بعد الانتخابات.. الاقتصاد الألماني بيد المحافظين
14:31 - 24 فبراير 2025
من المقرر أن يقود التحالف المحافظ المكون من الاتحاد الديمقراطي المسيحي الاتحاد والحزب الاجتماعي المسيحي ألمانيا مرة أخرى بعد الانتخابات الفيدرالية يوم الأحد، مما يضع نهاية لفترة من عدم الاستقرار السياسي التي لاحقت برلين لعدة أشهر.
وتعني النتائج الأخيرة للانتخابات الألمانية أن مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس من المرجح أن يتم تنصيبه كمستشار ألمانيا القادم خلفا لأولاف شولتز بعد انهيار ائتلافه المكون من ثلاثة أحزاب نهاية العام الماضي.
انقسام غير مرغوب فيه
يُنظر إلى الانقسام السياسي في برلين على أنه أمر غير مرغوب فيه من قبل المستثمرين الذين يحذرون من أن ألمانيا يجب أن تتغلب على سلسلة من التحديات أبرزها الضعف الذي يعانيه اقتصاد البلاد فضلاً عن القضايا التي لطالما أثارت جدلا في ألمانيا مثل قضية الهجرة والتي شهدت صعود شعبية عدد من الأحزاب اليمينية المتشددة مثل حزب البديل من أجل ألمانيا.
الفائزون في الانتخابات الألمانية سيواجهون تحديات تتعلق أساس بالدور الأوسع الذي تلعبه ألمانيا في الجغرافيا السياسية الأوروبية خاصة في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا، هذا إضافة إلى التهديدات التي يشكلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات تجارية على ألمانيا.
ويدرس خبراء الاقتصاد ما قد تعنيه حكومة بقيادة الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي بالنسبة للاقتصاد الألماني والإصلاح المالي بعد نقاش طويل وانقسام حول "كبح الديون" في ألمانيا، وهي سياسة مالية منصوص عليها في دستور ألمانيا، وتحد من حجم الديون التي يمكن للحكومة أن تتحملها.
ائتلاف حكومي
النتيجة الأكثر ترجيحًا للانتخابات هي أن يشكل الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي ائتلافًا من حزبين مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهي صيغة ائتلافية مجربة ومختبرة في ألمانيا، على الرغم من أن ائتلافًا ثلاثيًا مكونًا من الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر هو أيضًا احتمال.
استبعد ميرتس بالفعل تشكيل أي تحالف حاكم مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المناهض للهجرة، والذي شهد أفضل نتيجة انتخابية له على الإطلاق.
مخاوف من اليمين المتشدد
تنصّ سياسة "البديل من أجل ألمانيا" في مجال الهجرة على "إغلاق الحدود بالكامل وطرد كلّ المهاجرين غير النظاميين فضلا عن "الانسحاب من نظام اللجوء المعتمد في الاتحاد الأوروبي
كما أكدت أليس فادل والتي اختارها حزبها قبل الانتخابات مرشحة لمنصب المستشار أن الخطة التي ستعمل على تنفيذها خلال 100 يوم من دخول الحكومة تتضمن إعلان "نهاية التحوّل في مجال الطاقة والتخلّي عن السياسة المناخية للاتحاد الأوروبي"، كما كشفت فايدل أيضا خلال استعراض الخطة المستقبلية لحزبها أن هناك مجموعة من التدابير ينوي حزبها الدفع بها وهي الحفاظ على محطّات الفحم وشراء الغاز مجدّدا من روسيا وإعادة العمل بأنبوب الغاز "نوردستريم" الذي يربط ألمانيا بروسيا. كما تنص خطة حزب البديل من أجل ألمانيا على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي والتخلي عن اليورو.