لاجئون يشتاقون إلى رمضان في بلادهم.. وكورونا يزيد عزلتهم
17:23 - 11 أبريل 2021ساعات قليلة تفصلنا عن أول أيام شهر رمضان المبارك، الذي يأتي للعام الثاني على التوالي في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، حيث انقطعت الموائد وتحولت "اللَّمَة" إلى "عُزلة"، وأصبحت الغُربة غُربتان على اللاجئين الذين تركوا حياتهم وبلادهم هربا من الحرب ومشاقها.
أحمد ماهر، لاجئ سوري، جاء إلى مصر بحثا عن الحياة بعيدا عن القذائف والنيران التي تعرضت لها محافظته حلب منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل سنوات.
ورغم الحركة التي يتمتع بها قلب القاهرة، إلا أن أحمد يشتاق إلى أجواء الشهر الفضيل وسط أسرته وأصدقائه، حيث يقول إن جائحة كورونا منعته من التجمع بأصدقائه في مصر أيضا، وباعدت بينه وبينهم كما فعلت الحرب بين أفراد عائلته قبل سنوات، ما صعّب الأمر عليه.
كورونا أفقدتنا بهجة رمضان
ولا ينسى أحمد، أجواء الشهر الكريم في حلب، قبل مجيئه إلى مصر، حيث قضاء العزومات في أيام رمضان عند الأقارب، والتجمع بعد أذان المغرب لقراءة القرآن وتبادل أطباق الكبة وورق العنب مع الجيران.
كما يتذكر الشاب السوري صاحب الـ24 عاما، أجواء شهر رمضان في عام 2019، داخل منطقة إقامته في منشية القناطر بمحافظة الجيزة شمال مصر، حيث البهجة والسرور وفرحة الجميع بالإفطار، متمنيا أن تعود تلك الأيام مرة أخرى وأن تنتهي أزمة كورونا.
كيف نقدم الدعم النفسي للاجئين في زمن كورونا؟
هذا ويعيش نحو 6.6 ملايين لاجئ سوري خارج البلاد منذ اندلاع الحرب، فضلا عن نزوح 6.18 ملايين شخص داخل البلاد، وفق تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في نوفمبر 2020.
الحنين إلى أجواء رمضان
الوضع لا يختلف كثيرا مع اللاجئ الفلسطيني أسامة حميد، الذي أمضى نحو ست سنوات في القاهرة منذ خروجه من معبر رفح، حيث الحنين إلى أسرته لا زال يشغله كل يوم، ويتمنى لو كانت الأوضاع مستقرة ويقضي "أجواء رمضان" بين أخوته وعائلته.
ويصف أسامة لحظات الغُربة في رمضان، بأنها "بالغة الصعوبة"، حيث يفتقد إلى لمّة العائلة والتجمع حول مائدة واحدة للإفطار.
وتتسم الأيام الأولى لشهر رمضان في فلسطين بالفرحة، حيث تحرص العائلات على إعداد أكلات "المقلوبة"، و"المفتول"، و"سمبوسك"، و"عصير قمر الدين"، كما يحكي أسامة.
افتقاد اللمّة
يتفق اللاجئ الفلسطيني الآخر عاصف حمدي، مع ما قاله أسامة، إذ كان يأمل أن تعوّض أجواء رمضان في القاهرة التي سمع عنها قبل مجيئه إلى مصر، مرارة الغربة وبُعد الأهل والأصدقاء، إلا أن جائحة كورونا حالت دون تحقيق كل ذلك.
وبحسب عاصف، فإن الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها فلسطين أثرّت على أجواء الشهر الكريم والأعياد، وزادت أزمة كورونا من معاناتهم وافقدتهم "اللمّة" فلا يوجد بيت إلا وبه شهيد أو أسير أو مغترب.
اليمن الحزين!
ذكريات رمضان في اليمن ما زالت عالقة في عقل نزار، الشاب اليمني، الذي لجأ إلى القاهرة هربا من الصراعات، ويتمنى أن تنتهي الحرب ويعود إلا أهله مرة أخرى، ويقضي معهم أيام الشهر الفضيل وعاداته وروحانيته.
وفي اليمن يقف الناس في الشوارع لتوزيع التمر والطعام عند الإفطار، وهي اللحظات ذاتها في مصر، لكن الحال تبدلت في ظل انتشار فيروس كورونا، ومعها تحولت غربة الشاب اليمني إلى عُزلة مُضاعفة.
وفي بلاده دائما ما كان اليمنيون يحرصون على تجهيز أكلات "الشافوت"، و"بنت الصحن"، و"العصيد والشابور"، و"السهتا"، و"المعصوبة"، وغيرها من المأكولات المختلفة على مائدة شهر رمضان، سواء في البيوت أو الجوامع لإطعام الفقراء والمساكين.
غير أن الحرب أثرت على أجواء "رمضان" في اليمن بشكل كبير وحولته من السعيد إلى الحزين، وتلاشت الكثير من هذه العادات، إذ فقدت عائلات كثيرة أبناءها، وأصبحت عاجزة عن توفير تكاليف أصناف المأكولات في شهر رمضان، وتبدل أمنهم إلى خوف، وتشتت أبناء العائلة الواحدة في المدن والبلاد المجاورة، وفق نزار.
جدير بالذكر أن مصر تستضيف مليون يمني، وفق بيان للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة المصرية في يوليو 2020، فضلا عن وجود 269 ألف و388 لاجئ يمني حول العالم مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.