هل تُثمر مبادرة غروسي في طهران؟.. مصير العقوبات على المحك
13:50 - 14 نوفمبر 2024يزور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، طهران اليوم الخميس بهدف تهدئة التوترات النووية بين إيران والغرب، وسط توقعات بطرح مبادرة تتضمن عروضًا سياسية وتقنية.
واستعرضت النشرة الإخبارية الصباحية على "سكاي نيوز عربية" هذا الملف الذي يحمل في طياته محاولات لخفض النزاع ورفع العقوبات المفروضة على إيران، وهو ما قد يؤثر على مسار العلاقات الأميركية-الإيرانية في ظل عودة الرئيس السابق دونالد ترامب المحتملة.
إيران والتعامل مع الوكالة الذرية.. نظرة تقنية أم مناورة سياسية؟
واستضافت النشرة الكاتب والباحث السياسي من طهران، السيد مصدق بور، الذي أكد أن طهران ترى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية شريكًا تقنيًا يجب أن يلتزم بإطار عمل محدد، دون الخوض في أبعاد سياسية.
واعتبر أن زيارة غروسي إلى طهران تأتي في سياق محاولة لجس النبض ومعرفة مدى استعداد الحكومة الإيرانية لتقديم تنازلات، معتبراً أن الجانب الإيراني يعارض أي تدخل سياسي في ملفه النووي، ويرى أن أهداف الوكالة يجب أن تبقى محصورة بالجانب التقني.
خلافات حول الرقابة على البرنامج النووي
وتطرق السيد مصدق بور إلى أبرز الخلافات القائمة بين إيران والوكالة الدولية، من بينها رفض طهران السماح بنصب كاميرات مراقبة في منشآتها النووية، معتبرة أن هذا القرار يتماشى مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018.
وأكد أن طهران تطالب بفصل القضايا العالقة من الماضي عن أي مفاوضات مستقبلية، مشددًا على أهمية إعادة بناء الثقة بعيدًا عن الضغوط السياسية والتدخلات الخارجية.
ردود فعل وتصريحات متباينة
في السياق ذاته، تناولت النشرة تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي أشار إلى أن سياسة الضغوط القصوى على إيران لم تؤتِ ثمارها، بل دفعت بلاده إلى تعزيز برنامجها النووي.
ودعا الإدارة الأميركية إلى انتهاج سياسة "عقلانية" من شأنها تحقيق مكاسب للطرفين.
ويرى المراقبون أن هذه التصريحات تعكس استعداد إيران للتفاوض، ولكن بشروط تحفظ مكاسبها وتضمن رفع العقوبات المفروضة عليها.
موقف إسرائيل والقوى الغربية
على الجانب الآخر، أكدت إسرائيل على لسان وزير خارجيتها أنها لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، معتبرة أن أي تقدم في المفاوضات يجب أن يتضمن ضمانات صارمة لوقف طموحات إيران النووية.
تحديات أمام أي تقارب محتمل
وقد تشهد المرحلة المقبلة مفاوضات صعبة، حيث تسعى إيران لتحقيق مكاسب ملموسة مقابل تقديم تنازلات محدودة، في وقت يراقب المجتمع الدولي الوضع بحذر، ليبقى التساؤل حول ما إذا كانت الزيارة المرتقبة لغروسي ستسهم في تخفيف التوترات، أم أنها ستكون مجرد خطوة أخرى في سلسلة من المراوغات السياسية بين الأطراف المعنية.