مصر.. تفاصيل إنقاذ عروس بحر من الموت المحقق
05:53 - 09 مارس 2021في 10 دقائق، نجحت وزارة البيئة المصرية بالتعاون مع قطاع المجتمع المدني والعاملين في الأنشطة البحرية في إنقاذ عروس بحر من الموت، بعد أن علقت الشباك على جسم هذا الحيوان الذي يُدعى علميا "الدوجونج"، وذلك بمنطقة مرسي مبارك في البحر الأحمر.
وأعلنت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد عن إتمام عملية الإنقاذ وسحب الشبكة العالقة على الحيوان، بعدما ورد بلاغ من مركب سياحي يفيد بوجود شباك على جسم الدوجونج بمنطقة مرسي مبارك حول منطقة الذيل، ليتم على الفور رفع حالة الاستعداد من المتطوعين بالمنطقة والتحرك بمشاركة عدد من المرشدين.
ويُعد حيوان عروس البحر من الحيوانات البحرية المهددة بالانقراض، فحسب الدكتور محمد سالم رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، فيعتبر هذا الحيوان واحدا من أهم الكائنات البحرية الموجودة، مشيرا إلى أن إجمالي العدد على كامل الساحل لا يتعدى الـ70 كائنا.
وأشار سالم في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن ندرته جعلته بؤرة اهتمام جهاز شئون البيئة والوزارة، موضحا أن كل أماكن تواجد هذا الكائن معروفة بشكل دقيق لأجهزة الوزارة وفقا لجهود بحثية يتم تنفيذها بدقة، بالإضافة أيضا إلى تعريف هذه الكائنات من خلال برنامج تتبعه الوزارة لتعريف كل الحيوانات على الساحل المصري من خلال علامات موجودة في الذيل والجسم من المستحيل أن تتكرر في أكثر من حيوان.
إنقاذ في 10 دقائق
وحول تفاصيل إنقاذ حيوان عروس البحر، قال إنه وصل إلى الوزارة بلاغ بشأن وجود شباك عالقة في الحيوان في إحدى مناطق جنوب البحر الأحمر، لتتحرك الوزارة من خلال مسؤوليها وباحثيها بالتعاون مع العاملين في مجال السياحة، وبالفعل تم إزالة الشباك العالقة في ذيل عروس البحر وإنقاذه خلال 10 دقائق فقط، وجاري متابعته من قبل باحثي الوزارة.
وأوضح المسؤول المصري أن عروس البحر من الحيوانات البحرية الثديية التي تحتاج إلى تنفس الهواء كل مدة قصيرة تصل إلى 5 دقائق، ووجود هذه الشبكة كانت من الممكن أن تؤدي إلى نفوقه، موضحا أنه يتغذى على نوعية معينة من الأعشاب الموجودة في الأماكن الساحلية غير العميقة، لذلك فإن مناطق وجوده مرتبطة بمصدر الغذاء وممنوع فيها الصيد.
وعروس البحر أو بقرة البحر "Dugong dugon"، هو حيوان ثديي بحري كبير، يتراوح طوله بين2.50 و 3 أمتار، له "ذراعان" في شكل زعنفتين مستديرين، ويستخدم شفتيه العضليتين الكبيرتين لتمزيق الحشائش البحرية البحرية، وذو أضراس قوية و"داهسات" صلبة في مقدم فكيه تطحن الطعام، وللذكر قاطعان صغيران يشبهان الناب، ويرتحل عادة في أزواج أو مجموعات صغيرة.
تنوع فريد
من جانبه، قال الدكتور أيمن رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي بوزارة البيئة، إن حماية الحياة البحرية خاصة الأنواع المهددة بالانقراض، من أهم أولويات الوزارة.
وأضاف في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن 1200 نوع من الأسماك في البحرين الأحمر والمتوسط، و325 نوعا أيضا من الشعب المرجانية التي تعتبر أكثر صمودا أمام التغيرات المناخية في العالم بسبب طبيعة تكوينها واهتمام الجهات المسؤولة.
وأكد المسؤول المصري أن هناك استراتيجية وخطة عمل وطنية للتنوع البيولوجي وهي تمثل الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، لافتا إلى أن المحميات هي الأداة الأهم للحفاظ على التنوع البيولوجي، وأنه جاري دعم عملية كفاءة إدارة المحميات الطبيعية البحرية خاصة في جنوب سيناء والبحر الأحمر بداية من البنية التحتية وتوفير خدمات الزوار ومعالجة نقص العمالة.
وبعد حمل يدوم 13 إلى 14 شهرا، تضع أنثى عروس البحر عادة مولودا واحدا في الماء. وتمثل حيوانات عروس البحر أو "الأطوم" أحد أهم عوامل الجذب السياحي بالنسبة لمنطقة مرسى علم والتي تعتمد في الأساس على عوامل التميز في التنوع البيولوجي والطبيعة الفريدة لسواحلها وتعمل كافة المنظمات البيئية على التوعية بالحفاظ عليه وعدم تعرضه للضغوط البشرية أو الصيد الجائر.
كائن مسالم
إلى ذلك، أكد الدكتور محمود عبدالراضي دار، مدير المعهد القومي لعلوم البحار بالبحر الأحمر، أن عروس البحر من الحيوانات المهددة بالانقراض، و أنه يتواجد بصورة خاصة في جنوب البحر الأحمر، مؤكدا أنه كائن مسالم يتغذى على الحشائش البحرية.
وأوضح في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المعهد يعمل على رصد أي خلل بيئي موجود في البحر الأحمر ويُقدم الحلول لها من خلال دراسات وأبحاث علمية، مضيفا أن أعداد حيوان عروس البحر ليست كبيرة بالبحر الأحمر ولكنها تناقصت بصورة أكبر بسبب الصيد الجائر وأيضا نقص المرابي الخاصة بها.