خسائر تسلا وسقوط ناسداك وهجوم "إكس".. ما علاقة إيلون ماسك؟
13:41 - 11 مارس 2025يواجه أغنى رجل في العالم، الملياردير إيلون ماسك، مرحلة عصيبة مع تصاعد الأزمات في إمبراطوريته الاقتصادية، في وقت تجتمع فيه الضغوط المالية والتقنية لتضع شركاته تحت المجهر.
شهدت شركة تسلا، أيقونة صناعة السيارات الكهربائية، تراجعات حادة في أسهمها، لتخسر نحو نصف قيمتها السوقية، وتفقد ما يعادل 130 مليار دولار في يوم واحد، وسط مخاوف متزايدة بشأن استراتيجيات ماسك الإدارية وعلاقاته المتشابكة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كما تكبد إيلون ماسك خسارة قدرها 22.8 مليار دولار في يوم واحد، مما أدى إلى تقليص صافي ثروته إلى حوالي 319.6 مليار دولار، وفق بيانات فوربس.
الأزمة لم تتوقف عند حدود تسلا، بل امتدت إلى منصة "إكس" الاجتماعية، التي تعرضت لعدة انقطاعات متتالية الاثنين، مما زاد من حدة الانتقادات لماسك. كذلك في ميدان الفضاء، لم تكن SpaceX بمنأى عن الاضطرابات، إذ تحقق الشركة حالياً في انفجارين متتاليين وقعا خلال الرحلات التجريبية لصاروخ "ستارشيب"، الذي يمثل رهان ماسك الجريء على المستقبل الفضائي.
وبينما تتشابك هذه الأزمات، يواجه إيلون ماسك اختباراً حقيقياً لقيادته، وسط ضغوط السوق وتداعيات علاقاته السياسية.. فهل يستطيع ماسك انتشال إمبراطوريته من دوامة الخسائر، أم أن ارتباطه بالسياسة سيعمق جراح شركاته أكثر؟
- بنهاية تعاملات الاثنين في وول ستريت تراجعت أسهم تسلا بنسبة 15.42 بالمئة، مُسجلة "أسوأ أداء يومي منذ سبتمبر 2020".
- بنهاية جلسة التداول السابقة (الجمعة)، اختتمت شركة تسلا أسبوعها السابع على التوالي من الخسائر، وهي أطول سلسلة خسائر لها منذ ظهورها لأول مرة في بورصة ناسداك في العام 2010.
- تواصل الشركة سلسلة خسائرة منذ تولي رئيسها التنفيذي إيلون ماسك، دوراً في البيت الأبيض.
- منذ أن بلغت ذروتها عند 479.86 دولاراً في 17 ديسمبر، فقدت أسهم تسلا نحو 50 بالمئة من قيمتها، مما أدى إلى محو ما يزيد عن 800 مليار دولار من القيمة السوقية. وكان يوم الاثنين هو سابع أسوأ يوم للسهم على الإطلاق، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
- قادت شركة تسلا تراجعا أوسع نطاقا في أسواق الأسهم الأميركية، مع هبوط مؤشر ناسداك بنحو 4 بالمئة، وهو أكبر انخفاض له منذ عام 2022.
أسهم تسلا
من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركه Cedra Markets ، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن:
- سهم تسلا شهد انخفاضاً بأكثر من 45 بالمئة منذ بداية العام الجاري حتى الآن.
- أسهم الشركة فقدت نحو نصف قيمتها بعد تسجيل مستويات 480 دولاراً في وقت سابق، لتصل حالياً إلى 222 دولاراً.
- هذا التراجع يعكس انتقال السهم من مرحلة التصحيح السيء إلى سوق هابطة.
وسجل مؤشر ناسداك المركب -الذي تهيمن عليه شركات التكنولوجيا- أكبر موجة عمليات بين المؤشرات الرئيسية الأميركية، وسجل تراجعاً بنسبة 4 بالمئة في أكبر خسارة منذ عامين تقريباً.
ويوضح يرق أن من بين أبرز العوامل التي دفعت تراجعات السهم ارتباط تسلا بالإدارة الأميركية، والتحديات التي يواجهها إيلون ماسك بسبب خططه المثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بتخفيض النفقات الحكومية وإعادة هيكلة الإدارات الأميركية، وهي المهمة التي كُلف بها من قبل الرئيس دونالد ترامب، مشيراً إلى أن هذه المسؤوليات جعلته عرضة للانتقادات، سواء من داخل الإدارة الأميركية أو من مسؤولين مثل وزراء الخارجية والعمل والتجارة، مما شكّل ضغوطًا إضافية على المستثمرين في تسلا.
