تحت القصف الإسرائيلي.. "قنبلة النزوح" تهدد النسيج اللبناني
15:09 - 23 أكتوبر 2024مع توسيع الجيش الإسرائيلي نطاق غاراته على لبنان، تبرز تساؤلات عن الهدف الاستراتيجي من تلك الغارات، ومدى قدرة الدولة اللبنانية على تحمل الأعباء المالية للدمار الحاصل، فضلا عن تماسك الحاضنة الاجتماعية في ظل حركة النزوح الواسعة الناجمة عن العمليات العسكرية.
الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل 70 من أفراد حزب الله منهم 3 قادة في ضربات على جنوب لبنان، كما قال إنه قتل خليل محمد أمهز القيادي بوحدة حزب الله الجوية واستهداف بنى تحتية عسكرية للحزب وتدميرها.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة اللنبانية مقتل 19 شخصا وجرح أكثر من 35 في غارات إسرائيلية استهدفت، الثلاثاء، النبطية والجنوب وبعلبك الهرمل.
وأعلن حزب الله قصف قاعدة غليلوت في ضواحي تل أبيب برشقة صاروخية، كما أطلق صاروخين بالستيين من لبنان باتجاه عمق تل أبيب الكبرى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي التصدي لمقذوفين أطلقا من لبنان على الشمال ووسط البلاد.
استهداف معالم لبنان التاريخية
الكاتب والباحث السياسي داوود رمال يرى أن إسرائيل تريد حرق المعالم التاريخية والحضارية للبنان لمسح وجهها الثقافي لا سيما في الجنوب.
وأوضح رمال لـ"سكاي نيوز عربية" أن النسيج الاجتماعي اللبناني لا يزال متوازنا ويضم كل الطوائف لا سيما في صور التي تشكل خزانا بشريا لحزب الله.
وأشار إلى استهداف إسرائيل للمعالم التاريخية في صور الرومانية والفينيقية وغيرها يهدف إلى جعل اللبنانيين بلا تراث أو ذاكرة.
التفاوض تحت النار
واعتبر رمال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إيصال رسالة إلى اللبنانيين بالتفاوض تحت النار لإخلاء جنوب الليطاني من المسلحين والسلاح والمراكز العسكرية، وكذلك جعل منطقة شمال الليطاني بعمق 50 كيلومترا خالية من السلاح والمسلحين، ويريد تنفيذ ذلك بالقوة.
أزمة النزوح والنسيج الاجتماعي
وأكد أن النزوح في هذا السياق مشكلة كبيرة تؤرق الدولة اللبنانية خاصة النازحين إلى الشمال حيث جرى تهجير قرابة مليون و400 ألف من منطقة جنوب الليطاني والعدد سيرتفع إلى نحو مليونين ما يشكل ضغطا كبيرا على البيئة الحاضنة ولن يكون بمقدور الدولة إيواء هذا العدد الكبير ما قد يخلق توترات اجتماعية بدأ المسؤولون يتلمسونا في مختلف الاتجاهات.
ولفت إلى أن إسرائيل تريد زرع فتنة بين طوائف الشعب اللبناني وجر البلاد إلى تجربة حرب أهلية لذلك يكثف الجيش من تواجده مع الأجهزة الأمنية الأخرى، لا سيما في العاصمة وكل مناطق النزوح خوفا من الانفجار الاجتماعي.
وشدد على أن كلفة الحرب ليست في العملية التدميرية فقط وإنما كلفة مالية كبيرة وكلفة اجتماعية، داعيا المجتمع الدولي للتعاطي مع لبنان بشفقة، وفي الوقت نفسه تتخذ الدولة قرارا جريئا وترسل الجيش إلى الحدود الجنوبية.