هل ستبقى المناطق الكردية تحت وصاية واشنطن في سوريا الجديدة؟
05:01 - 16 ديسمبر 2024تشهد مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا تطورات سياسية لافتة، في ظل التغيرات التي تشهدها دمشق، حيث أصبح رفع العلم الأميركي فوق مبنى المجلس التنفيذي في مدينة كوباني (عين العرب) شمالي سوريا الحدث الأبرز في الساحة السياسية السورية.
ويُنظر إلى هذه الخطوة، التي قام بها الأكراد في تلك المنطقة، على أنها رسالة قوية تهدف إلى التأكيد على الحفاظ على المكاسب التي حققها الأكراد خلال السنوات الماضية، ولضمان استمرار الدعم الأميركي في مواجهة التهديدات المتزايدة، خاصة من قبل تركيا.
فكيف يقرأ الأكراد تطمينات الجولاني؟ وأي ضمانات أميركية لهم في المرحلة المقبلة؟
يرى عضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم، أن رفع العلم الأميركي هو خطوة ضرورية لردع التهديدات التركية المستمرة، مشيرًا إلى أن التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، لعب دورًا حاسمًا في مكافحة تنظيم داعش في المنطقة، وكان له الفضل في حماية المدنيين من الهجمات التركية.
وفي حديثه لبرنامج غرفة الأخبار عبر "سكاي نيوز عربية"، قال مسلم إن "مدينة كوباني، التي أصبحت رمزًا للمقاومة ضد داعش، تعتبر هدفًا رئيسيًا للهجوم التركي بسبب دورها البارز في مكافحة الإرهاب".
وأضاف أن رفع العلم الأميركي هو جزء من اتفاقات سابقة مع التحالف الدولي، والذي يتضمن ضمان سريان وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
رؤية الأكراد للحل السوري
على الرغم من أن التصريحات حول "الإدارة الذاتية" للأكراد في سوريا قد أثارت انتقادات داخلية ودولية، إلا أن مسلم شدد على أن هدف الأكراد ليس المساس بوحدة البلاد، بل السعي لبناء نظام ديمقراطي غير مركزي يعكس التنوع السوري ويضمن حقوق جميع المكونات.
وأكد أن المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" هي جزء من سوريا، وأن الأكراد ملتزمون بوحدة البلاد، ويأملون في أن يتم تبني الحل السوري من خلال حوار داخلي يضمن التعايش السلمي بين جميع المكونات.
مسلم أشار إلى أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع حول ضرورة تضمين الأكراد في المستقبل السوري تعتبر خطوة إيجابية، لكنه شدد على أن هذه التصريحات يجب أن تتحول إلى إجراءات عملية تضمن مشاركة الأكراد في عملية صنع القرار.
التحديات والمواقف الدولية
من ناحية أخرى، لفت مسلم إلى أن التواجد الأميركي في سوريا كان أساسيًا خلال مرحلة الحرب على داعش، لكنه أضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب توجيه الحوار السياسي نحو الحل السوري الداخلي.
واعتبر أن "الحل السياسي يجب أن يكون سوريًا بحتًا، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، لا سيما من تركيا".
وفيما يتعلق بالعلاقات مع أنقرة، أكد مسلم أن الأكراد لا يغلقون الباب أمام الحوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك تركيا، شريطة أن يحترم هذا الحوار خصوصية المكونات السورية وأوضاعها الخاصة.
مستقبل سوريا
ختامًا، أشار صالح مسلم إلى أن سوريا بحاجة إلى نظام سياسي جديد لا مركزي يعكس تنوع المجتمع السوري، ويضمن المشاركة العادلة لكل مكوناته في عملية اتخاذ القرار.
وقال إن العودة إلى ما قبل عام 2011 أمر مستحيل، وأن الحل السياسي يجب أن يكون قائمًا على التفاهمات الداخلية، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.
في ضوء هذه التصريحات والتطورات، يبقى سؤال كبير مطروحًا حول ما إذا كانت مناطق الأكراد ستظل تحت النفوذ الأميركي في المستقبل، خاصة مع استئناف الجهود للتوصل إلى حلول سياسية للصراع السوري.