قصة شاب مصري "متخصص في إنقاذ القطط والكلاب"
22:36 - 22 مايو 2021"الكنز في الرحلة"، تلك هي الحكمة الأساسية برواية الخيميائي للأديب البرازيلي الشهير باولو كويلهو، وعلى ما يبدو أنها أيضاً فلسفة الشاب المصري أحمد المقدم، الذي يخوض مغامرات "جنونية" على مدار العامين الماضيين، بعد أن استغل شغفه بالرحلات "ذات الطابع الخاص جداً" ليحقق ثنائية الاستمتاع الشخصي بالمغامرة مع إفادة وإنقاذ الحيوانات الأليفة التي يحبها في الوقت نفسه.
رحلات المقدم، وهو مهندس ديكور مصري، يقطعها إلى عدة محافظات مصرية تلبية لنداء استغاثة هنا أو هناك من أجل إنقاذ حيوان أليف عالق، لا سيما في المناطق المرتفعة، فيُهيئ نفسه للمهمة الإنسانية مدفوعاً بعشقه للحيوانات الأليفة ورسالته الخاصة في الرفق بالحيوان، ويلبي النداء غير عابئ بخطورة النزول على حبلٍ من طابق إلى طابق، كل ما في ذهنه الاستمتاع بالرحلة، واحتساب أجرها عند الله، وإنقاذ روح.
قبل يومين، وتحديداً في ثالث أيام عيد الفطر المبارك، وفي حي المعادي الراقي (جنوب العاصمة المصرية)، كانت لدى المهندس أحمد مهمة إنسانية جديدة، تمثلت في إنقاذ قط عالق بالطابق الـ 18 في أحد الأبراج السكنية، من خلال نزوله بالحبل من الطابق الـ 19 لينقذ القط ثم يعود إلى الأعلى من جديد مُنهياً مهمته.
"باعتبار أن الجميع في مجموعات إنقاذ الحيوانات يعرفون أنني مهتم بعمليات الإنقاذ، تلقيت إشارة عبر فيس بوك من قبل إحدى المجموعات، تفيد بوجود قط سقط من الطابق الـ 19 إلى بلكونة شقة مغلقة منذ سنوات في الطابق الـ 18. اتصلت هاتفياً في السادسة صباحاً بمُربي القط، وذهبت إليه لإنقاذه".
القط الذي نجا من السقوط بعد أن تمكن من استخدام أظافره في التشبث بسياج البلكونة، كان على وشك السقوط حال لم يتم إنقاذه في أسرع وقت، بسبب سرعة الرياح.
"باستخدام الحبل من الطابق الـ 19 نزلت إلى الطابق الـ 18 وحملت القط. وعلى رغم أن الصعود بالحبل أصعب وأخطر كثيراً من النزول، لكن في الطوابق العالية مثل تلك لا يكون النزول منها إلى الأرض هو الخيار الأفضل، وبالتالي صعدت من جديد على يدي محمولاً بالحبل إلى الطابق الـ 19 من جديد"، يقول أحمد لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويشير إلى أنه لا يتقاضى أي مقابل نظير تلك الجهود، مشيراً إلى أنه بدأ منذ عامين تقريباً في عمله التطوعي الخاص بإنقاذ الحيوانات العالقة، وأنه يلبي النداء في محافظات عديدة، غير عابئ بتعليقات سلبية قد تتناول ذلك بنوعٍ من السخرية "أنا أذهب لأغير جو (استمتع) وفي نفس الوقت أفعل شيئاً أحبه.. المغامرة وإنقاذ الحيوانات.. أنا عاشق للقطط والكلاب بشكل كبير".
على مدار العامين الماضيين نجح أحمد في إنقاذ عديد من الحيوانات العالقة في أكثر من مكان، بعد أن صار معروفاً في أوساط مربي الحيوانات ومجموعات إنقاذ القطط والكلاب المختلفة، لا سيما أنه مُتدرب بشكل جيد على مثل تلك المهارات الخاصة بالصعود والنزول باستخدام الحبل، وكذلك مهارات التعامل مع الحيوانات.
"البداية كانت قبل عامين، عندما كان في سطح المنزل المقابل لنا كلب محبوس لمدة ثلاثة أيام بعد أن تعرض صاحبه لحادث. فقمت بمهمة إنقاذه مستخدماً أدواتي التي لم تكن جاهزة بما فيه الكفاية آنذاك.. بحكم عملي في المقاولات والديكور لدي بعض الأدوات، وظفتها في إنقاذ الكلب".
ويشير إلى أنه لم يكن يحب أن يُصور مثل تلك المهام الإنقاذية التي يقوم بها خشية التعرض لتعليقات سلبية من البعض "لكنني عندما وجدت الناس يصورونني أثناء الإنقاذ ويهتمون بما أقوم به قمت بمشاركة صوري وعرض خدماتي التطوعية على المجموعات المختلفة المعنية بالحيوانات، وصاروا يعتمدون علي في إنقاذ الحيوانات العالقة".
ويلفت أحمد إلى أن أقصى ارتفاع تمكن من إنقاذ حيوان فيه كان "الطابق الـ 23" في إحدى البنايات، موضحاً أن الارتفاعات بالنسبة له ليست مشكلة على الإطلاق، وأنه يتعامل مع الطابق الثالث كالطابق الـ 23 "كل منهما ذات خطورة واحدة تقريباً حال السقوط لا قدر الله".