إيران والجماعات الإرهابية.. العلاقات السرية
22:31 - 04 يناير 2016خلقت التوترات الإقليمية التي تفتعلها طهران دافعا قويا للنظام الإيراني على التعاون مع جماعات إرهابية، على شاكلة تنظيم القاعدة، إلا أن هذه العلاقات بقية سرية وضمن دوائر ضيقة ومغلقة لإبعاد أي شبهة قد تسبب إحراجا أو مشكلات في المحافل الدبلوماسية.
ويقول دانيال بايمان في دراسة أعدها لصالح مركز "آي.أتش.أس" للاستشارات الدفاعية والأمنية والمخاطر "إن لإيران علاقات طويلة الأمد مع تنظيم القاعدة، تتضمن مساعدة أفراد التنظيم على السفر وحرية التحرك، وكذلك توفير ملاذ آمن لهم على أراضيها".
وتنطلق إيران في تعاونها مع القاعدة، باعتبارها ورقة ضغط تستخدمها للمساومة من أجل إدارة مصالحها مع الولايات المتحدة، لا سيما في ما يتعلق بتدخل طهران الواسع في العراق.
وفي فبراير 2012، صنفت وزارة المالية الأميركية، وزارة الاستخبارات الإيرانية، على أنها "منظمة تدعم جماعات إرهابية، مثل تنظيم القاعدة في العراق، وأن دعم طهران لمثل هذه الجماعات يعتبر سياسة ممنهجة".
وعلى مدار الأعوام الثلاثين الماضية لم تتورع طهران عن تقديم الدعم المالي والعسكري إلى حزب الله اللبناني، واستخدامه ذراعا لها للتدخل في الشؤون اللبنانية، كما فعلت عبر دعم تنظيم القاعدة في العراق، إبان الغزو الأميركي عام 2003.
وأشارت تقارير أميركية حكومية، صدرت عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، إلى أن إيران عملت جنبا إلى جنب مع قادة تنظيم القاعدة في تسعينيات القرن الماضي، عندما كان التنظيم يتخذ من السودان مقرا له.
ووفقا لتقرير لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر، فإن مسؤولين إيرانيين التقوا قيادات في تنظيم القاعدة على الأراضي السودانية، وكان عراب هذه اللقاءات آنذاك مؤسس الجبهة الإسلامية القومية في السودان حسن الترابي.
وعندما اضطر تنظيم القاعدة للخروج من السودان في 1996، كانت إيران ممرا رئيسيا لأفراد التنظيم إلى أفغانستان، المقر الجديد للتنظيم، حيث أقيمت معسكرات تدريب على الحدود الإيرانية الباكستانية، لتسهيل حركة أفراد القاعدة تحت رعاية إيرانية.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير كتابات للقيادي البارز في تنظيم القاعدة سيف العدل، المطلوب للولايات المتحدة لدوره في تفجير سفارتيها في تنزانيا وكينيا عام 1998، إلى الدعم الإيراني "الفريد من نوعه" للقاعدة خلال السنوات التي سبقت عام 2001.
وتوثق تقارير ودراسات أميركية حالات عدة قدمت فيها إيران الدعم للقاعدة، على غرار هجمات كينيا وتنزانيا، حيث تمكن التنظيم المتشدد من تنفيذ هجمات ضد مصالح أميركية وغربية.