حرب تجارية غير مسبوقة.. ترامب يشعل الصراع الاقتصادي
09:38 - 04 فبراير 2025شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربا تجارية شرسة، لم تستثنِ حليفًا أو خصمًا، لتصل تكلفتها حتى الآن إلى 10 تريليونات دولار.
وقد فرضت الإدارة الأميركية تعريفات جمركية قاسية على السلع القادمة من كندا والمكسيك والصين، إضافة إلى تهديدات متجددة للاتحاد الأوروبي.
تضمنت الإجراءات فرض رسوم بنسبة 25 بالمئة على السلع القادمة من كندا والمكسيك، مع إضافة 10 بالمئة على منتجات الطاقة الكندية، فضلًا عن رسوم مشابهة على المنتجات الصينية. وبلغت قيمة السلع المستهدفة بهذه الرسوم نحو 1.4 تريليون دولار، وهو ما يعادل أربعة أضعاف السلع التي شملتها الرسوم خلال حرب 2018 التجارية.
في المقابل، لم تقف الدول المستهدفة مكتوفة الأيدي، حيث فرضت كندا رسومًا انتقامية بنسبة 25 بالمئة على السلع الأميركية، مستهدفة بضائع بقيمة 155 مليار دولار. كما تعهدت كلٌّ من المكسيك والصين باتخاذ إجراءات مماثلة.
اقتصادات كبرى تحت الضغط
حذّرت مؤسسات اقتصادية عالمية من التداعيات الخطيرة لهذه الحرب التجارية، مشيرة إلى أن هذه الرسوم ستكلف الاقتصاد الأميركي وحده 280 مليار دولار هذا العام. كما ستؤدي إلى ركود اقتصادي في المكسيك، فيما ستتكبد كندا خسائر سنوية تتجاوز 77 مليار دولار.
أندرو ليك، الشريك ورئيس قسم إدارة الأصول والدخل الثابت في Mirabaud، أوضح في تصريحات خاصة لسكاي نيوز عربية، أن هذه الرسوم قد تكون جزءًا من استراتيجية ترامب التفاوضية، حيث قال :"هذه التعريفات قد تكون أداة تفاوضية أكثر من كونها إجراءات دائمة، لكنها ستؤثر سلبًا على التجارة بين الولايات المتحدة وجيرانها."
هل يطلق ترامب النار على قدميه؟
رغم التأثير السلبي المتوقع على الاقتصاد الأميركي، يرى ترامب أن سياساته التجارية ستعيد الصناعات المحلية وتوفر المزيد من الوظائف. إلا أن ليك يشير إلى أن هذا المسار قد يكون مؤلمًا على المدى القصير، حيث قال خلال حديثة لسكاي نيوز عربية:"ارتفاع الأسعار وزيادة التكلفة على المنتجات سيكونان من أبرز التحديات، وقد تحتاج السوق إلى وقت طويل لاستيعاب هذه التغييرات."
الرابحون والخاسرون.. ما مصير الأسواق؟
تتباين آثار الرسوم الجمركية بين القطاعات المختلفة، حيث يتوقع ليك أن يتأثر قطاع السيارات بشدة نظرًا لاعتماد العديد من الشركات، مثل "فورد"، على الإنتاج في كندا والمكسيك. وعلى الجانب الآخر، قد تستفيد صناعات مثل الحديد والصلب، نظرًا لارتفاع الطلب المحلي.
أما بخصوص الفرص الاستثمارية، فيرى ليك أن الذهب يظل الخيار الأكثر أمانًا على المدى القصير، يليه الاحتفاظ بالنقد السائل، لكنه أضاف: "الاقتصاد الأميركي لا يزال بحاجة إلى وقت حتى تظهر نتائج هذه السياسات، وعلينا متابعة تأثيرها على معدلات التضخم وأسعار الفائدة."
المستقبل الاقتصادي.. حالة من عدم اليقين
في ظل هذه التوترات، يبقى السؤال الأهم: هل سيؤدي هذا النهج إلى تعزيز الاقتصاد الأميركي أم إلى ركوده؟ الخبراء يشيرون إلى أن التأثيرات السلبية قد تتجاوز المكسيك وكندا والصين، لتطال الأسواق العالمية، وسط حالة من عدم اليقين بشأن القرارات القادمة من واشنطن.