روسيا والتصعيد النووي.. هل يضع بوتين ترامب أمام خيارات صعبة؟
14:22 - 23 نوفمبر 2024في خطوة تصعيدية جديدة، أرسلت روسيا صواريخ مجنحة عابرة للقارات إلى الأراضي الأوكرانية، في رسالة قوية إلى الغرب بعد استخدام كييف لصواريخ أميركية وبريطانية استهدفت العمق الروسي.
وفي حلقة من برنامج "رادار" على قناة سكاي نيوز عربية، ناقش الأكاديمي والدبلوماسي السابق فيتشيسلاف ماتوزوف من موسكو، والدبلوماسي السابق مسعود معلوف من واشنطن، التهديدات الروسية وآفاق التصعيد في المنطقة، على ضوء استخدام موسكو لصواريخ بعيدة المدى كوسيلة للضغط قبل المفاوضات.
الرسالة الروسية إلى واشنطن: تهديدات واضحة للغرب
في تعليق على هذا التصعيد، أكد مسعود معلوف أن موسكو أرسلت رسالة إلى واشنطن بشكل لا لبس فيه، من خلال تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي تلتها عمليات إطلاق الصواريخ في أوكرانيا.
معلوف أضاف أن الكرملين أظهر استعداده لتوسيع الحرب عبر تهديدات مباشرة ليس فقط للولايات المتحدة، بل لكافة دول الغرب، مشيرًا إلى أن هذه الرسائل كانت واضحة في تصريحات الناطق باسم الكرملين.
صواريخ روسية بعيدة المدى: هل هي رسالة حقيقية؟
من جهته، أكد فيتشيسلاف ماتوزوف أن الصواريخ التي تم إطلاقها، والتي وصلت إلى مسافات كبيرة تصل إلى نحو 5500 كيلومتر، تعتبر بمثابة رسالة حاسمة. ورغم أن موسكو تصر على أن الصواريخ المستخدمة تعتبر "متوسطة المدى"، إلا أن مداهما الفعلي يسمح لهما بالوصول إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وأضاف ماتوزوف أن هذه الصواريخ تعكس جدية روسيا في تهديداتها، لاسيما أن دقتها وقدرتها على حمل رؤوس نووية تجعلهما أسلحة استراتيجية.
روسيا ترفع سقف المفاوضات: التصعيد لتحقيق مكاسب أكبر
ناقش الضيفان، معلوف وماتوزوف، أن التصعيد الروسي قد يكون خطوة استراتيجية لرفع سقف المفاوضات في ظل القرب من تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
معلوف أشار إلى أن ترامب كان قد وعد في حملته الانتخابية بالسعي لحل الصراع الأوكراني عبر المفاوضات، مما قد يتيح لروسيا تعزيز موقفها التفاوضي قبيل المحادثات المستقبلية.
الحرب الهجينة: روسيا تستعد لمواجهة الغرب على جبهات متعددة
ماتوزوف أضاف أن روسيا، في إطار حربها الهجينة، تستخدم مزيجًا من الهجمات السيبرانية، الحروب الإعلامية، والتهديدات العسكرية لتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا.
وقال: "روسيا تلعب على كل الجبهات، فهي لا تقتصر على التصعيد العسكري، بل تشن حربًا نفسية ودبلوماسية لإضعاف الإجماع الغربي".
وأوضح أن موسكو ترى في التصعيد وسيلة لتحفيز الغرب على تغيير استراتيجيته في التعامل مع الأزمة الأوكرانية.
الولايات المتحدة في مأزق: كيفية التعامل مع التصعيد الروسي
وعن رد فعل الولايات المتحدة على هذا التصعيد، أشار معلوف إلى أن إدارة بايدن قد تجد نفسها في موقف صعب.
وقال: "لا يمكن للولايات المتحدة أن تتراجع الآن في دعم أوكرانيا، لكن في الوقت نفسه، هي لا تريد أن تتسبب في تصعيد غير محسوب مع روسيا".
وأكد معلوف أن المفاوضات ستكون الخيار الأمثل بالنسبة للولايات المتحدة إذا تم التصعيد إلى مرحلة لا يمكن العودة منها.
التصعيد وأبعاده الدولية: هل تندلع حرب شاملة؟
فيما يتعلق بتداعيات التصعيد الروسي، حذر ماتوزوف من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة في أي لحظة، خاصة مع تصاعد التهديدات.
وأوضح أن الحرب الهجينة التي تشنها روسيا ضد الغرب قد تؤدي إلى انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة، لكن دون أن يكون التصعيد العسكري هو الحل الوحيد.
وأضاف أن روسيا تسعى إلى زيادة عزلة أوكرانيا عن الدعم الغربي من خلال ضربات مركزة على بنية أوكرانيا التحتية.
التوقعات المستقبلية: هل ستنجح روسيا في تحقيق أهدافها؟
وفي نهاية المناقشة أشار الضيفان إلى أن التصعيد العسكري قد يفاقم الوضع في المنطقة ويزيد من تعقيد عملية التفاوض المستقبلية.
معلوف أكد أن روسيا ستستمر في لعب دورها كقوة كبرى تسعى لإعادة تشكيل النظام الدولي لصالحها، في حين أضاف ماتوزوف أن روسيا قد تكون في حاجة إلى تحقيق مكاسب ملموسة على الأرض قبل العودة إلى طاولة المفاوضات.
في النهاية، يبقى التساؤل حول مدى قدرة كل طرف على استعادة السيطرة على الأزمة، وما إذا كان التصعيد العسكري سيؤدي إلى تصعيد أكبر في ساحة المعركة الدولية.