ليبي يعيد توثيق تاريخ بلاده عبر "العملات الورقية"
21:50 - 21 مارس 2021بأفكار وأدوات بسيطة، تمكن فني بصريات ليبي يدعى حسام طريش، من صقل موهبته وشغفه الدائم بالتصوير وتوظيفها احترافيا لتوثيق آثار وتاريخ وطنه، إذ عكف الليبي البالغ من العمر 45 عاما، على التجول بين المدن والأحياء الليبية المختلفة، ليلتقط ألبومات صور للمناطق التاريخية المطبوعة على أوراق العملات النقدية، واستخدامها في تصميمات مبتكرة تدمج بين الماضي والحاضر.
طريش يقول لـسكاي نيوز عربية، إنه يعمل في وظيفة "فني بصريات" منذ سنوات، لكن هوايته الأساسية هي التصوير ودمج الصور، وأنه بدأ ينمي تلك الموهبة منذ كان عمره 20 عاما، واحترفها تماما عام 2013.
ويضيف الشاب الليبي: "ممارسة هوايتي مرتبطة بكاميرا الهاتف المحمول أكثر من كاميرا التصوير، لسهولة استخدامها ووجود معالجات وتقنيات حديثة بها، وأول شيء صورته كانت المعالم الأثرية المطبوعة على العملات الليبية، ثم دمجت صور العملات مع الصور الحديثة سواء لمعالم أثرية من صنع الإنسان أو معالم طبيعية من خلق الرحمن".
ومن الناحية الفنية، يقول الشاب الليبي إنه لابد من مراعاة التوازن بين صورة الأثر أو المبني المطبوع على العملة وصورته الحديثة، لافتا إلى أن هناك مراحل عديدة تمر بها عملية دمج الصورتين، للحصول على صورة نهائية عبر تطبيق مخصص لذلك على الهاتف المحمول.
ويوضح طريش أنه من خلال نشر الصور التي يقوم بتصميمها على وسائل التواصل الاجتماعي يساهم في تعريف الناس بحضارة ليبيا ومعالمها الأثرية والتاريخية.
مقر الحكومة الإيطالية ومصرف ليبيا
من بين المعالم التي صورها وأدمجها طريش، صور العملة الليبية فئة "الدينار"، والتي تخلد صورة مبني مصرف ليبيا المركزي طرابلس، المصمم على يد مهندس إيطالي عام 1921.
ويتابع طريش قائلا: "يظهر على العملة فئة الدينار قوس ماركوس أوريليوس في طرابلس عاصمة ليبيا، هو قوس لتخليد ذكرى الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس".
برج الساعة
أما عن العملة الليبية فئة الـخمس دنانير، فيقول عنها طريش: "يظهر على هذه العملة برج الساعة في حومة البلدية بالمدينة القديمة في طرابلس، والبرج تعلوه ساعة تحتوي جرسا يدق عند رأس الساعة ويعتبر من المعالم الأثرية في طرابلس، وأمر ببنائه الوالي علي رضا باشا بين عامي (1866-1870) ويطل البرج على سوق المشير، السراي الحمراء ومقر مصرف ليبيا المركزي".
ويشير فني البصريات الليبي إلى أن البرج تم بناؤه على الطراز التركي، ويرتفع 18 مترا فوق سطح الأرض، وهو مربع الشكل ومقسم إلى طابقين تعلوه ساعة على كل واجهة من واجهاته الأربع، ومزيّن بأعمدة رخامية تعلوها التيجان خارج البناء وله باب يطل على الميدان.
توثيق للحضارات
ويتابع طريش قائلا: "مدرسة تيلوان المطبوعة علي العملة فئة 20 دينار، تقع بشارع تنقزين الرئيسي في غدامس القديمة، وشهد هذا المبني بمرور الزمن تغييرات ذكرها جيمس رتشارد في وصفه لبيت الحاكم التركي الرايس مصطفى".
واستُخدمت مدرسة تيلوان في أغراض عسكرية للجيش الايصالي، لسنوات طويلة، ثم أعتمدت كأول مدرسة تعليمية للبنات بغدامس وتعتبر من أهم المعالم المهمة في ليبيا وتجسد فن العمارة الذي تشتهر به المدينة.
ولاتزال مدرسة تيلوان قائمة ومحافظة علي الطابع المعماري الأصيل للمدينة القديمة، وحاليا تحولت إلى مكتب توثيق المعلومات التابع لجهاز المدينة القديمة ومزار لكل زائر لغدامس.
وفي فئة العشرين دينار أيضا يوضح طريش أن صورة المسجد العتيق في أوجلة كانت جاذبة له، حيث تأسس المسجد فى بداية الفتوحات الإسلامية ويعتبر أقدم مسجد في شمال أفريقيا".
أما العملة فئة "50 دينارا"، فيؤكد طريش أن قوس أفزجار المطبوع عليها يعتبر أضخم قوس طبيعى في شمال أفريقيا ويصل إرتفاعه إلى 150 متراً، ويقع فى منطقة أكاكوس بعد مدينة غات بحوالي 220 كم قرب الحدود الجزائرية.