"لقاء السعودية" بين ترامب وبوتين.. هل ينهي حرب أوكرانيا؟
12:03 - 13 فبراير 2025في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه بدأ مساعٍ جادة لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
جاء ذلك بعد مكالمة هاتفية مطولة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكد ترامب أنه اتفق مع بوتين على ضرورة إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، معلنًا أنه سيلتقي به في المملكة العربية السعودية لوضع حد لسفك الدماء في هذه الحرب "الكارثية والفظيعة"، حسب تعبيره.
محادثات ترامب بوتين.. تحول في مسار الحرب
بحسب تصريحات ترامب، فإن الاتصال الذي استمر لما يقرب من ساعة ونصف كان "إيجابيًا جدًا"، وأظهر رغبة مشتركة في البحث عن حل سياسي للنزاع.
وأضاف: "الرئيسان بوتين وزيلينسكي يريدان السلام، وأنا كذلك. يجب أن نشهد نهاية للحرب، وسيكون من الجيد أن ننهيها بشكل عاجل".
لم تكن هذه المكالمة مجرد حديث دبلوماسي، بل شكلت أول تواصل رسمي بين ترامب وبوتين منذ أكثر من 4 سنوات، ما يشير إلى تحرك جديد قد يكون مؤثرًا في مسار الأزمة الأوكرانية.
في هذا السياق، أشار الباحث السياسي رولاند بيغاموف، في تصريحات لـ"أميركا اليوم" على "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، وتعيد الحوار بين البلدين بعد فترة من القطيعة السياسية".
أبعاد اللقاء المحتمل في السعودية
إعلان ترامب عن نيته لقاء بوتين في السعودية أثار اهتمامًا واسعًا، نظرًا لأهمية المملكة العربية السعودية كوسيط دبلوماسي في العديد من النزاعات الإقليمية والدولية.
ويرى المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية، جوناثان واتشيل، أن اختيار السعودية كمكان للقاء يعكس "تغيرًا في طبيعة الوساطة الدولية، حيث أصبحت الرياض لاعبًا رئيسيًا في الدبلوماسية العالمية".
وأضاف واتشيل: "هناك اعتقاد متزايد بأن إدارة ترامب، في حال عودتها للبيت الأبيض، ستتبنى نهجًا جديدًا في التعامل مع روسيا، وهو ما قد يكون مغايرًا تمامًا لسياسات إدارة بايدن".
أوكرانيا بين الضغط والتفاوض
من جانبه، لم يكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعيدًا عن هذه التطورات، إذ أكد أنه أجرى محادثة مع ترامب حول فرص تحقيق السلام، مشيرًا إلى أنهما اتفقا على "المحافظة على الاتصالات والتخطيط للقاءات قادمة".
لكن في المقابل، يواجه زيلينسكي تحديًا كبيرًا في التعامل مع هذا المسار الجديد، خصوصًا في ظل الدعم الأميركي المستمر لكييف، والذي بدأ يتراجع نتيجة الإرهاق الاقتصادي والسياسي الذي تشعر به الولايات المتحدة وأوروبا.
يعلق واتشيل على ذلك بالقول: "لقد مضى أكثر من 3 سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية، والتكلفة البشرية والمادية باتت هائلة. هناك رغبة أميركية وأوروبية واضحة في إنهاء هذا النزاع، لكن السؤال الأهم: بأي ثمن؟".
موقف روسيا.. هل هو ارتياح أم حذر؟
على الجانب الروسي، أبدت موسكو ارتياحًا نسبيًا إزاء تصريحات ترامب، لكنها في الوقت ذاته ظلت حذرة في تفاؤلها.
يرى بيغاموف أن "السبب الرئيسي لهذا الارتياح هو أن نهج ترامب يختلف عن نهج إدارة بايدن، الذي كان أكثر عدائية تجاه موسكو". لكنه أضاف: "هذا لا يعني أن روسيا تعتبر ترامب حليفًا، بل تدرك أنه رجل أعمال يسعى لتحقيق مصالح الولايات المتحدة أولًا وقبل كل شيء".
هل ينجح ترامب في إنهاء الحرب؟
رغم التفاؤل الذي يحيط بمبادرة ترامب، إلا أن هناك العديد من العقبات التي قد تحول دون نجاحها، أبرزها الموقف الأوروبي المتشدد من روسيا، وكذلك مطالب أوكرانيا باستعادة أراضيها.
يؤكد واتشيل أن "ترامب قد يكون قادرًا على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه سيواجه تحديات كبيرة في إقناع جميع الأطراف بحل نهائي".
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستكون هذه المبادرة بداية لنهاية الحرب، أم أنها مجرد خطوة أخرى في مشهد دبلوماسي معقد؟