رحيل قامات لبنانية وبسمات مصرية
07:05 - 19 ديسمبر 2014هي سنة الرحيل بامتياز.. فمع انقضاء أيام وساعات سنة 2014 ودع العالم العربي الكثير من قاماته الثقافية والإبداعية ولاسيما من لبنان ومصر وفلسطين.
فمن بلاد الأرز، رحل الشاعر الكبير جورج جرداق الذي شدت له أم كلثوم قصيدة "هذه ليلتي"، وساهم ذلك الأديب الأريب بإغناء المكتبة الثقافية العربية بالكثير من الأبحاث والدراسات واشتهر بموسوعة "الإمام علي صوت العدالة الإنسانية" في خمسة أجزاء، وعنه قال الشاعر اللبناني الياس لحود: " كان جورج جرداق مكتبته بكل كتبها بطبعاتها المتعددة. كان أكثر من فرد... كان جماعة... كان ناساً... كان شعباً... كان وطناً".
وفي يوم خريفي حزين من شهر نوفمبر، ودعت بيروت وأخواتها صيدا وطرابلس وصور فارس الكلمة اللبنانية سعيد عقل، لترسخ في عقول محبيه كلمات هيامه بوطنه: "صخرة علقت بالنجم.. أسكنها.. طارت بها الكتب... قالت تلك لبنان".
وعقل الذي أجمع الكل على عبقريته، أثارت مواقفه الكثير من الجدل لاسيما إيمانه بـ"اللغة اللبنانية و مواقفه المناهضة للوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، إبان الحرب الأهلية التي انقسم فيها اللبنانيون وتسببت بمقتل الآلاف، ومما يحسب له قصائده الخالدة في التغزل بمدن عريقة مثل دمشق الشام والقاهرة عمان والقدس، وتعد قصيدته "غنيت مكة أهلها الصيدا" دليلا واضحا على تسامحه واحترامه لكافة الأديان.
ومن أجمل من كتب عن الشاعر الراحل، مقالة للباحث علي حرب ورد فيها: " الشاعر الوحيد الذي انفرد عن سواه، ولا شاعر إلا وهو متفرد، كونه ألف على نحو مدهش ورائع، بين إبداعات الصائغ والنحات أو المعماري والرسام، فجاء شعره غاية في السبك والنحت أو في الصوغ والتركيب أو في الهندسة والبناء. ونثره لا يقلّ عن شعره إبداعاً وفناً، هو شعره بالذات، ولكن من غير الوزن والإيقاع".
"الشحرورة".. تسافر
وفي هذا العام لم تخرج الفنانة اللبنانية صباح على الملأ لتنفي شائعة موتها، فقد رحلت "جارة القمر" أخيرا، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء وعمر امتد بالكثير بالإنجازات والفرح والمآسي.
واقترن اسم صباح بغناء المواويل والميجانا والعتابا والأغنيات البلدية الفولكلورية ومن ثم الأغنية المصرية، وفي سجلها أكثر من 3 آلاف أغنية لكبار الملحنين مثل محمد عبد الوهاب وزكي ناصيف والأخوين رحباني وتوفيق الباشا وبليغ حمدي وجمال سلامة وغيرهم، كما شاركت في 85 فيلما مع كبار الممثلين، بينهم رشدي أباظة وفريد شوقي وحسين فهمي، وأحمد مظهر، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وحسين رياض.
وكرمها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان بتقليدها وسام الأرز الوطني برتبة ضابط ضمن مهرجانات بيت الدين 2011.
وفي لفتة إنسانية تتعالى على بؤس الموت وحزنها، كانت الشحرورة قد طلبت في وصيتها الأخيرة، من جمهورها وأحبابها ألا يحزنوا أو يبكوا لرحيلها، بل أن يفرحوا ويرقصوا "الدبكة"، لأنه يوم فرح وليس يوم حزن.
وقد أرسلت الفنانة فيروز باقة ورد باسمها لـ"أمبراطورة الأغنية اللبنانية"، صباح يوم وداعها، وكُتب عليها: "شمسك ما بتغيب.. فيروز".
