وحيدا في ساحة القتال.. هل خذلت إيران حزب الله؟
15:59 - 27 سبتمبر 2024هاجمت فصائل موالية لإيران في كل من العراق اليمن إسرائيل بالصواريخ وذلك في إطار الدعم العسكري لحزب الله في لبنان، الذي تتعرض أهدافه الاستراتيجية لقصف إسرائيلي عنيف.
يتزامن ذلك مع تأكيد سلاح الجو الإسرائيلي بأنه لن يسمح لحزب الله بتلقي أي دعم عسكري من إيران.
على وقع هذه الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان ضد معاقل حزب الله، تزداد المخاوف من حرب إقليمية واسعة قد تجعل المنطقة، بأسرها، على فوهات المدافع.
فالمسلحون الموالون لإيران في المنطقة سواء في اليمن أو العراق يواصلون إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل كنوع من التضامن مع حزب الله الذي يعاني من ضربات موجعة.
الجيش الإسرائيلي أعلن أن دفاعاته الجوية اعترضت صاروخ أرض أرض أطلق من اليمن باتجاه وسط إسرائيل، وتمكنت من إسقاطه خارج إسرائيل بواسطة منظومة حيتس للدفاع الجوي.
كما أعلنت فصائل مسلحة عراقية أنها هاجمت مواقع إسرائيلية بصاروخ ومسيرات.
ومع تضييق الخناق على حزب الله عبر استهداف منصاته الصاروخية، فإن تقارير غربية تقول إن الحزب سيوجه بوصلته العسكرية صوب سوريا للحصول على مزيد من الإمدادات العسكرية التي يأمل أن تمكنه من تحقيق بعض التوازن في معادلة الصراع مع إسرائيل.
لكن ما يفكر فيه الحزب، يبدو أنه يخضع لمراقبة جوية إسرائيلية، فقائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، قالها بوضوح إنه سيوقف أي نقل للأسلحة من إيران إلى حزب الله، ومؤكدا في الوقت نفسه الاستعداد مع القايدة الشمالية لمناورة برية في لبنان.
وبالنظر إلى هذه التصريحات وتطلعات الحزب العسكرية، فقد أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة حدودية على الجانب السوري مع لبنان، إثر محاولات لإرسال أسلحة لحزب الله.
خريطة الصراع وإن بدت ملامحها أكثر وضوحا، فإنها تحمل مخاطر توسع دائرة الحرب لتتحول إلى مواجهة إقليمية.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إنه لو اجتمعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وحلفاؤها، فلن يتمكنوا من الانتصار على حزب الله، على حد تعبيره.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، أقر في وقت سابق، بخسارة حزب الله بعضا من عناصره، لكنه شدد على أن تلك الخسائر ليس لها تأثير خطير على الحزب، مضيفا أن قوته أكبر من ذلك.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه حرب شاملة في لبنان.
كما اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن ما يحدث الآن في كل من غزة ولبنان مثير للقلق داعيا المجتمع الدول للتحرك لانهاء التصعيد.
من جانبه، أفاد المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أنه لا يوجد ما يشير إلى أن إيران مهتمة بحرب شاملة في المنطقة.
وشدد كيربي على أن الولايات المتحدة عملت على زيادة قدرات الردع وآلياتها الدفاعية مؤخرا في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال المحامي والباحث السياسي جوزيف أبو فاضل:
- لا يمكن أن نعول على كلام إيران بعد اليوم، هناك تصريحات مختلفة ومتناقضة من إيران وهذا يثير العجب.
- هناك تهجير لأهالي الجنوب الذين عاشوا بعز وكرامة، ليأتي مسؤول إيراني ويصرح أن الحزب يستطيع الدفاع عن نفسه.
- الأمر ليس بإعطاء المعنويات، هناك قناعة راسخة لدى إيران بالاستغناء عن الحزب.
- لو كان هناك إيران فعليا لما تجرأت إسرائيل على هذا العدوان.
- الدبلوماسية الخشنة التي تتعامل بها إيران مع حزب الله قاسية جدا بحق لبنان.
- الدماء التي تبذل اليوم في لبنان هي من إجل خامنئي وإيران، حزب الله يقاتل وحيدا والجنوب تدمر.
- هناك شك من أن التسوية الأميركية الإيرانية أصبحت في نهايتها وهذا سبب استغناء إيران عن حزب الله.
- طوفان الأقصى هو طوفان الدم الفلسطيني والدم اللبناني.
- طهران لن تقاتل تل أبيب، لبنان على فوهة بركان والكلام وحده لن ينفع.
من جانبه، قال الدبلوماسي الإيراني السابق عباس خامه يار:
- إيران على طريقتها داعمة للمقاومة والحلفاء، حزب الله ومحور المقاومة يعرف الطريقة جيدا، لا أحد يكشف عن أوراقه بسهولة.
- الإيرانيون أوفياء لا يمكن لهم التخلي عن أي حليف أو حق.
- هناك تناغم بين الساسيين والأمنيين والعسكريين في إيران وهذه إحدى الثوابت الرئيسية في البلاد.
- مناصرو الحزب والمقاومون مؤمنون بوفاء إيران للمقاومة حتى النخاح.
- إيران لن تتنازل عن دعم المقاومة، هناك نوع من الابتزاز كي تعلن إيران عن خططها بشكل مكشوف.
- من يتحمل مسؤولية ما يجري في لبنان هو إسرائيل.