ضربة إسرائيل على تدمر.. هل سوريا على موعد مع حرب جديدة؟
13:10 - 21 نوفمبر 2024في أحدث تطور على الساحة السورية، نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على مواقع في سوريا، بما في ذلك مدينة تدمر، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
ووفقًا لوزارة الدفاع السورية، أسفرت الهجمات عن مقتل 36 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين، بالإضافة إلى تدمير العديد من المباني.
هذه الضربات تأتي في وقت حساس، بعد تصعيد النزاع في غزة ولبنان، ما يثير تساؤلات بشأن التوقيت والهدف من هذه الهجمات، وفقًا لما ناقشته "غرفة الأخبار" على سكاي نيوز عربية، مع الكاتب والباحث السياسي حسام طالب.
الهدف الإسرائيلي
وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الهجمات بأنها استهدفت فصائل مسلحة موالية لإيران، وتحديدًا مستودعًا للأسلحة قرب مطار تدمر العسكري.
وأضاف أن الهجمات استهدفت أيضًا بناية في حي تدمر الشرقي، ما يعكس تزايدًا في الاستهدافات الإسرائيلية للمواقع المرتبطة بإيران في سوريا.
الحساسية المتزايدة للملف الإيراني في سوريا دفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها، خاصة منذ اندلاع حرب غزة.
التصعيد العسكري
في حديثه مع غرفة الأخبار، أكد حسام طالب أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على سوريا ليست جديدة، فقد بدأت منذ سنوات، لكنها شهدت تصعيدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة.
وأوضح طالب أن إسرائيل تعمل على استهداف مواقع تخدم المصالح الإيرانية في سوريا، ما يساهم في رفع مستوى التوتر في المنطقة.
وقال طالب إن الهجمات الأخيرة تكتسب أهمية خاصة بسبب أبعادها السياسية والعسكرية بعد التصعيد في غزة ولبنان، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد يأتي في وقت حساس بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.
هل سوريا على موعد مع حرب جديدة؟
وبشأن ما إذا كانت سوريا ستنجرف إلى حرب مفتوحة على جبهات متعددة، حذر طالب من أن التصعيد الحالي قد يؤدي إلى توسيع دائرة الحرب في المنطقة، لافتًا إلى أن إسرائيل تحاول استغلال الوضع الراهن لمحاولة توجيه ضربات إضافية لحلفاء سوريا في المنطقة، خاصة إيران وحزب الله.
ورغم هذا التصعيد، أكد طالب أن الحكومة السورية تسعى للحفاظ على استقرارها السياسي والعسكري ولا تسعى للتصعيد العسكري.
الزيارات الدبلوماسية
تناول الحوار أيضا التحركات الدبلوماسية الأخيرة بين سوريا وإيران، مثل زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى سوريا، والتي تعكس تعزيز التعاون بين البلدين. وفي هذا السياق، أشار طالب إلى أن هذه الزيارات تأتي في إطار التنسيق الأمني والعسكري بين الدولتين في مواجهة التهديدات المشتركة.
كما أشار إلى أن روسيا تلعب دورًا محوريًا في ضمان التوازن في المنطقة، حيث تسعى لتجنب التصعيد الشامل في سوريا.
الموقف الثابت في مواجهة التهديدات
وأشار حسام طالب إلى أن سوريا لطالما كانت تدافع عن سيادتها وأمنها دون أن تسعى إلى شن الحروب. ولفت إلى أن دمشق تؤكد مرارًا أنها لا تسعى للتصعيد، لكنها ستكون مضطرة للدفاع عن نفسها إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية.
وخلص إلى أن سوريا، رغم الضغوط الإقليمية والدولية، تظل ثابتة في موقفها الدفاعي وتحاول الحفاظ على استقرارها الداخلي في مواجهة التحديات العسكرية والسياسية.
التصعيد الإسرائيلي وتأثيره على المنطقة
ومع تزايد الهجمات الإسرائيلية على سوريا، يبقى السؤال مفتوحا حول كيفية تأثير هذه التصعيدات على الوضع الأمني في المنطقة. وهل ستستمر إسرائيل في تصعيد هذه الهجمات في ظل الدعم الإيراني المتزايد لسوريا؟ تظل الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأزمة، سواء عبر الوسائل العسكرية أو الدبلوماسية.