سوق السيارات الفرنسية ينتعش في إفريقيا
17:17 - 18 مايو 2013ستشهد أسواق السيارات في ثلاثة من بلدان شمال إفريقيا هي الجزائر والمغرب وتونس ازدهارا كبيرا يشكل في السنوات المقبلة فرصة رائعة لشركات تصنيع السيارات الفرنسية المنتشرة بكثافة فيها.
وقد بيع العام الماضي 623 ألف سيارة في هذه البلدان، ويمكن أن يصل العدد إلى مليون في 2020، كما تفيد توقعات شركة بيجو سيتروين الفرنسية الأولى.
وتشكل الجزائر إلى حد كبير أكبر سوق للسيارات، إذ استوردت العام الماضي 568.600 بارتفاع 46% مقارنة بـ2011، وهي ثاني أكبر سوق في القارة بعد جنوب إفريقيا.
وبالمقارنة مع جيرانهم، يستفيد الجزائريون من إجمالي ناتج محلي أعلى ومن أسعار محروقات أدنى بفضل الثروة النفطية، كما تقول المديرة التجارية لدى رينو للمنطقة آن رينو-عبود.
كذلك أتاحت خطة وضعتها الحكومة أخيرا لتمكين الموظفين الراغبين في شراء سيارة للاستخدام الشخصي من الحصول على قروض، تسهيل عمليات البيع، في بلد كان يمنع منذ 2009 القروض لشراء السيارات.
وإذا لم يكن النمو في السوق المغربية كبيرا جدا، فهو راسخ أيضا، إذ سجلت تقدما ناهز 17 % العام الماضي من خلال بيع 130 ألف سيارة.
أما تونس فتشكل حالة فريدة لأن تحديد الحصص، التي ناهزت 45 ألفا في السنوات الأخيرة، يحد من مبيعات السيارات.
وقد انتقدت الغرفة النقابية لوكلاء وتوزيع وتصنيع السيارات هذا النظام الموروث من عهد بن علي.
ويقول المحلل يان لاكروا من شركة أولر أرمس للتأمين إن "هذه الأسواق لأنها تشكل بوابة الدخول إلى إفريقيا وجزء من الشرق الوسط، وتشكل آفاقا واعدة لتعويض الضعف في السوق الأوروبية".
لذلك فإن ماركات السيارات الفرنسية المنتشرة في المنطقة منذ فترة طويلة، تسجل إقبالا كبيرا عليها.
ولتفسير هيمنتها، يقول مدير العمليات الدولية في بيجو سيتروين، إيف مولان، "إنها أسواق قريبة جغرافيا، وعلى صعيد اللغة، ثمة تأثير ومبادلات في الاتجاهين".
وبلغت حصة رينو من السوق من خلال ماركتها داسيا 26% أواخر أبريل في الجزائر، وحصة بيجو سيتروين 24% منها 20% لبيجو.
وهيمنة رينو على السوق المغربية أقوى أيضا وبلغت حصتها 38%، أما بيجو سيتروين فحصدت 14%، لكن بيجو سيتروين هي الأولى في تونس، وقال مولان "لدينا حصص في السوق أعلى من حصص السوق في أوروبا".
وعززت رينو التي تمتلك مصنعا صغيرا في المغرب قرب الدار البيضاء، حضورها الصناعي مع موقع طنجة الذي دشنته مطلع 2012.
وستبني المجموعة أيضا في 2014 مصنعا في الجزائر لإنتاج 25 ألف سيارة في البداية مخصصة هذه المرة للسوق المحلية.
وقالت آن رينو-عبود "سنكون الشركة المحلية لصناعة السيارات".
وفي المقابل، قال مولان "لم نخطط لبناء مصنع في هذه البلدان"، فيما تحد الصعوبات المالية الكبيرة من استثمارات الشركة.
وترغب الحكومتان الجزائرية والمغربية غير المسرورتين من سوق السيارات المزدهرة، في حيازة صناعة حقيقية تتجه نحو الطلب الوطني والخارجي ايضا.
وتصدر رينو إلى أوروبا من طنجة، وأعرب وزير الصناعة عبد القادر عمار عن أمله في أن "تشكل إفريقيا صلة نمو للسيارات المصنوعة في المغرب".
وتعوض هذه الأسواق في شمال إفريقيا جزئيا عن خسارة تنافسية الصناعة، وخصوصا صناعة السيارات التي أصبحت في السنوات الأخيرة واحدا من مواضيع الجدل السياسي الكبيرة في فرنسا.