بوتين يدخل أسلحة جديدة..هل تضرب روسيا مقار الحكم الأوكرانية؟
12:55 - 29 نوفمبر 2024قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن روسيا تختار أهدافا في أوكرانيا قد تشمل "مراكز صنع القرار" في كييف ردا على الضربات الأوكرانية بعيدة المدى على الأراضي الروسية بأسلحة غربية.
ولم تستهدف الهجمات الروسية حتى الآن المباني الحكومية في العاصمة الأوكرانية.
وتحمي كييف الدفاعات الجوية، لكن بوتين يقول إن صاروخ أوريشنيك الروسي فرط صوتي، الذي أطلقته روسيا لأول مرة على مدينة أوكرانية الأسبوع الماضي، لا يمكن اعتراضه.
تصعيد روسي بأسلحة متطورة.. وتحذيرات من تجميد الصراع في أوكرانيا
في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت روسيا عن إدخال صواريخ باليستية متطورة إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، في وقت تتزايد فيه التوترات الدولية حول مستقبل الصراع.
التاسعة على سكاي نيوز عربية، ناقش هذا الملف مع فولودومير شوماكوف، الدبلوماسي الأوكراني السابق، حيث سلط الضوء على أهداف روسيا من هذا التصعيد، ومواقف الغرب المتباينة، بالإضافة إلى مستقبل التسوية السياسية.
روسيا تضرب البنية التحتية الأوكرانية مجددًا
استهلت الحلقة بالإشارة إلى الهجمات الأخيرة التي شنتها القوات الروسية، مستهدفة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما ترك ملايين الأوكرانيين دون كهرباء في ظل أجواء الشتاء القاسية. وأكدت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن دخول صاروخ "أوريشنيك" الباليستي ضمن عمليات الجيش الروسي، في محاولة لتعزيز موقف موسكو في الحرب.
وهنا أوضح شوماكوف أن هذه الهجمات تهدف إلى استنزاف أوكرانيا اقتصاديًا ومعنويًا، قائلاً: "الهدف الأساسي لروسيا هو تركيع الشعب الأوكراني من خلال تدمير البنى التحتية، لكن هذه الاستراتيجية لم تؤدِّ إلى نتائج عسكرية ملموسة حتى الآن."
وأشار إلى أن أوكرانيا ما زالت قادرة على الصمود بفضل الدعم الغربي، لكنه شدد على ضرورة تكثيف هذا الدعم لمواجهة التصعيد الروسي.
الغرب بين الدعم المحدود والتحديات السياسية
وعن الدور الغربي في دعم أوكرانيا، وأن المساعدات الغربية، رغم أهميتها، لا تزال أقل من المطلوب بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجهها كييف، أوضح شوماكوف أن الدعم الغربي يواجه ضغوطًا داخلية، قائلاً: "هناك تردد واضح في بعض الدول الأوروبية بشأن تقديم مزيد من الدعم العسكري.. نحن بحاجة إلى أنظمة دفاعية متطورة ودعم اقتصادي كبير، لكن الانقسامات السياسية في الغرب تؤخر هذه المساعدات".
وأضاف أن الولايات المتحدة تتحمل العبء الأكبر في دعم أوكرانيا، لكن هناك حاجة إلى موقف أكثر حسمًا من بقية الدول الأوروبية.
ترامب وكيلوغ.. رؤية جديدة للصراع
في سياق التطورات السياسية، تناولت الحلقة قرار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تعيين الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ مبعوثًا خاصًا للصراع في أوكرانيا، وأن هاذ التعيين يثير تساؤلات حول النهج الذي ستتبعه الإدارة الجديدة في التعامل مع الأزمة، علق شوماكوف قائلاً: "كيلوغ يمثل سياسة ترامب في السعي لتجميد الصراع بدلًا من حله.. هذا النهج يضر بأوكرانيا، لأنه يعني عمليًا الاعتراف بالسيطرة الروسية على الأراضي التي احتلتها."
وأكد شوماكوف أن المجتمع الأوكراني يرفض تمامًا أي حلول تشمل تقديم تنازلات لروسيا أو تأجيل طموحات الانضمام إلى حلف الناتو.
التاريخ يعيد نفسه؟
سلطت الحلقة الضوء على الاتفاقيات السابقة التي أبرمتها أوكرانيا مع روسيا، وأكد شوماكوف أن الشعب الأوكراني فقد ثقته في أي تسوية لا تشمل ضمانات دولية واضحة.
وقال شوماكوف: "روسيا لم تلتزم بأي اتفاق سابق. ما حدث في اتفاقية بودابست دليل واضح على أن موسكو تستغل الاتفاقيات لتحقيق مكاسب مؤقتة قبل أن تخرقها.. أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات قوية لتجنب تكرار السيناريو نفسه".
ما بعد التصعيد
وحول الخيارات المتاحة أمام أوكرانيا في ظل استمرار التصعيد الروسي، قال شوماكوف: "على أوكرانيا أن تستمر في الضغط الدبلوماسي والعسكري، مع التركيز على تعزيز تحالفاتها الدولية. نحن بحاجة إلى خطوات ملموسة لزيادة الدعم الغربي، بما يشمل أنظمة دفاعية أكثر تطورًا ومساعدات اقتصادية مستدامة".
وحذر من أن تراجع الغرب عن تقديم الدعم الكامل قد يؤدي إلى استنزاف طويل الأمد لأوكرانيا، ما يجعلها عرضة لمزيد من الهجمات الروسية.
بين التصعيد والتسوية
إن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يمر بمرحلة دقيقة، مع تصعيد روسي واستمرار الدعم الغربي المحدود.
ومع تعيين إدارة أميركية جديدة، يبقى السؤال الأهم: هل ستشهد الأزمة حلًا دبلوماسيًا، أم أن التصعيد سيستمر ليترك تداعياته على المنطقة والعالم؟