ضحكات مصرية.. تغادرنا
وفي مصر، رحل عدد من نجوم وفناني الكوميديا الذين أمتعوا المشاهد العربي بالكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية و السينمائية ذات الطابع الفكاهي، وإن تفاوت القيمة الفنية لانتاجهم من عمل لآخر.
ويعد الفنان المخضرم سعيد صالح أبرز تلك الوجوه الراحلة، فهو التلميذ المشاكس الذي ما فتئ يضحك الناس في مسرحية "مدرسة المشاغبين" بعد أن أدى دور مرسي الزناتي بأسلوبه المميز رفقة صديق عمره عادل إمام.
وكان صالح آخر "العيال" المغادرين بعد سبقه إلى رحله الموت صديقيه أحمد زكي ويونس شلبي، تاركين ورائهم مسرحية كوميدية من العيار الثقيل هي "العيال كبرت".
وعرف عن الفنان الراحل طيبته وإنسانيته وصراحته وبساطته في اللقاءات الإعلامية، وقد تنازل عن دور بهجت الأباصيري في مدرسة المشاغبين لعادل إمام، وفي هذا الصدد يقول علي سالم مؤلف "مدرسة المشاغبين":"كان سعيد صالح مرشحاً لدور بهجت الأباصيري ولكنه بعدما قرأ السيناريو قال لي إنه لايق أكتر على عادل إمام، واختار شخصية مرسى الزناتي".
وقبل سعيد صالح، رحل الفنان فاروق نجيب الذي اشتهر بأدواره الكوميدية التي تركت بصمة في عالم الفن.
وبدأ نجيب حياته لفنية على خشبة المسرح، من خلال مسرحية "وابور الطحين" التي قدمه فيها الكاتب نجيب سرور للمرة الأولى للجمهور،وتوالت الأعمال الفنية لسرور، إذ قدم مجموعة من المسرحيات المميزة منها "أنت اللي قتلت الوحش"، و"حب في التخشيبة " و"جحا باع حماره ".
كما حقق الفنان الراحل نجاحا في الأعمال التلفزيونية، التي كان آخرها مسلسل "الخواجة عبد القادر" و"الزناتي مجاهد" و"حاميها حراميها".
أما شهر سبتمبر، فقد شهد وداع الفنان يوسف عيد عن عمر ناهز 66 عاما إثر أزمة قلبية حادة مفاجئة.
واشتهر عيد بالأدوار الكوميدية والساخرة، ويحمل رصيد عيد السينمائي العديد من الأفلام المميزة التي شارك فيها مثل "الناظر" و"فيلم ثقافي" و"زهايمر" وغيرها.
أما على الشاشة الصغيرة، فعرفه الجمهور من خلال أدواره في مسلسلات كوميدية مثل "الكبير" بأجزائه الأربعة إضافة إلى ظهوره المميز في عدد كبير من الإعلانات التلفزيونية.
وكان آخر أعماله السينمائية فيلم "الحرب العالمية الثالثة" الذي عرض هذا العام ولعب فيه دور المطرب الجامايكي "بوب مارلي".
عندما يترجل "الأفندي"..
وشهدت الساحة الثقافية المصرية خلال العام المنصرم رحيل العديد من الأقلام الإبداعية التي أثرا كبيرا في وجدان القارئ العربي عموما، ومن هؤلاء الروائي محمد ناجي الذي توفي عن عمر ناهز 68 عاما في مستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس حيث كان يتعافى من آثار جراحة زرع كبد.
وحصل الروائي الراحل على "جائزة التميز" من اتحاد كتاب مصر عام 2009 كما نال "جائزة التفوق" في مصر عام 2013 عن مجمل أعماله الروائية.
وكانت باكورة رواياته (خافية قمر) التي اختارها كثير من النقاد والأدباء المصريين كأفضل رواية تصدر في عام 1994، وتوالت له لاحقا أعمال عدة منها "مقامات عربية" و"لحن الصباح" و"العايقة بنت الزين" و"رجل أبله.. امرأة تافهة".
