الأمهات العازبات في المغرب.. واقع يتفاقم
23:23 - 13 أغسطس 2015يحكي الفيلم المغربي" ملاك"، وهو أول أفلام المخرج عبد السلام الكلاعي، قصص مجموعة من الفتيات الصغار اللاتي يتعرض للاستغلال من طرف مجتمع ذكوري يؤدي إلى ولادة أطفال خارج إطار الزواج، ما يفاقم ظاهرة الأمهات العازبات في المغرب.
ويحاول مخرج الفيلم الذي عرض في إطار "أيام الفيلم المغربي في عمان" إبراز تلك المعاناة التي تمر بها فئات واسعة من الفتيات المغربيات حيث يستعرض قصة شابة تعيش في كنف أسرة متوسطة الحال في طنجة شمالي المغرب تقودها عدة تجارب حياتية إلى التعرف على عالم جديد والدخول في علاقات جنسية تمخضت عن طفل دون زواج شرعي.
حالة الشخصية "ملاك" في الفيلم مستمدة من عشرات القصص الموجودة في ملفات الجمعيات الأهلية المغربية التي تفتح أبوابها يومياً لاستقبال المئات من الشابات اللواتي إما قام شباب بالتغرير بهن، أو تعرضن للاغتصاب الذي أدى إلى الحمل.
وتشير دراسات تجريها جمعيات ناشطة في هذا المجال إلى أن هناك زيادة مضطردة في أعداد الأمهات العازبات في المغرب، لتسجل أرقاماً غير مسبوقة.
وتوضح الأرقام المتوافرة أنه يتم تسجيل نحو 30 ألف حالة سنوياً، غالبيتهن من الشابات اللواتي لم يسبق لهن الزواج واللاتي تقل أعمارهن عن 26 سنة.
كما تلفت المعطيات إلى أن هناك علاقة تناسبية بين تردي الأوضاع الاجتماعية، وارتفاع أعداد الأمهات العازبات، خصوصاً أولئك اللواتي يعملن في مهن غير منظمة، مثل الخدمة في المنازل، كما أن الغالبية العظمى منهن ذوات مستوى تعليمي متدن.
من جهتها، تسعى الحكومة المغربية لايجاد حلول آلية يمكن أن تساعد هؤلاء الأمهات على الخروج من وضعيتهن الصعبة.
وقالت وزير المرأة والأسرة والتضامن المغربية بسيمة حقاوي في تصريحات صحفية إن الحكومة بدأت تدرس تحسين وضعية الأمهات العازبات، باتخاذ آليات من شأنها أن تمكن أطفال الأمهات العازبات من سلوك مسيرة سليمة، من بينها تمكين هؤلاء الأطفال من حمل اسم ثلاثي في الحالة المدنية.
وأضافت الوزيرة أنها تعمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية على معالجة الاسم الذي يشكل عائقاً للعديد من الأطفال في مسيرتهم الحياتية.