سرقات أدبية تدمر أحلام مسؤولين حكوميين
16:14 - 10 فبراير 2013شكلت استقالة وزيرة التعليم والبحث العلمي الألمانية أنيتا شافان، أحدث استقالة لمسؤول حكومي لدواعي السرقة الأدبية في العالم، غير أنها ليست الأولى في عالم الفضائح السياسية التي تقف وراءها قضايا انتحال وسرقات أدبية على وجه الخصوص.
ورغم أن السرقة الأدبية شائعة في كثير من دول العالم، غير أنها تتسبب في استقالات المسؤولين في الدول الغربية، على غرار ما تفعله الفضائح الأخرى، كالرشى والفضائح الجنسية وما إلى ذلك.
استقالة شافان
جاءت استقالة الوزيرة المقربة من المستشارة أنغيلا ميركل، زعيمة الحزب الحاكم، على خلفية تجريدها من درجة الدكتوراه التي تحملها منذ أكثر من 30 عاماً من جامعة دوسلدورف، ووافقت عليها ميركل في التاسع من فبراير الجاري.
وكانت الوزيرة رفضت في البداية الاستقالة من منصبها بعد أيام من إعلان جامعة دوسلدورف أن شافان اقتبست بصورة متعمدة أجزاء من رسائل دكتوراه من آخرين.
وهددت الوزيرة الجامعة باتخاذ إجراءات قانونية ضدها، نافية أنها تعمدت التضليل أو الانتحال في رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها.
استقالة وزير الدفاع
في حكومة ميركل، تعد استقالة شافان الثانية للأسباب ذاتها، أي السرقة الأدبية، فقد سبقها قبل نحو عامين، وزير الدفاع الألماني الأسبق كارل-تيودور تسو غوتنبرغ.
ففي مارس 2011، قدم وزير الدفاع الألماني كارل-تيودور تسو غوتنبرغ استقالته على خلفية لجوئه إلى السرقة الأدبية في أجزاء من رسالة الدكتوراه الخاصة به، وأعلن أنه يستقيل من كافة مناصبه السياسة، لكنه أوضح أن استقالته ليست بسبب رسالة الدكتوراه، وإنما لأن "القضية أصبحت مثيرة للإرباك والتشتيت".
وجاء إعلان الاستقالة بعد أسابيع من الضغوط عليه بسبب انتحاله فقرات من مؤلفين آخرين في رسالة الدكتوراه من دون الإشارة إلى المصدر الذي انتحل منه تلك الفقرات.
ورئيس المجر يستقيل
في إبريل 2012، أعلن الرئيس المجري بول شميت استقالته من منصبه ومهامه على خلفية مماثلة لاستقالة الوزيرين الألمانيين، أي تورطه في فضيحة سرقة أدبية في رسالة الدكتوراه، بعد أن جردته سيميلويس الهنغارية من لقبه.
وقال الرئيس في خبر استقالته أمام البرلمان: "الرئيس يجسد وحدة الأمة وفي الموقف الراهن أشعر بأنني ملزم بالتخلي عن منصب الرئاسة".
وجردت الجامعة شميت من لقبه بعد اكتشاف أنه انتحل أجزاء من أطروحته، وتصويت 33 عضواً من مجلس الجامعة لصالح قرار سحب اللقب منه الذي حصل عليه في العام 1992 في موضوع الألعاب الأولمبية في العصر الحديث.
رئيس وزراء رومانيا أيضا
في يونيو 2012، اتهمت صحيفة فرانكفورتر ألغيماين تسايتونغ الألمانية رئيس الوزراء الروماني فيكتور بونتا بالسرقة الأدبية في رسالة الدكتوراه الخاصة به عام 2003 وتتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية.
وزعمت مجلة "نيتشر" أن بونتا انتحل أكثر من نصف أطروحته للدكتوراه من دون أن يضع أي سند أو إشارة للمصدر، وأنها مسروقة من كتابات مختلفة للكتاب دومترو دياكونو وفاسيلي كريتو وإيون دياكونو.
وأنكر بونتا الاتهامات في البداية، لكنه اعترف جزئياً بذلك في وقت لاحق.
وزير البحث العلمي الروماني
وكانت اتهامات مماثلة ظهرت قبل شهر واحد تقريباً لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الروماني أيوان مانغ، الاختصاصي في مجال الكمبيوتر.
ففي مايو 2012، اتهم الوزير مانغ بالسرقة الأدبية والانتحال في 8 أوراق بحثية أكاديمية على الأقل.
فما أن أعلن عن تعيينه وزيراً في الحكومة، حتى سارع رئيس الوزراء الروماني الأسبق إيميل بوك، من حزب الليبراليين الديمقراطي، إلى التلويح بقضايا الانتحال والسرقة الأدبية في وجه الوزير، مهدداً بكشف الأبحاث الأصلية التي انتحل منها الوزير الجديد أبحاثه ومقالاته.
وقال الوزير الروماني إن الاتهامات بالسرقة الأدبية دوافعها سياسية، وأوضح أنه مستعد للاستقالة إذا ثبتت عليه التهمة.
نائب الرئيس الأميركي
في العام 1987، أجبر نائب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن على التخلي عن ترشحه عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الأميركية عام 1988 عندما طفت إلى السطح معلومات عن فشلة في النجاح في مادة في القانون أثناء دراسته الجامعية عام 1965 بسبب الانتحال والسرقة الأدبية.
واضطر بايدن إلى الاعتراف في نهاية المطاف بسرقته الأدبية، التي جاءت على شكل بحث قانوني كتبه خلال دراسته القانون في السنة الأولى من دراسته الجامعية.
وإثر تلك الفضيحة اضطر بايدن إلى الانسحاب من سباق اختيار المرشح الديمقراطي للرئاسة في سبتمبر 1987.
غير أن هذه الفضيحة لم تحل دون حصوله على منصب نائب الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال دورته السابقة في الحكم، ومازال يحتل المنصب حتى الآن.