وفي إحدى لقاءاته وهو يعاني المرض يقول ناجي: "أنا أكتب إذن أنا أنتظر قارئا، أنتظر أن يحبني، وأحزن لو أشاح بوجهه عني. في المقولات النقدية يمكن الكلان عن موت المؤلف، لأنه زاد في نقصه حتى اختفى، لكن لايستطيع أحد أن يغامر بالحديث عن موت القارئ، لأن ذلك يعني إعدام الكاتب قبل أن يبدأ الكتابة".
وخسر العالم الروائي، وهج الروائية البارزة رضوى عاشور، التي تنوع إنتاجها فشمل دراسات نقدية منها "الطريق إلى الخيمة الأخرى.. دراسة في أعمال غسان كنفاني"، و"التابع ينهض..الرواية في غرب إفريقيا"، و"البحث عن نظرية للأدب.. دراسة للكتابات النقدية الأفرو-أميركية".
كما صدر للكاتبة مجموعات قصصية وروايات حظيت باهتمام كبير من النقاد العرب، ومنها "حجر دافئ" 1985، و"خديجة وسوسن" 1989، و"قطعة من أوروبا" 2003، و"ثلاثية غرناطة" وتضم ثلاث روايات هي "غرناطة" و"مريم والرحيل" ، و"أطياف" .
وكتبت عاشور أعمالا تنتمي إلى السيرة الذاتية ومنها كتاب "الرحلة.. أيام طالبة مصرية في أميركا"، إضافة إلى "تقارير السيدة راء"، و"أثقل من رضوى".
قلم ساخر.. وريشة بحبر الكوميديا
وفي مجال الإبداع الساخر، رحل عن "أم الدنيا" الكاتب أحمد رجب عن عمر ناهز 86 عاما بعد صراع مع المرض، كما رحل الفنان الكبير مصطفى حسين أحد أشهر رسامي الكاريكاتير في العالم العربي.
ويوصف رجب وحسين بأنهما أشهر ثنائي ساخر في تاريخ الصحافة المصرية، وقد ولد رجب في الإسكندرية، وتخرج من كلية الحقوق ثم عمل في الصحافة وصار من أبرز الكتاب الساخرين لينال عام 2011 جائزة النيل للآداب وهي أرفع جائزة في مصر.
واستمر في كتابة عموده اليومي (نص كلمة) لأكثر من نصف قرن وكان يشارك بأفكاره في رسومات مصطفي حسين، وله مؤلفات عدة منها، "يخرب بيت الحب، "ونهارك سعيد، و"فوزية البرجوازية".
وآخر ما كتبه الراحل في عموده كانت شكاوه من هيمنة التكنولوجيا على حياة الناس، إذ يقول: "تسع سنوات استمر الموبايل في الخدمة حتى أدركته الشيخوخة، واشتروا لي تليفونا مليئاً بالأزرار، هذا زر للقاموس، وهذا زر للعمليات الحسابية، وهذا زر لتكييف الهواء، وهذا زر لخرط الملوخية، وهذا زر دورة المياه، وهذا للسيفون، وأعداد لا تنتهي من الأزرار، أما الكلام فى التليفون فهو مشكلة المشاكل، الصوت بعيد جدا من يريد الاتصال بي لابد أن يتوافر عنده صبر أيوب".
أما الفنان مصطفى حسين، فبدأ مشواره الصحفي في دار الهلال عام 1952 وكان يشارك في تصميم غلاف مجلة "الاثنين"، وانتقل عام 1956 للعمل رساما للكاريكاتير في صحيفة "المساء" التي ظل بها حتى عام 1963 ليشارك عام 1964 في تأسيس مجلة "كروان".
ثم انتقل الفقيد للعمل في صحيفة "أخبار اليوم" ومجلة "آخر ساعة"، وبدءا من عام 1974 مستمر في العمل بصحيفة "الأخبار"، وأنجز العديد من رسوم كتب الأطفال في مصر والعالم العربي.
