التغير المناخي وكوارث الطبيعة في الشرق الأوسط
20:59 - 05 نوفمبر 2015تلقي الكوارث الطبيعية بوطأتها الشديدة وعواقبها السيئة على منطقة الشرق الأوسط ، والتي لم يعهد لها مثيل من قبل خاصة خلال الآونة الأخيرة وأخرها الإعصار المداري شابالا الذي ضرب سواحل بحر العرب وأسفر عن قتلى وجرحى إضافة إلى الدمار الكبير في البنية التحتية لعدة مدن يمنية.
وقد شهدت دول المنطقة العربية ودول أخرى في السنوات الأخيرة عدة موجات من الويلات الطبيعة المفاجئة والكاسحة من أعاصير وسيول وفيضانات وزلازل خلفت خسائر بشرية ومادية على حد سواء.
ففي صيف هذا العام شهدت المنطقة ارتفاعات قياسية وغير مسبوقة في درجات الحرارة لم تشهدها من قبل، أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات في عدة دول عربية إضافة إلى انقطاع في التيار الكهربائي وتعطيل لبعض المرافق والمنشآت الحكومية والصناعية.
وخلال الأسابيع الماضية، تعرضت عدة مدن مصرية شمالي البلاد لهطول أمطار غزيرة تسببت في مقتل عدد من الأشخاص إضافة إلى الخسائر المادية والاقتصادية للمنازل والمنشآت والمحال التجارية.
وتشهد مدينة جدة السعودية فيضانات بشكل سنوي كان أخرها الشهر الماضي وقضى خلالها 3 أشخاص إلا أن المدينة شهدت أسوأ فيضانات منذ أكثر من ربع قرن كان أسوأها في 2009 خلفت أكثر من 115 قتيلا كما اعتبر المئات في عداد المفقودين.
كما يكابد السودان سنويا موجات عاتية من السيول تسفر عن خسائر فادحة على الاقتصاد، حيث تعرضت في 2014 لفيضانات عارمة اجتاحت عددا من الولايات وأسفرت عن مقتل 77 شخصا وإصابة المئات ناهيك عن الخسائر الاقتصادية.
وخلال العام الماضي، لقي نحو 45 شخصا على الأقل حتفهم وفقد آخرون جراء عواصف عاتية وسيول جارفة ضربت كلميم وأغادير جنوبي المغرب.
وأدت السيول والأمطار الغزيرة إلى إجلاء عشرات الأسر في القرى الحدودية في العراق حيث أعلن يوم 29 أكتوبر عطلة رسمية بسبب موجة الفيضانات العاتية، التي أتت على المنازل وعطلت عددا من المرافق العامة.
وبسبب الموقع الجغرافي لعُمان التي تقع على حزام الأعاصير في شمال المحيط الهندي تتعرض البلاد لعدد من الأعاصير بشكل سنوي مما يحدث خسائر بشرية واقتصادية كبيرة.
فقد أسفر إعصار فيت في عُمان عام 2010 عن مقتل 16 شخصا وإصابة العشرات، كما قضى حوالي 80 شخصا أيضا في إعصار جونو الذي ضرب البلاد في عام 2007، عدا عما خلفته الأعاصير من خسائر اقتصادية في البنية التحتية.
كما تعرضت الدول في الشرق الأوسط لعدد من الزلازل، كان آخرها الزلزال الذي ضرب جبال الهندوكوش بين أفغانستان وباكستان في أكتوبر الماضي وأسفر عن مقتل نحو 400 قتيل ومئات المصابين.
وفي عام 2004 قتل نحو 1000 شخص في زلزال الحسيمة شمال المغرب إضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة التي خلفها الزلزال. كما شهدت مدينة بومرداس الجزائرية زلزالا مدمرا في عام 2003 أسفر عن مصرع أكثر من ألفي شخص.
كما تتعرض بعض المدن المصرية لزلازل سنوية، لكن كان أفجعها زلزال القاهرة في عام 1992 الذي أسفر عن وفاة نحو 500 شخص.
وتعاني منطقة الشرق الأوسط من آثار تغير المناخ، من بينها ارتفاع في درجات الحرارة، وارتفاع منسوب مياه البحر وتضاؤل في الموارد المائية، مما يلقي الضوء على المخاطر البشرية والاقتصادية للبلدان في جميع أنحاء المنطقة.
ووفقا لدراسة المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، فإن سياسات إدارة الكوارث باتت تمثل أولوية قصوى لدول منطقة الشرق الأوسط التي أضحت تعاني من موجات متتابعة من تغيرات البيئة المفاجئة.
وأوصى البحث بـ" التركز على اتباع نھج متكامل یتضمن إجراءات وقائیة وعلاجیة في مواجھة ھذه الكوارث، بالتوازي مع إنشاء مؤسسات وطنیة لمواجھة الكوارث على درجة عالیة من الاقتدار المیداني الناتج عن تدریب ومناورات متواصلة لاختبار قدرات التصدي لتھدیدات ومخاطر الكوارث الطبیعیة."
ورغم توالي القمم الدولية إقليميا وعالميا لبحث قضايا المناخ والتغير الحراري، إلا أن الجمود يشوب على الدوام كل تلك المحادثات بسبب التنافس الشديد خاصة بين الدول الصناعية، مع غياب أي فرص للاتفاق في القمم المناخية الدولية، وتلاشي الآمال بالوصول إلى حلول في قمة المناخ المقرر عقدها في باريس بعد أربعة أسابيع.