إسرائيل تصعد.. إيران تحت ضغط التحديات النووية
11:09 - 19 نوفمبر 2024في تطور لافت على الساحة السياسية الإسرائيلية، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تتوقف عن مواجهة التهديدات الإيرانية ما لم تتخلص طهران من برنامجها النووي. جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي تواجه فيه إيران ضغوطًا متزايدة من الغرب، خصوصًا من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي يلوح بإمكانية تفعيل آلية "سناب باك" لعودة العقوبات الدولية عليها.
"التاسعة" على قناة سكاي نيوز عربية، شهدت تحليلًا دقيقًا لهذا التصعيد الإسرائيلي مع متخصص في الملف النووي الإيراني.
إسرائيل تُصعد
أشار نتنياهو إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في أكتوبر الماضي قد أحرزت تقدمًا في إضعاف هذا البرنامج.
وقال إن هناك اتفاقًا بين تل أبيب وواشنطن حول ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي، ما يبرز التعاون الوثيق بين الدولتين في مواجهة طهران.
في هذا السياق، تبرز المخاوف الإسرائيلية من احتمالية قيام القوى الأوروبية بتفعيل آلية "سناب باك" في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران قبل عام 2025، وهو ما من شأنه أن يعيد فرض العقوبات الأممية على طهران.
لكن ما هي آلية سناب باك التي تخشاها طهران؟
- توصلت إليها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في حال أخلت إيران بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
- وتنص تحديدا على إعادة تفعيل 6 قرارات أممية مجمدة بموجب الصفقة النووية، مما يعني بالمحصلة عودة العقوبات الأممية على إيران.
- يُمكن للدول الموقعة على الصفقة، تحريك آلية "سناب باك" من خلال اللجنة المشتركة، بشأن إخلال الطرف الآخر بأي من بنود الاتفاق، وإذا لم تُحل المشكلة بعد 30 يوماً من إخطار مجلس الأمن الدولي، تعود عقوبات الأمم المتحدة إلى حيز التنفيذ.
- وفي حال جرى حل المشكلة، يتعين على أحد أعضاء مجلس الأمن التحرك لوقف تنفيذ العقوبات، ويجوز للدول الأعضاء الأخرى استخدام حق النقض ضد هذا الإجراء.
- ينتهي سريان هذه الآلية في أكتوبر 2025، وفي حال لم تتوصل طهران إلى صفقة جديدة مع إدارة ترامب، قبل أكتوبر المقبل، فقد تواجه إعادة تفعيل القوى الأوروبية لآلية "سناب باك"، وبالتالي عودة العقوبات الأممية.
هل سيتم تفعيل آلية سناب باك؟
في مداخلته من باريس، أكد مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في باريس ميشال أبو نجم، أن إيران اليوم تواجه تهديدًا كبيرًا من جانب الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد فرض عقوبات جديدة على النقل الجوي والبحري الإيراني بسبب دعمها العسكري لروسيا.
وأوضح أبو نجم أن هناك مخاوف حقيقية من أن تسعى الدول الأوروبية إلى نقل ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي وتفعيل آلية "سناب باك"، وهي آلية تسمح بعودة العقوبات الدولية التي تم تجميدها بموجب الاتفاق النووي.
لكن أبو نجم أضاف أنه في ظل الموقف الأميركي المتقلب، قد يكون من الصعب على الأوروبيين اتخاذ هذه الخطوة في المستقبل القريب.
الموقف الأميركي
وأكد أبو نجم أن المفاوضات النووية مع إيران لن تجد طريقًا لحل الأزمة ما لم يكن هناك توافق أميركي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي اللاعب الأساسي في هذه الأزمة، وأن موقف واشنطن سيحدد مصير المفاوضات في الفترة القادمة.
ورغم التقارب الذي شهدته المفاوضات في السنوات الماضية، فإن إيران قد تواجه موقفًا أصعب في حال فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في هذه الحالة، سيجد الإيرانيون أنفسهم أمام ضغوط أمريكية أكثر حدة، خاصة في ظل تصريحات ترامب السابقة حول سياسة "الضغوط القصوى" ضد طهران.
الضغط الأوروبي والإيراني.. تصعيد أم تهدئة؟
الحديث عن التهديدات الأوروبية قد يفتح الباب لتساؤلات حول استراتيجيات إيران في التعامل مع المفاوضات المستقبلية. في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على طهران من جميع الاتجاهات، لا تبدو إيران مستعدة للتخلي عن برنامجها النووي بسهولة.
ورغم التصعيد الإسرائيلي، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل إيران مع الضغوط الغربية والأميركية؟ وهل ستتمكن من تجنب العودة إلى العقوبات الأممية؟
نظرة إلى المستقبل
مع اقتراب موعد انتهاء الاتفاق النووي في أكتوبر 2025، تبقى آفاق الحلول السياسية ضبابية.. التصعيد الإسرائيلي الأخير في الملف النووي الإيراني يرفع مستوى التوترات في المنطقة، ويزيد من تعقيد المفاوضات الجارية.
في الوقت ذاته، يبقى مصير الاتفاق النووي رهنًا بتطورات السياسة الأميركية، والتوجهات الأوروبية المتشددة تجاه إيران.
وفي ضوء التصعيد المستمر على جبهة البرنامج النووي الإيراني، يظل السؤال الأبرز: هل ستتمكن إيران من التوصل إلى اتفاق جديد يخفف من وطأة العقوبات، أم أن التصعيد سيستمر ويزداد تعقيدًا في ظل التهديدات الغربية والإسرائيلية؟