ومن أشهر الشخصيات الكاريكاتورية التي رسمها الفنان الراحل مصطفى حسين فلاح كفر الهنادوة وعبده مشتاق والكحيت وعزيز بك الأليت وعبد الروتين ومطرب الأخبار وعباس العرسة وعلي الكومندا.
وعن إبداع مصطفى حسين يقول تؤامه في الإبداع أحمد رجب: "رجب: "لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يعرف أحمد رجب، قليلون هم الذين اقتربوا منه، فقد عرف أحمد رجب كيف يحترم وقت القارئ، وترجم ذلك في الكتابة باختصار وتركيز شديدين، حيث لا وقت عند القارئ لـ (اللت والعجن)".
صحفيون برتبة مثقفين
كما غابت عن مصر عدة أقلام صحفية كان لها دورا مؤثرا في إلقاء الضوء على الكثير من القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها الساحة المحلية والعربية.
ومن تلك الأقلام الغائبة، الكاتب سعد هجرس الذي ولد في مدينة المنصورة، بدأ مسيرته في عالم الصحافة من خلال عمله في جريدة "الجمهورية" وذلك عقب تخرجه من جامعة القاهرة.
ونشر هجرس العديد من المقالات المميزة في صحف مصرية وعربية وبرز فيها اهتمامه بالشؤون العربية والصراع العربي الإسرائيلي و المعضلات التي تواجهها دول العالم الثالث.
وخلال فترة حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، انتقد هجرس في مقالاته سياسات النظام، وأعلن بشكل واضح عن معارضته لمشروع توريث حكم مصر إلى جمال نجل مبارك.
وتولى رئاسة تحرير عدد من الصحف، وكان آخر منصب تولاه مدير تحرير صحيفة "العالم اليوم" المصرية.
وفي أواخر مايو، ترجل الكاتب اليساري البارز سعد زهران الذي خلف ورائه العديد من المؤلفات الهامة منها، كتاب "في أصول السياسة المصرية"، وترجمات منها كتاب "بناء حضارة جديدة" للأميركي ألفن توفلر، و"الإنسان بين المظهر والجوهر" للفيلسوف الألماني إريك فروم.
كما ترجم رواية "عناقيد الغضب" الفائزة بجائزة بوليتزر عام 1940، وهي الرواية التي حاز مؤلفها الأميركي جون شتاينبك على جائزة نوبل للآداب عام 1962.
كما توفي كاتب السيناريو فايز غالي بعد صراع مرير مع المرض، وقبل أن يتجه إلى الفن السابع كتب في مجال القصة القصيرة، ثم توجه لدراسة النقد، فنال دبلوم الدراسات العليا في النقد الفني من المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بالقاهرة.
وبداية من عام 1974 بدأ كتابة السيناريو لمسلسلات وسهرات وأفلام تلفزيونية منها "وجهة نظر" و "العقاب" و"رجل اسمه عباس" و"الموج والصخر".
وكتب غالي السيناريو والحوار لأفلام سينمائية منها "ضربة شمس" و"الثأر" و"فارس المدينة" وهي من إخراج محمد خان و"العوامة 70" و"يوم مر يوم حلو"، وكلاهما من إخراج خيري بشارة، و"الإمبراطور" ، و"الطريق إلى إيلات".
صاحب خزائن "أسرار الفنانين"
وفي عاصمة الضباب لندن، رحل الإعلامي المصري وجدي الحكيم عن عمر ناهز الثمانين عاما بعد صراع مع المرض.
وعرف الحكيم باهتمامه الشديد بالموسيقى والغناء، وأجرى حوارات مع معظم نجوم الغناء وفي مقدمتهم؛ أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، وغيرهم ممن سجل أيضا أغانيهم للإذاعة.
واشتهر في الوسط الفني بلقب "صاحب خزائن أسرار الفنانين" وذلك نظرا لحواراته المطولة معهم وإشرافه على تسجيل مسلسلاتهم الإذاعية.
