من صديق إلى خصم.. ترامب يفتح النار على زيلينسكي ويثير الجدل
11:08 - 21 فبراير 2025في تصعيد جديد لمواقفه المثيرة للجدل، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات لاذعة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متهمًا إياه بجر الولايات المتحدة إلى حرب لا يمكن الانتصار فيها.
وأكد ترامب في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الأميركية أن روسيا باتت تمتلك "أوراقًا رابحة" في الصراع الدائر في أوكرانيا، مما يجعل موقفها التفاوضي أقوى.
وقال ترامب في تصريحاته: "أعتقد أن الروس يريدون إنهاء الحرب، لكنهم في موقع قوة لأنهم سيطروا على الكثير من الأراضي"، مضيفًا أن الرئيس الأوكراني يتحمل مسؤولية استمرار الحرب، وأن أوكرانيا أصبحت دولة محطمة نتيجة سياساته.
العلاقة بين ترامب وزيلينسكي تشوبها عدم الثقة
علّق الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، حسين عبد الحسين، خلال حديثه إلى سكاي نيوز عربية على تصريحات الرئيس الأميركي، مشيرًا إلى أن علاقة ترامب بزيلينسكي لطالما شابها التوتر وعدم الثقة.
وصرح عبد الحسين قائلاً: "دونالد ترامب يحمل حقدًا على زيلينسكي بسبب طلب الأخير تقديم مستندات تتعلق بفساد عائلة بايدن. هذه الحادثة كانت بداية عدم الثقة بينهما".
وأضاف أن هناك انقسامًا داخل الحركة الجمهورية بشأن الموقف من أوكرانيا، حيث يتبنى ترامب سياسة أكثر انغلاقا تجاه الدعم الأميركي لكييف.
وأوضح أن هناك غضبًا أميركيًا متزايدًا من الدعم المالي المقدم لأوكرانيا، خاصة مع عدم وضوح مصير مئات المليارات من الدولارات التي قدمتها واشنطن.
علاقة ترامب وبوتين.. صفقة خفية أم تحالف مريب؟
من جهة أخرى، أثارت مواقف ترامب تجاه روسيا وزيلينسكي انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة، حيث أشار عبد الحسين إلى أن العلاقة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تثير الشكوك.
وقال: "هناك علاقة غامضة بين ترامب وبوتين، مما أدى إلى انتقادات حتى من مثقفين ومؤيدين للحزب الجمهوري".
وأضاف أن ترامب يفضل التعامل مع "الشخصيات القوية" مثل بوتين وغيره من القادة، وهو ما يراه البعض مؤشرًا على انحيازه لأنظمة سلطوية على حساب التحالفات التقليدية للولايات المتحدة.
العلاقات الأميركية الأوكرانية في طريق الانحدار
تزامن هجوم ترامب على زيلينسكي مع تدهور واضح في العلاقات بين كييف وواشنطن، إذ أشارت تقارير إلى أن ترامب استشاط غضبا بعد تصريحات زيلينسكي التي وصف فيها رؤية ترامب للحرب بأنها قائمة على "الأخبار الكاذبة".
كما دعا الملياردير الأميركي إيلون ماسك إلى فتح تحقيق حول مصير المساعدات الأميركية لأوكرانيا، بعدما أقر زيلينسكي بعدم معرفته بمصير نحو 100 مليار دولار منها.
وفي ظل هذه التجاذبات، يبدو أن موقف زيلينسكي بات أكثر هشاشة، خاصة مع تراجع الدعم الدولي لأوكرانيا، وسط دعوات متزايدة لإنهاء الحرب من منطلق القوة، كما صرّح بذلك الأمين العام لحلف الناتو، مارك روتي.
هل يسعى ترامب إلى تغيير معادلة التحالفات الدولية؟
تثير مواقف ترامب الغامضة من الصراع الأوكراني تساؤلات حول مستقبل التحالفات الدولية. فقد اتهمه لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بمحاولة طرح نفسه "إمبراطورًا للعالم"، داعيًا إياه إلى احترام سيادة الدول.
في المقابل، يرى مراقبون أن سياسات ترامب الخارجية تتسم بالبراغماتية، حيث يسعى لتعزيز المصالح الأميركية أولًا، حتى لو كان ذلك على حساب الحلفاء التقليديين.
وكما يوضح حسين عبد الحسين، فإن "ترامب يتعامل مع روسيا بشكل أفضل من تعامله مع الأوروبيين، رغم أنهم أصدقاء للولايات المتحدة، وذلك لأنه يرى الأوروبيين ضعفاء في سياساتهم الدفاعية".
ومع تصاعد الخلافات بين ترامب وزيلينسكي، تبقى التساؤلات قائمة حول مستقبل الدعم الأميركي لكييف، و الى اين ستؤدي مخططات ترامب فيما يخص إعادة رسم خريطة التحالفات الدولية.