ويشير يرق إلى حالة عدم اليقين التي تسببها سياسات ترامب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعرفات الجمركية، وتدخله في دعم التيارات اليمينية المتطرفة في أوروبا ودول أخرى، مما يجعل المستثمرين أكثر حذراً عند التعامل مع تسلا أو أي استثمارات مرتبطة بدعمه.
ووفق تقرير الشبكة الأميركية، فإن الانخفاض في أسهم شركة تسلا يوم الاثنين جاء مرتبطًا بحالة عدم اليقين المحيطة بخطط الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية.
تعد كندا والمكسيك من الأسواق الرئيسية لموردي السيارات، ومن المرجح أن تؤثر الرسوم الجمركية المتزايدة، مع إمكانية اندلاع حرب تجارية، على الإنتاج وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ووفق يرق، فإن المنافسة القوية في قطاع السيارات الكهربائية، لا سيما من الشركات الصينية، تضيف مزيداً من الضغوط على سهم تسلا، بحسب يرق، الذي يضيف: إضافةً إلى ذلك، فإن التراجع الذي شهدته شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي تُعرف باسم العظماء السبعة، يعكس تأثيراً أوسع في السوق.
ويقول إن العامل الأهم يرتبط بتراجع مبيعات تسلا، وهو المحرك الأساسي للهبوط الحاد في قيمة السهم، مما يزيد من حالة الضبابية وعدم اليقين في الأسواق.
وكتب محللون في بنك أوف أميركا في تقرير يوم الاثنين أن مبيعات مركبات تسلا الجديدة هبطت بنحو 50 بالمئة في أوروبا في يناير مقارنة بالعام السابق، ويرجع ذلك جزئيا إلى تزايد النفور من العلامة التجارية. وأشارت الشركة أيضا إلى أن بعض العملاء المحتملين ينتظرون النسخة الجديدة من موديل واي.
ظلت سيارة تسلا موديل واي، وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات صغيرة الحجم، السيارة الكهربائية الأكثر مبيعًا على مستوى العالم في يناير، وتبعتها سيارة جيلي جيوم الصينية، التي تفوقت على سيارة تسلا موديل 3 سيدان في الشهر.
بينما ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية عالميا، بما في ذلك الطرازات الكهربائية بالكامل والهجينة، بنسبة 21 بالمئة في ينايرمقارنة بالعام الماضي، حتى مع انخفاض مبيعات تيسلا. وكان النمو مدفوعا بالطلب في أوروبا، وفقا لبنك أوف أميركا.
شركات ماسك
خبير أسواق المال، حسام الغايش، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن:
- ارتباط إيلون ماسك بالإدارة الأميركية وتوجهاته السياسية يثير جدلاً واسعاً في الأوساط الاستثمارية والإعلامية على مدار الفترات الماضية.
- تأثير هذا الارتباط على معنويات المستثمرين يعتمد بشكل كبير على الطريقة التي يراه بها المستثمرون والعوامل التي تؤثر في قراراتهم.
- إيلون ماسك معروف بتصريحاته غير التقليدية والمثيرة للجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تؤثر على صورة شركاته، بما في ذلك تسلا.
- بعض المستثمرين يشعرون بالقلق من أن تصريحات ماسك قد تؤثر على سمعة الشركة أو على قدرتها في إتمام صفقات تجارية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقرارات السياسية المتعلقة بالبيئة أو التكنولوجيا.
- دعم ماسك لسياسات معينة (مثل مواقفه السياسية في أوروبا) قد يخلق حالة من الارتباك لدى المستثمرين (..).
- ماسك يثير جدلاً أحياناً بسبب تأثيره الكبير على قرارات تسلا وشركات أخرى مثل SpaceX وTwitter (إكس)، وهو ما قد يؤدي إلى تذبذب في ثقة المستثمرين. بعضهم قد يشعر بأن اعتماد الشركة على شخص واحد مثل ماسك يعرض استثماراتهم للمخاطر.