كما عرف أيضا بقدرته على اكتشاف الأصوات الغنائية المميزة حيث اكتشف عددا من المطربين من بينهم المطربة المصرية شيرين وجدي والتي قدمها للإذاعة.
وكان الحكيم قد بدأ مشواره الإعلامي كمقدم للعديد من البرامج الإذاعية والأدبية باتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر، وقضي أكثر من 60 عاماً خلف ميكروفون الإذاعة، كما كتب في العديد من الصحف والمجلات والدوريات العربية.
ومن الشخصيات المصرية الأخرى التي غابت عن دنيا الفن والثقافة، الفنانة زيزي البداروي التي شاركت في بطولة العديد من الأفلام ، أبرزها "حب حتى العبادة" و"شفيقة القبطية"و"امرأة على الهامش" .
ويرى نقاد أن ذلك دورها في فيلم "البنات والصيف" أصابها بما يرونه "لعنة عبد الحليم حافظ"، حيث ترفض الشخصية التي جسدتها زيزي البدراوي محبة عبد الحليم لها نظرا لتطلعاتها الطبقية، وهو أمر لم يغفره لها الجمهور المحب للمطرب العاطفي الشهير، وكان آخر أدوارها فيلم "على جنب يا أسطى" عام 2008.
وغابت عن دنيا الفن، الفنانة معالي زايد، ومن أشهر أعمالها السينمائية أفلام "الشقة من حق الزوجة"، و"السادة الرجال"، و"قضية عم أحمد"، كما قدمت أعمالا تلفزيونية منها "دموع في عيون وقحة"، و"الوتر المشدود"، و"عيلة الدوغري".
كما شيعت مصر "الصوت المعلم" الإعلامي محمود سلطان الذي كان يعد أحد أشهر الأصوات المميزة في نشرات الأخبار كما ارتبط صوته بالبرنامج الأسبوعي "عالم الحيوان" الذي كان يؤدي التعليق الصوتي له.
كما كان ضمن أول فريق اشترك في تقديم برنامج "صباح الخير يا مصر" وتتلمذ على يده العديد من شباب الإعلاميين بالتلفزيون المصري.
وتقلد العديد من المناصب باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري ونال العديد من الجوائز خلال مشواره منها نجمة سيناء عن عمله على جبهة القتال في حرب أكتوبر 1973.
ولاننسى، رحيل نادر جلال أحد أبرز مخرجي أفلام الحركة في السينما المصرية، التي قدم لها أكثر من خمسين فيلما، وقد بدأ جلال مشواره مع السينما عام 1965 من خلال عمله كمساعد مخرج في فيلم "الشقيقان" للمخرج حسن الصيفي.
وقدم أول أفلامه عام 1971 بعنوان "غدا يعود الحب"، ومن أبرز أعماله السينمائية "الإرهابي" عام 1992 و"مهمة في تل أبيب" و سلسلة أفلام "بخيت وعديلة".
آخر ثالوث شعر "المقاومة"
وبرحيل الشاعر سميح القاسم في أغسطس 2014 فقد الشعر العربي أضلاع ثالوث ما عرف بـ"شعراء المقاومة" في فلسطين، وهم توفيق زيّاد ومحمود درويش إضافة إلى سميح القاسم.
فقد جسد هذا الثالوث مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال وتمسكه بأرضه وهويته، وقد ردد الجمهور العربي عدة قصائد للقاسم، منها قصيدته التي غناها مرسيل خليفة "منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي .. في كفي قصفة زيتون.. وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي".
وتنوعت أعمال القاسم، بين الشعر والنثر والمسرحيات ووصلت لأكثر من سبعين عملاً، واشتهر أيضا بكتابته المشتركة مع الشاعر محمود درويش على غرار "كتابات شطري البرتقالة".
ونشرت قصائد القاسم بصوته على قنوات عربية وفلسطينية، خصوصاً بعد الاعتداءات الإسرائيلية على غزة في الآونة الأخيرة، مثل قصيدة "تقدموا.. تقدموا براجمات حقدكم وناقلات جندكم فكل سماء فوقكم جهنم.. وكل أرض تحتكم جهنم".
