقم إضافية قبل الانتخابات المقبلة في العراق، لمراقبة اليوم الانتخابي العراقي على أوسع نطاق جغرافي ممكن.