سفرة رمضان السورية.. المشهد الحزين
09:48 - 11 أبريل 2021على وقع غلاء الأسعار الجنوني وقرب أيام شهر رمضان الفضيل يتوقع السوريون خلو موائدهم هذا العام من أطباق رمضان العامرة بتنوعها، لتحل محلها، كالأعوام التي سبقتها، موائد لسد الجوع .
ويستقبل السوريون الأيام المباركة وسط أزمات معيشية خانقة تعيشها دمشق واختفاء مظاهر فرحة قدومه في المدينة التي تشهد أزمة خانقة من انقطاع الكهرباء والبنزين وغاز الطهو وفوضى الأسعار .
وسجلت أسعار المواد الغذائية وفق تقرير لموقع (صوت العاصمة ) في أسواق دمشق ارتفاعاً خيالياً فسعر الأرز والمعلبات ارتفع بنسبة 33 بالمئة، والزيوت والسكر بنسبة 18 بالمئة، وتزامن ذلك مع التحسن في صرف الليرة السورية بالمقارنة مع الأيام السابقة.
وبحسب التقارير الاقتصادية فقد سجل كيلو المعكرونة 3400 ليرة (بدولار واحد)، الزيوت النباتية 9500 للتر الواحد (3 دولارات) بينما سعر 8 كيلوغرامات من السمنة ب 80 ألف ليرة (23دولار).
وقبيل شهر رمضان المبارك شهدت الأسواق التجارية والمحلية ركوداً وتباطؤ الحركة التجارية ، التي عادة ما كانت تزدهر سابقاً بسبب زيادة الطلب على المواد الغذائية، التي يرجع الخبراء الاقتصاديون أسبابها ‘لى تدني القوة الشرائية بسبب قسوة الظروف المعيشية التي أثرت سلباً على نشاط الأسواق.
كيف نهيئ الطفل للصيام ؟
موائد خاوية
وتتحسر أنعام، الأم لخمسة أطفال، المتحدرة من دف الشوق بريف دمشق، على تحضيرات استقبال رمضان أيام زمان كما تصفها لـ"سكاي نيوز عربية" من ازدحام الاسواق بالمشترين لوجبات الافطار والسحور ولمة العوائل على مائدة الإفطار المزدانة بالكبة الشهية المشوية والمقلية وحراق باصبعو والهريسة والكبسة باللحمة والمقلوبة بالفروج المزينة بالجوز واللوز والمحاشي والمقبلات الشهية من فتوش والسلطات المتنوعة، التي استبدلت بطبق يسد رمق الجوع من شوربة العدس أو الرز مع بصل أو المجدرة أو البرغل كما تضيف .
وتشير إلى أن طقوس رمضان تغيرت وفقدت بهجتها القديمة التي كانت تبعث على السعادة وخلت من موائد الخير التي كانت تفرش في كل مكان من دمشق، لكنها تراجعت مثل بقية المدن السورية لاسيما مع انحدار الليرة السورية.
كيلو الحلو يضاهي راتبا
افتقدت المائدة الرمضانية طيلة الأعوام الماضية من الحلويات المنكهة بالقرنفل وجوزة الطيب والقرفة والمحشية بالقشطة واللوز والجوز والفستق الحلبي، وفق ما يقول نهاد الذي يعمل في محل للحلاقة الرجالية.
ويقول نهاد لسكاي نيوز عربية أن أيام الشهر المبارك لن تشهد انفراجة كسوابقها، لاسيما أن سعر كيلو الحلويات يضاهي راتبه لشهر بالكامل.
وأضاف: " كيلو المبرومة وصل لـ50 ألف (15 دولاراً)، والكنافة الى 40 ألف ليرة (12 دولاراً)، والبقلاوة بـ25 ألف ليرة (4 دولارات)، وكيلو المعمول بـ40 ألف ليرة (12 دولارا).
وعن الفاكهة قال لؤي إن العديد من العوائل تنتهج سياسة الشراء بالحبة الواحدة وأضاف: "كيلو البرتقال بـ4000 ليرة والحبة الواحدة تشترى بألف ليرة سورية وكذلك التفاح والموز".
الوضع الاقتصادي المتردي أثر على الجوانب المعيشية للسوريين الذي سيستقبلون رمضان ببطون خاوية بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطنين الذين ترزح الشريحة الأكبر منهم تحت خط الفقر، بحسب تقرير لمنظمة الامم المتحدة .
وكانت جيسيكا لوسون المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي قد تحدثت لوكالة فرانس برس الفرنسية عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمنظفات في سوريا 14 ضعفاً، بالمقارنة مع أسعارها قبل أزمة البلاد .
وأشارت إلى أن سعر السلة الغذائية التي يعتمدها برنامج الأغذية العالمي قد ارتفع بنسبة 107%، وهذا أعلى ما سجل على الإطلاق.