الرئيس العراقي: ممارسات تركيا جريمة بيئية
22:23 - 03 يونيو 2021فيما يمكن اعتباره من أقوى ردود الفعل الرسمية العراقية على قطع الأشجار وحرق الغابات في المناطق الواقعة ضمن نطاق عمليات الجيش التركي في كردستان العراق، عبر شركات ومصانع تركية مختصة، وإرسال أخشابها وحطبها لتركيا، نشر الرئيس برهم صالح تغريدة لاذعة.
وغرد الرئيس العراقي برهم صالح عبر صفحته على تويتر، قائلا: "التجاوز على السيادة والعنف ونزوح المدنيين من منازلهم.. فقطع أشجار الغابات في هرور وباتيفا وغيرها من المناطق الحدودية في إقليم كردستان، ممارسات غير إنسانية وجريمة بيئية لا يجب غض النظر عنها".
وتابع: "واجبنا التنسيق العملي بين سلطات الحكومة الاتحادية والإقليم، لإيقاف التجاوزات ومحاسبة المذنبين".
طيلة أيام كان هذا الموضوع حديث الساعة في إقليم كردستان والعراق، حيث أعلنت سابقا حكومة إقليم كردستان العراق، أنها قد طالبت الجانب التركي، بوقف عمليات بتر الأشجار الواسعة في المناطق الحدودية داخل إقليم كردستان، كونها عمليات "مدانة وغير مقبولة".
كما طالب بيان مشترك، صادر عن وزارة الزراعة الاتحادية ووزارة الزراعة في إقليم كردستان، بإنهاء عملية قطع الأشجار في المناطق الحدودية، واصفا إياها بـ"التصرفات العدائية ضد الطبيعة والبيئة العراقية وبيئة إقليم كردستان، بل عملا عدائيا ضد الإنسانية وكل العالم، لأن البيئة ليس لها حدود".
وطالب البيان الحكومة التركية بـ"اتخاذ الإجراءات السريعة المناسبة لوقف هذه الأعمال"، مناشدا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بـ"التعاون في إيجاد الحلول لهذه الأعمال غير المسؤولة واللاإنسانية ضد البيئة، ومحاولة إنهائها بصورة تامة".
وكانت كتل نيابية في برلمان إقليم كردستان العراق، قد حذرت من تبعات هذه الممارسات على البيئة والغطاء النباتي، في تلك المناطق التي تتميز بطبيعتها الخلابة وغاباتها الكثيفة، مطالبين بموقف حازم ضدها.
وبحسب الجهات الإدارية المحلية في المناطق المستهدفة، كمنطقة كاني ماسي، فإن آلاف الدونمات من الغابات والمراعي والبساتين والأراضي الزراعية، قد تعرضت للدمار والحرق وقطع أشجارها، على يد القوات التركية.
ويناشد الأهالي في تلك المناطق المشمولة بالعمليات التركية، كقضاء زاخو في محافظة دهوك وغيره، كلا من حكومة الإقليم في أربيل، والحكومة الاتحادية في بغداد، بـ"التدخل العاجل والفوري لوضع حد لتدمير غابات كردستان وأحراشها الممنهج".
يذكر أن هذه الموجة من حرق الغابات وقطع الأشجار وشحنها لتركيا، تندرج في إطار عمليتي "مخلب البرق" و"الصاعقة" التركيتين، اللتين بدأتا في 23 أبريل المنصرم، بذريعة ملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني، في مناطق متينا وزاب وآفاشين وخواكورك وغيرها، في حدود محافظة دهوك بإقليم كردستان، المتاخمة للحدود العراقية التركية.
وصرحت في هذا السياق، ممثلة حزب الشعوب الديمقراطي ذي الغالبية الكردية في تركيا، بإقليم كردستان العراق، ناهدة آرميش، قائلة: "مع الأسف السيناريو عينه يتكرر في كردستان العراق هذه المرة، فلطالما استهدف الجيش التركي الغابات والمزارع، بالحرق والجرف والقطع في طول كردستان تركيا وعرضها، تحت ذريعة توفيرها الغطاء لاختباء وتسلل عناصر حزب العمال الكردستاني".
وأضافت لموقع "سكاي نيوز عربية": "لكن الغاية في الواقع هي تدمير الطبيعة الكردستانية وتشويهها، في إطار سياسات الأرض المحروقة، التي تتبعها حكومة أردوغان في كردستان، ليس فقط في تركيا، بل في كردستان سوريا أيضا، حيث شاهدنا مثلا كيف تم ويتم جرف وقطع آلاف أشجار الزيتون، التي تشتهر بها منطقة عفرين التي يحتلها الجيش التركي".
وتابعت: "الآن ها هو الجيش التركي يشرع في سياسة التدمير الممنهج، للطبيعة في كردستان العراق، وحرق غاباتها وقطع أشجارها ونقلها لتركيا لأغراض الربح والاستفادة منها في مجالات شتى، كصناعة الأثاث المنزلي، دون أدنى مراعاة لما يترتب على قطع تلك الأشجار من كوارث بيئية وصحية".
ويرى مدافعون عن البيئة في إقليم كردستان، في هذه الممارسات التركية "جريمة بيئية دولية"، فالغابات والأغطية النباتية والشجرية، هي بمثابة الرئة التي يتنفس منها العالم، وأي استهداف لها في أي بقعة على سطح كوكبنا، كما تفعل أنقرة في المناطق الكردية، في العراق وسوريا وفي تركيا، هو إضرار بالتوازن البيئي حول العالم، وإخلال فادح بالنظام الطبيعي".