وقبل أن يخطف الموت شاعر الثورة، غادر الدنيا منشد الثورة الفلسطينية إبراهيم محمد صالح (أبو عرب) وقد اختارت روحه فصل الربيع على أمل أن ينقل رفاته ذات يوم إلى قرية شجرة في طبريا حيث ولد وعاش أجداده.
وكانت حياة الفنان الراحل ارتبطت بشكل وثيق بالقضية الفلسطينية إذ قاتل والده عام 1948 خلال اجتياح عصابات" الهاغانا، وليخي وإريغون" الصهيونية لفلسطين، كما قضى ابنه عام 1982 خلال الغزو الإسرائيلي للبنان.
وشهد في طفولته انطلاق ثورة "القسام" 1936 التي كرس لها جده أشعاره كافة للإشادة بها. وأسس فرقته الأولى في الأردن سنة 1980 وسميت بـ "فرقة فلسطين للتراث الشعبي"، وكانت تتألف من 14 فناناً، وبعد مقتل الفنان ناجي العلي" وهو أحد أقارب أبوعرب" تم تغيير اسم الفرقة إلى فرقة ناجي العلي.
ومن أشهر أغاني صالح "هدي يا بحر هدي" و"يا توتة الدار"، و"لو طار العمر لاجئ" و"راجع على بلادي".
من دمشق .. إلى مراكش
وفي بلدان عربية أخرى، رحل نجوم ومثقفون من مشارب مختلفة، ففي سوريا توفي الفنان عصام عبه جي الذي اشتهر بالكثير من الأدوار الشعبية في الدراما السورية لاسيما في المسلسل الشهير باب الحارة.
وقدم العديد من الأعمال المسـرحية مثل "الحياة حلم"، و"طرطوف"، و"العنب الحامض"، و"التين"، و"الملك لير"، و"الزوبعة"، و"النحيل"، و"الملك هو الملك"، و"قاضي وادي الزيتون".
ومن العراق، غادر الشاعر الكبير شاكر السماوي متوفيا في مغتربه السويدي، ويعتبر مجددي القصيدة الشعبية فضلا عن كونه كاتب مسرحي مميز.
وصدر ديوانه الأول (احجاية جرح 1970) الذي شكل مرحلة جديدة في القصيدة الشعبية الجديدة محققا مبيعات كبيرة ثم أ صدر (رسايل من باجر)، وبعد ذلك توالت الدواوين المطبوعة مثل:"نشيد الناس، ونعم تقاسيم والعشكَ، والموت وابنادم"، و للراحل ايضا كتابان في الفكر هما: اللاديمقراطية عربياً، مقامات الغضب والالواح الضوئية.
وفي تونس، غيب الموت الشاعر عبد الله مالك القاسمي الذي بدأ مسيرته في ثمانينات القرن الماضي قبل أن يساهم في إصدار ديوان شعري جماعي يحمل عنوان "لغة الأغصان المختلفة".
وأصدر أول مجموعاته الشعرية بعنوان "هذه الجثة لي" عام 1992 أعقبها بمجموعة "حالات الرجل الغائم" ثم "قصائد المطر الأخير" .
وتنوع إنتاج القاسمي الأدبي ليشمل الكتابة النثرية منها كتاب "نزهة في حدائق الكلام" الذي تضمن 5 أبواب، وجمع في كل باب المقالات التي نشرها طيلة مسيرته الطويلة في الصحف والمجلات ومقدمات الكتب.
وفي المغرب، وبعد صراع مرير مع المرض، فارق الحياة الممثل محمد البسطاوي، أحد أشهر نجوم السينما، في الساحة الفنية المغربية، وقد أثرى البسطاوي الفن المغربي بأعمال توجت في أهم المحافل المحلية والدولية، سواء ما تعلق بالمسرح أو السينما أو التلفزيون.