ألغام أمام خارطة الطريق الليبية.. هل تحسم بالأسابيع المقبلة؟
02:12 - 28 مايو 2021يومان من اجتماعات ليبية عقدت تحت إشراف أممي، الخميس والجمعة، كشفت من جديد دور التابعين للتنظيمات الدينية السياسية في تأجيج نقاط الخلاف بين أعضاء ملتقى الحوار السياسي، حول الطريق إلى الانتخابات البرلمانية والدستورية المتوقعة في 24 ديسمبر المقبل.
الاجتماعات جرت عبر تقنية الفيديو، وضمت أعضاء لجنة ملتقى الحوار السياسي- بمن فيهم التابعين للتنظيمات الدينية السياسية- ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش، وركزت بشكل خاص على أبرز 4 نقاط للاختلاف بين الأعضاء.
أول هذه المسائل هو إجراء الاستفتاء على الدستور أولا أم الانتخابات أولا؛ ففيما طالب الكثيرون من أعضاء البعثة بإجراء الانتخابات أولا في 24 ديسمبر وفقا لما نصت عليه خارطة الطريق، وتمسكوا بذلك باعتباره واردا في قرار مجلس الأمن الأخير (25/70)، إلا أن آخرين طالبوا بإجراء الاستفتاء أولا لتفادي ما وصفوه بـ"انتخاب رئيس بصلاحيات غير محددة".
ثاني نقاط الخلاف هي مسألة انتخاب الرئيس بشكل مباشر أو غير مباشر، واستحوذت على كم كبير من المناقشات، كان لكل طرف فيها حجته؛ فبينما تمسك طرف بخارطة الطريق وبقرار مجلس الأمن حول انتخاب الرئيس بشكل مباشر، أشار الآخر إلى ما وصفه بـ"المعوقات" التي قد تحدث.
شرط الجنسية من الشروط المنظمة لانتخاب الرئيس، وهو ثالث النقاط التي شهدت اختلافا كبيرا، فبينما رأى أعضاء أن بعضًا ممن اكتسبوا الجنسية كانوا مبعدين عن الوطن قسرا، لذا يجب استثناؤهم من شرط الجنسية، تمسك آخرون بعدم التنازل عن الجنسية كشرط للترشح.
آخر نقاط الاختلاف تخص حقوق مكونات المجتمع الليبي، وهل يجب تفصيلها أو الإبقاء عليها وفقا لمقترح اللجنة القانونية، وأكدت البعثة الأممية من جانبها أن حقوق المكونات أساسية ويجب احترامها.
مقترحات أخرى
البعثة الأممية تقول إنها مازالت تدرس بعضًا من المقترحات التي تصل إليها تباعًا، ومن بينها دعوة البعض لتشكيل غرفتين للسلطة التشريعية بدلا من واحدة، وإجراء استفتاء لمدة يوم واحد حول مسألة انتخاب الرئيس، ومقترح بشأن إعادة كل ما جرى التوافق أو الاختلاف بشأنه إلى اللجنة القانونية لصياغة القاعدة الدستورية في صورتها النهائية، بالإضافة إلى عقد لقاء مباشر للبت في تلك النقاط.
تشاور دون تأخير
من جانبه، دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، الخميس، مجلسي الأعلى للدولة والنواب إلى التشاور دون تأخير حول القاعدة الدستورية للانتخابات، مشيرًا إلى محاولات البعض حل جميع الإشكاليات التي تراكمت في العشر سنوات السابقة وهو ليس من شأن أو دور الملتقى.
كما دعا إلى عدم استبعاد أي شخص من الحوار، ووضع خطط واضحة تقوم على أساس الثقة.
عرقلة إخوانية
وفي تصريحات مقتضبة لـ"سكاي نيوز عربية" كشف عبدالقادر احويلي عضو ملتقى الحوار السياسي أن اجتماعات للملتقى ستعقد على مدار الأسابيع الثلاثة المقبلة في نطاق منفصل بين مستشاري البعثة الأممية والأعضاء.
