بالصور.. مشروع سياحي ليبي للكشف عن "كنوز الصحراء"
17:36 - 27 أبريل 2021تسعى وزارة السياحة في ليبيا خلال الأيام الماضية، بعد أن وضعت الحرب أوزارها، إلى إعادة الترويج سياحياً للآثار والكنوز الصحراوية الموجودة في الجنوب الليبي.
وتهدف وزارة السياحة في ليبيا من وراء ذلك إلى استقطاب الزائرين من كل بقاع العالم إلى الدولة من جديد، بعد أن فرقت ويلات الحروب بين ليبيا والسياح لنحو عشر سنوات كاملة.
وفي هذا الصدد، كلفت الوزارة مندوباً عنها يرافق المصور الليبي الحائز على جائزة أفضل مخرج وثائقي ليبي خلال الأعوام الماضية، "بدر الطيب"، بهدف إعداد مجموعة من الصور والفيديوهات المختلفة التي توثق الكنوز الرملية والبشرية والأثرية الموجودة في صحراء تقدر مساحتها بآلاف الكيلومترات.
مشاهد طبيعة خلابة، وكثبان رملية ومرتفعات وقبائل وعائلات بدائية، لا تزال تعيش على رعاية الماشية، وتنسيق جمالي يأخذ الألباب، ومعالم أثرية تمتد إلى آلاف السنين... تلك كانت غيض من فيض ما وثقه المصور الليبي بدر الطيب، في رحلة الـ30 يوماً التي جال خلالها وصال في الجنوب الليبي من أدناه إلى أقصاه، مطعماً رحلته بصور نادرة للكنوز الجمالية المجهولة وسط الصحراء المترامية الأطراف، وقد اختص بها "سكاي نيوز عربية"، بعد أن قطع آلاف الكيلو مترات خلال رحلة في الصحراء الليبية وصلت إلى حدود الجزائر وتشاد مع ليبيا.
وقال الفنان الوثائقي والمصور "بدر طيب"، في تصريحات خاصة "لسكاي نيوز عربية"، أنه شاهد منظاهر جمالية تذهب الألباب خلال رحتله التي امتدت 30 يوماً وسط الصحراء الليبية، التي استخدم مرشداً سياحياً يعرف التضاريس والقبائل متسلحاً بـ"الكاميرا" الخاصة به لتوثيق المشاهد التي لو لم يراها لما صدق وجودها.
الطيب أكد أنه التقى في الجنوب الليبي، بعض قبائل الطوارق الليبية المعروف محلياً، وهي قبائل لها جذور في دول أخرى في الجزائر وتشاد، واصفاً إياهم بأنهم من يصنعون للصحراء الليبية ألواناً، لأن أزياءهم مختلفة كل الاختلاف عن الزي الليبي لأولئك المقيمين على الساحل الليبي، ودائما ما كان هناك إقبال كبير لزيارتهم من السواح الأجانب قبل الثورة، لأن تلك القبائل كانت تقيم مهرجانات تراثية رائعة، ولا يزالون محافظين على تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم إلى يومنا هذا.
في وسط الصحراء تجذبك البحيرات الـ44 الموجودة بشكل متناسق، وألوانها الطبيعة الزاهية التي تجذب عشاق الصحراء، وتجعلها مزاراً دائماً ومقصداً لا غنى عنه لمن يهوى تلك الرحلات التي تظهر بدائع الخالق.
غدامس.. لؤلؤة صحراء ليبيا
وتبدو البحيرات الطبيعية في وسط الصحراء الليبية، وأغلبها تعرضن للجفاف ولا يوجد إلا أثرها والنخيل المحيط بالبحيرات الجافة، من دون أي وجود بشري في تلك المنطقة الآخذة للعقول.
إلا أن الموثق الليبي أكد أن منطقة البحيرات، لا تزال إلى الآن تشهد إقامة سباقات الرأي للسيارات، وتقام عليها بعض النشاطات الرياضية الترويجية.
في قلب الصحراء وجد الطيب، وسط الجبال السوداء المعزولة، وشاهد ما لم يكن في الحسبان، حيث وجد في تلك الأماكن القاحلة، أناس يحيون حياتهم الطبيعة، في تلك المنطقة التي كان عليها الطوارق قديما "أغهار ملن"، وتعني باللغة العربية "الوادي الأبيض".
وكان ما شاهده على الطبيعة عكس ذلك تماماً، لأن الوادي موجود وسط جبال سوداء معزولة تماما عن العالم. الوادي العجيب بأسلوب حياة مختلف تماما عن حياة الليبيين، إذ يعتمدون في غذائهم على تربية المواشي، ومن آن لآخر يسافر واحد منهم من قلب الصحراء للمدينة التي تبعد عنهم نحو 400 كليو متر، ليرجع ببعض المستلزمات الغذائية، مثل الأرز ومعجون الطماطم، والدقيق بكمية كبيرة. ويجنون الأموال من بيع المواشي والأبل.
الملفت في عادات القبيلة الصحراوية، أنهم يعتمدون على أنفسهم في كل شيء وأكثرهم لا يتحدثون العربية ولا يمتلكون هويات ليبية من الأساس، إلا أنهم يمتلكون قدرة هائلة على الاعتماد على النفس تجعل المرأة منهم قادرة على أن تضع مولودها بنفسها من دون الحاجة إلى طبيب أو مرافق.
وأشار الطيب إلى أن تلك القبائل جل ما تروجوه أن تقوم الدولة بحفر آبار مياه طبيعة للشرب بالقرب من أماكن وجودهم فقط.
قرب الحدود الجزائرية الليبية، وبالتحديد في منطقة تسمى أكاكوس، توجد 60 عائلة من العائلات التي لا تزال تحتفظ إلى الآن بالعادات القبلية القديمة، ويحيون حياة مسالمة، حيث يكون السائح آمناً على حياته وسط مظاهر حياة بدائية ومرهقة لأهل المدن.
وإذا كنت من عشاق المشاهد الطبيعية والتضاريس الوعرة والخلابة، فلا بد أن تجد ضالتك في تلك الجواهر الصحراوية التي لا يتميز بها أي مكان آخر بحسب وصف الموثق الليبي بدر الطيب، الذي أكد أن تلك المشاهد لم ير مثلها خلال رحلته نهائياً لما تميزت به من أشكال طبيعة خالصة من دون أي وجود لأي عنصر بشري على الإطلاق.
الحضارة الليبية كان موجودة وبقوة داخل الصحراء الجنوبية، ذلك بعد أن وثق الطيب، عشرات الصور لآثار تعود إلى آلاف السنين، منحوتة على جدران بعض الأحجار لحيوانات وأشخاص طبيعيين، ورغم تعرضها إلى بعض الإتلاف على يد مجهولين، فإنها لا تزال رائعة وآخذة للعيون.