معادلة "بيروت مقابل تل أبيب".. تثبيت أم تصعيد؟
11:48 - 25 نوفمبر 2024أعلن حزب الله قصف عدة أهداف عسكرية في مناطق متفرقة من إسرائيل، منها مدينة تل أبيب وقاعدة استخبارات عسكرية قربها وأخرى بحرية في الجنوب.
وأحصت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" 11 إصابة على الأقل، لافتة الى أن بين الجرحى شخصا إصابته بين "متوسطة إلى خطيرة".
وأطلق حزب الله أكثر من 300 صاروخ على مواقع داخل إسرائيل خلال الساعات الأخيرة، مستهدفا منشآت عسكرية وأحياء مدنية.
وتركزت الضربات على قاعدة حيفا البحرية وقاعدة استخبارات قرب تل أبيب، بينما وصلت صواريخ أخرى إلى الضفة الغربية.
في المقابل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات مكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من البلدات الجنوبية، موقعًا دمارًا كبيرًا وخسائر بشرية.
في هذا الإطار، ناقشت التاسعة على سكاي نيوز عربية، أبعاد التصعيد الأخير، مع عضو مجلس النواب السابق، العميد وهبي قطيشا، الذي أشار إلى أن الأحداث تعكس تصعيدا ميدانيا خطيرا من الجانبين.
معادلة "بيروت مقابل تل أبيب".. تثبيت أم تصعيد؟
ناقشت التاسعة محاولة حزب الله تثبيت معادلة "بيروت مقابل تل أبيب"، والتي تعني الرد على أي استهداف للعاصمة اللبنانية بهجمات صاروخية على قلب إسرائيل.
وأكد العميد قطيشا أن هذه الاستراتيجية تحمل مخاطر كبيرة، موضحا:
- التصعيد الحالي قد يدفع إسرائيل إلى توسيع عمليتها العسكرية، بما في ذلك اجتياح مناطق لبنانية جديدة.
- موازين القوى العسكرية لا تصب في صالح حزب الله.
- أي مواجهة طويلة الأمد قد تكون مكلفة جدا للبنان على المستويات كافة.
الاستهداف الإسرائيلي للجيش اللبناني.. رسالة مزدوجة
تطرق النقاش إلى استهداف الجيش الإسرائيلي لحاجز للجيش اللبناني في منطقة العامرية، مما أسفر عن مقتل عسكري وإصابة آخرين. واعتبر قطيشا أن هذا الهجوم يحمل رسالتين:
- الضغط على الحكومة اللبنانية لتحمل مسؤوليتها تجاه حزب الله.
- تمهيد الطريق أمام عمليات توغل إسرائيلية أوسع في الجنوب اللبناني.
- مثل هذه الحوادث تزيد من تعقيد المشهد، خاصة مع استمرار الدعم الإيراني لحزب الله واستغلاله في صراعات إقليمية.
دور المجتمع الدولي ومبادرة التهدئة الأميركية الفرنسية
استعرضت التاسعة أيضا، زيارة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، إلى بيروت، حيث دعا إلى ضرورة التهدئة والقبول بمقترح وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة وفرنسا.
وأشار قطيشا إلى أن المبادرة تواجه عقبات في الشكل والمضمون، موضحًا:
- لبنان يطالب بمشاركة دولة عربية في لجنة الرقابة على تنفيذ الاتفاق.
- ترفض إسرائيل أي دور لفرنسا في هذه اللجنة.. هذا الخلاف يعيق التقدم نحو التهدئة.
- غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف المتنازعة يزيد من صعوبة الوصول إلى حل دائم.
قراءة في الموقف اللبناني
أشار قطيشا إلى تصريحات قادة حزب الله بشأن قدرتهم على الاستمرار في الحرب لعدة أشهر، لكنه وصف هذه التصريحات بأنها تعكس "إدارة الحرب من خلف الكواليس". وأضاف أن الضغوط الإسرائيلية والدمار الكبير الذي يلحق بالمناطق الجنوبية قد يدفع بالبيئة الحاضنة لحزب الله إلى التساؤل عن جدوى الاستمرار في هذه المواجهة.
تصعيد أم تسوية؟
وبشأن السيناريوهات المستقبلية، أكد قطيشا أن التصعيد الحالي قد يدفع باتجاه حل سياسي تحت مظلة القرار الدولي 1701 أو صيغة معدلة له، لكنه شدد على أن الحل المستدام يتطلب عودة الدولة اللبنانية إلى بسط سيادتها الكاملة على أراضيها، بما يشمل إنهاء سيطرة حزب الله على القرار العسكري.
وأضاف أن "لبنان لا يحتمل مزيدًا من الدمار.. الحل يجب أن يضمن سلامة الأراضي اللبنانية وسيادة الدولة بعيدًا عن هيمنة أي طرف خارجي".
لبنان بين التصعيد والتسوية
في ظل استمرار التصعيد الميداني والدبلوماسي، يبقى لبنان أمام اختبار صعب. ومعادلة "بيروت مقابل تل أبيب" قد تزيد من تعقيد المشهد إذا استمرت المواجهات على هذا النحو.