مناظرة ألمانية ساخنة حول الاقتصاد وانتقادات لـ "جي دي فانس"
11:41 - 17 فبراير 2025
تواجه المرشحون البارزون المتنافسون على منصب المستشار الألماني في مناظرة تلفزيونية حامية أمس الأحد، حيث تبادلوا الاتهامات حول قضايا مثل سياسة الهجرة، والحرب في أوكرانيا، والاقتصاد البطيء، وذلك قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات الوطنية.
ودافع المستشار الحالي أولاف شولتس عن سجل حكومته ضد هجمات منافسه المحافظ فريدريش ميرتس- الذي يتقدم تحالفه من حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي في استطلاعات الرأي بنسبة تقارب 30 بالمئة - وأليس فايدل من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
وأثناء تبادل الاتهامات الحادة، كان هناك أيضا توافق كبير في دعم أوكرانيا بين شولتس، وميرتس، ونائب المستشار روبرت هابيك، وذلك بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تمهد الطريق لمفاوضات سلام على حساب كييف.
وصف شولتس تصريحات نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بشأن الحملة الانتخابية الألمانية في مؤتمر ميونخ للأمن بأنها "غير مقبولة تماما"، بينما قال ميرتس إنه "يستنكر هذا التدخل".
وقال ميرتس:"لن أسمح لنائب رئيس أميركي أن يخبرني لمن يجب أن أتحدث معه هنا في ألمانيا"، وذلك ردا على دعوة فانس لإلغاء "الجدار الناري" الذي يمنع التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا.
وتعرض الحزب اليميني المتطرف، الذي يصوت له حاليا حوالي 20 بالمئة من الناخبين، لانتقادات شديدة من القادة المعتدلين، حيث اتهم شولتس فايدل بأنها "هراء" وسلط الضوء على أوجه الشبه مع الماضي النازي للبلاد.
وأشار المستشار إلى تصريحات من قبل أحد مؤسسي حزب البديل من أجل ألمانيا الذي وصف النظام النازي بأنه "مجرد فضلات الطيور" في ألف عام من تاريخ ألمانيا.
ورفضت فايدل عدة مرات الرد على هذه التعليقات، ووصفت حزبها بأنه "ليبرالي محافظ" ودفعت بأن حزب البديل من أجل ألمانيا قد تعرض لتشويه صورته.
وقالت: "يمكنكم إهانتي هنا الليلة كما تشاءون. أنتم تهينون ملايين الناخبين". وأضافت: "هذا لا يؤثر عليَّ على الإطلاق. أنا أمثل هؤلاء الناخبين".
وصف ميرتس حزب البديل من أجل ألمانيا بأنه حزب يميني متطرف راديكالي إلى حد كبير وتعهد بأن تحالفه يمين- الوسط- المكون من الاتحاد المسيجي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي في بافاريا- لن يتعاون مع حزب فايدل في البرلمان المقبل.
وكان تحالف الاتحاد المسيحي قد أثار احتجاجات على مستوى البلاد في نهاية يناير الماضي بعد تمرير اقتراح بشأن إصلاح الهجرة بدعم من حزب البديل.
وجاءت المناظرة الرباعية بعد ثلاثة أيام من هجوم بسيارة في مدينة ميوني جنوبي البلاد أسفر عن مقتل شخصين، حيث اعترف مواطن أفغاني بارتكاب الحادث.
وقال شولتس إن حكومته ستفعل كل ما في وسعها للحد من الهجرة غير النظامية. وقال: "سنستمر في ذلك ويجب أن نواصل القيام بذلك".
ومع ذلك، قال ميرتس إن عدد عمليات الترحيل التي تنفذها الحكومة منخفض جدا وانتقد برامج اللاجئين من أفغانستان.
وانتقد هابيك تصريحاته، حيث وصف طالبان بأنها "نظام إرهابي" وأنه لا ينبغي لألمانيا التعاون معهم.
ودخل المرشحون أيضا في خلافات حول الاقتصاد، حيث تساءل ميرتس عن قرار إغلاق محطات الطاقة النووية في البلاد وانتقد قانون سلاسل التوريد الذي أقرته حكومة شولتس.
وقال ميرتس:"علينا الخروج من هذا الركود"، داعيا إلى السيطرة على "الوحش البيروقراطي" وتخفيض الضرائب على الشركات.
وتشهد ألمانيا حالة ركود للسنة الثانية على التوالي، حيث تم اتهام هابيك - الذي يشغل منصب وزير الاقتصاد منذ 2021 - بالمسؤولية عن الأزمة.
وقال هابيك إن القواعد الدستورية الصارمة بشأن اقتراض الحكومة يجب أن يتم تخفيفها.
وفي استطلاع سريع نشرته محطة أر تي إل بعد المناظرة، يرى المشاهدون أن ميرتس كان الأفضل أداء بنسبة 32 بالمئة، يليه شولتس بنسبة 25 بالمئة، بينما حصل هابيك وفايدل على 18 بالمئة لكل منهما.
ومن المقرر أن يلتقي المرشحون مرة أخرى في سلسلة من الظهور التلفزيوني بتنسيقات مختلفة الأسبوع المقبل قبل التصويت يوم الأحد المقبل.