ويعتقد بأنه "لأن إيلون ماسك هو شخصية محورية في قيادة تسلا وشركاته الأخرى، فإن أي تغيير في توجهاته الشخصية أو استثماراته الأخرى قد يسبب بعض عدم اليقين للمستثمرين".
صعوبات إدارية
ويواجه إيلون ماسك صعوبات في إدارة شركاته بالتزامن مع الدور الذي يلعبه في البيت الأبيض على رأس إدارة الكفاءة الحكومية، وهو ما عبر عنه صراحة خلال أحدث تصريحاته الإعلامية.
خلال مقابلة على "قناة فوكس بيزنس"، بعد جرس الاثنين، سُئل ماسك عن كيفية إدارته لأعماله التجارية أثناء أداء دوره في البيت الأبيض تحت إدارة ترامب، فقال إنه يفعل ذلك بـ "صعوبة بالغة".
وبالإضافة إلى مشاكل تيسلا، شهدت شبكة ماسك الاجتماعية "إكس" التي يملكها، عدة انقطاعات على مدار يوم الاثنين، بينما تحقق شركته الفضائية والدفاعية SpaceX في انفجارين متتاليين حدثا أثناء الرحلات التجريبية لصاروخها الضخم ستارشيب.
وقال ماسك خلال المقابلة أيضاً إنه يتوقع البقاء في إدارة ترامب لمدة عام آخر. وبعد البث، نشر على"إكس" أن "الأمر سيكون جيدًا على المدى الطويل"، في إشارة إلى الانخفاض الحاد في سعر سهم تيسلا.
"إكس" مستهدف!
وفيما يتعلق بتأثير سياسات إيلون ماسك على "إكس"، يتحدث أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، موضحاً أن:
- الهجوم الإلكتروني على منصة "إكس" يأتي في سياق تصاعد التحديات التي تواجه إيلون ماسك، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.
- ارتباط ماسك بالإدارة الأميركية وما تثيره مواقفه يجعل شركاته في دائرة الاستهداف، سواء من قبل الحكومات أو الناشطين السياسيين.
فيما يتعلق بتأثير ارتباط ماسك بالإدارة الأميركية على شركاته، يُبرز عدداً من النقاط الأساسية، على النحو التالي:
تراجع أسهم تسلا:
- تسلا تواجه مشكلات على جبهات متعددة؛ من بينها ضعف الطلب على السيارات الكهربائية، وتأثير السياسات الاقتصادية الأميركية، وخاصة رفع الفائدة الذي يؤثر على تمويل السيارات.
- ارتباط ماسك باليمين السياسي جعل بعض المستهلكين الليبراليين ينفرون من شراء سيارات تسلا.
- ارتفاع المنافسة من الشركات الصينية في سوق السيارات الكهربائية زاد الضغط على تسلا.
التظاهرات والهجمات السيبرانية:
- ماسك أصبح شخصية مستفزة للعديد من المجموعات، من بينها النقابات العمالية والناشطين ضد اليمين المتطرف، وهذا ما يفسر المظاهرات ضده في أميركا وأوروبا.
- الهجمات السيبرانية على "إكس" مرتبطة بمواقف ماسك السياسية.. ويمكن أن تكون مرتبطة كذلك بضعف البنية الأمنية للمنصة بعد تخفيض عدد الموظفين المتخصصين في الأمن السيبراني.
واحتج ناشطون ومعجبون سابقون بمسك في منشآت تسلا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وكانت مركبات تيسلا ومنشآتها أهدافًا واضحة للتخريب ومحاولات الحرق العمد.
المخاطر التنظيمية والقانونية:
- تصاعد الدعوات في أوروبا لوضع ضوابط أكثر صرامة على "إكس" بسبب انتشار الأخبار المضللة وخطاب الكراهية.
الهجوم على "إكس".. صدفة أم استهداف سياسي؟
ويشير إلى أن الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له "إكس" يوم الاثنين قد يكون مجرد حادثة تقنية، لكنه أيضاً قد يكون نتيجة لاستهداف متعمد من جهات غير راضية عن سياسات ماسك، مردفاً: لا ننسى أن ماسك ألغى فرق مكافحة التضليل الإعلامي في "إكس"، مما زاد من الانتقادات ضد المنصة وأعطاها سمعة سيئة، ما قد يجذب هجمات من مجموعات سيبرانية.