ويقول المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إن جلسات الملتقى أظهرت أن تيار الإسلام السياسي، يحاول بكل الوسائل تعطيل الانتخابات؛ توجسا من خسارته فيها بسبب فقدانه للتأييد الشعبي.
وكان هذا التيار حصد خسارة ساحقة في انتخابات برلمان 2014، قام على إثرها بأعمال عنف واستهداف لمطار طرابلس ونشر الفوضى احتجاجا على هذه الخسارة.
ولذا حذر المحلل الليبي من بقاء العملية الانتخابية رهينة بالهيمنة الأمنية للميليشيات على أكثر من 23 مدينة، شمال غربي ليبيا؛ ما سيؤدي إلى التشكيك في نزاهة الانتخابات.
في نفس الوقت، يرى المرعاش أنه "من الواضح انتصار التيار الوطني السيادي، الذي يطالب بأن يكون اختيار رئيس البلاد عبر الاقتراع العام المباشر من الشعب الليبي، صاحب الاختصاص الأصيل في اختيار حكامه".
وحول مسألة الجنسية، وصفها بأنها مسألة فنية، قائلا إن لمفوضية الانتخابات منظومتها الخاصة التي كونتها منذ عام 2012 في أول انتخابات في البلاد، وتستطيع بسهولة فرز واستبعاد أي عمليات تزوير حدثت بعد ذلك.
ألغام على الطريق
غير أن المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي لا يتفق معه في نفس درجة التفاؤل، فيقول لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه قد لا تجري الانتخابات في موعدها، وأن مجلس الدولة سيعرقلها، سواء تم استشارته من البرلمان أو لا.
وسيجتمع المبعوث الأممي كوبيش بالملتقى في 23 يونيو المقبل، سواء لتمرير القاعدة الدستورية التي قد تصدر، إلا أنه بحسب سبر الآراء، فلن يمرر الملتقى انتخابات رئاسية مباشرة بحساب الأصوات المطلوبة، وفق المهدوي.
ولفت في هذا إلى أن تيار الإسلام السياسي الممثل بأكثر من النصف في لجنة الحوار يحاول أن يفرض سيناريو الانتخاب غير المباشر للرئيس أو إلغاء الانتخابات؛ خوفا من خسارته المتوقعة.
برقة وفزان
فيصل بوالرايقة المحلل السياسي الليبي، يتوقع من جانبه في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" أن مقترح الدستور أولا لن يمر، وخاصة أن إقليم برقة وفزان غير راضيين عنه، ما يشكل تحديًا كبيرًا.
وأشار إلى أن عقيلة صالح تحدث مع المبعوث الأممية حول القانون رقم 5 لعام 2014، إذا تعثر ملتقى الحوار السياسي الليبي، بما يعني انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب.
أما عن حقوق المكونات، فيرى بوالرايقة أن "هناك انفراجة في حقوق المكونات؛ حيث إن هناك توجهًا لدى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لزيادة عدد المقاعد، لإرضائها".
وكانت البعثة الأممية شكلت في ديسمبر الماضي اللجنة القانونية والتي تضم 17 عضوًا، وتختص بتقديم المشورة لملتقى الحوار السياسي الليبي بشأن المسائل القانونية المتعلقة بالإطار القانوني اللازم لتنفيذ الانتخابات الليبية.
وعقدت اللجنة اجتماعات على مدار الأشهر الماضية كان آخرها لقاء عقد في العاصمة التونسية، أبريل الماضي، وخرجت بمقترح حول القاعدة الدستورية للانتخابات البرلمانية والرئاسية بحيث تجري الانتخابات أولا ثم تبدأ عملية وضع الدستور والاستفتاء عليه، دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش ملتقى الحوار لمناقشته في اجتماعات عقدت على مدار اليومين الماضيين.