حلب.. الحصاد أصبح مهمة المخاطر
20:10 - 04 يونيو 2013تحول حصاد القمح في سوريا إلى مهمة محفوفة بالمخاطر. فقذائف أطراف الصراع تتساقط على الحقول وتشعل النيران، الأمر الذي كبد المزارعين خسائر كبيرة حالت دون توفير الغذاء لهم ولماشيتهم.
فلم تسلم حقول القمح في حلب من نيران المعارك الدائرة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، إذ نال بعض الحقول نصيبا من القذائف والصواريخ لتحولها الحرائق إلى رماد.
ويتعرض المزارعون لمخاطر عالية خلال عمليات الحصاد. ومع اشتداد وتيرة المعارك، لجأ كثير من عائلات المزارعين إلى الحصاد المبكر للقمح قبل أن تقضي عليها النيران.
وقال أحد المزارعين بحلب "في هذه السنة الناس حصدوا غلال حقولهم بسبب خوفهم من الحرائق. كل هذه الحرائق بسبب القذائف على الحقول والناس ممكن ألا يستطيعوا حصاد حقولهم العام المقبل بسبب الحرائق. ذلك يكفي.. ماذا بإمكان الواحد أن يفعل في هذا الوقت".
وتستهلك سوريا نحو 5 ملايين طن من القمح سنويا، بينما يصل الإنتاج المحلي أحيانا إلى 4 ملايين طن في حال كان المحصول وفيرا.
وتضطر الحكومة للاستيراد من الخارج لتلبية حاجة المستهلكين. لكن الصراع أدى إلى خفض كميات القمح المنتجة محليا والمستوردة أيضا.
وتلتهم نيران القذائف الحقول الزراعية، أما نيران الغلاء فتلتهم كل ما تبقى من مدخرات السوريين التي بالكاد تكفي لسد الرمق. ولم يعد بعضهم قادرا على توفير الغذاء لماشيته نتيجة تلف كثير من المزروعات.
وفي هذا الإطار قال أحد رعاة الأغنام بلهجته المحلية "هذه السنة لا يوجد شيء تأكله الأغنام بسبب المعارك.. بتنزل صواريخ والمحاصيل تحترق، والغنم تدور على الأكل دوارة حتى تأكل.. ونصفها جوعانة وتنفق من الجوع. وكلها مرضانة ما في شيء تأكله".
ويحلم المزارعون في حلب باليوم الذي تنتهي فيه الحرب في بلادهم، بحيث يعود المطر ليسقط على حقولهم بدلا من القذائف.