طرفه الصومال.. ما خلفيات التوتر الجديد بين مصر وإثيوبيا؟
14:03 - 29 أغسطس 2024كشفت مصادر دبلوماسية، خلال الساعات الماضية، عن وصول مساعدات عسكرية مصرية إلى الصومال في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 4 عقود. وعلى الفور، أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية بيانا اتهت فيه الصومال بالتواطؤ مع من وصفتها بـ"جهات خارجية تهدف إلى زعزعة المنطقة".
ووفق مصادر صومالية، فإن طائرتين عسكريتين مصريتين وصلتا إلى مطار مقديشو محملتين بالأسلحة والذخيرة.
وثمّن السفير الصومالي لدى القاهرة بدء وصول المعدات والوفود العسكرية المصرية إلى الصومال، وعدّها من أولى التحركات العملية لتنفيذ مخرجات القمة المصرية الصومالية وبروتوكول التعاون الدفاعي بين البلدين.
في المقابل، لم يشر بيان إثيوبيا إلى مصر بالاسم، لكنه حذر من أن بعثة الدعم الجديدة التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال، والتي عرضت القاهرة المشاركة فيها، قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في القرن الإفريقي، ليقف بذلك التوتر بين مصر وإثويبيا أمام تطور آخر، طرفه الثالث هو الصومال.
وتعززت العلاقات بين مصر والصومال هذا العام بعد أن وقعت إثيوبيا اتفاقا مبدئيا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية لاستئجار منفذ ساحلي مقابل اعتراف محتمل باستقلالها عن الصومال، وفقا لوكالة "رويترز".
وهناك خلافات بالأساس بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، الذي تبنيه أديس أبابا على فرع النيل الأزرق، وتعتبر القاهرة أنه سيؤثر بشكل كبير على حصتها من مياه النيل.
في هذا السياق، قال مراسل "سكاي نيوز عربية" في القاهرة إنه ليس هناك أي مصدر رسمي مصري أعلن عن وصول هذه المساعدات العسكرية إلى الصومال.
وأضاف: "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد أن التعاون الوثيق بين مصر والصومال هو ترجمة لعلاقات قوية وتاريخية بين البلدين، وأن هذا التعاون ليس موجها ضد أحد".
وتابع: "السيسي أشار أيضا إلى أن هذا التعاون المصري الصومالي هو جزء من الدفاع عن الأمن القومي العربي".
من جهته، ذكر مراسل "سكاي نيوز عربية" في أديس أبابا أن ما يقلق إثيوبيا بشكل عام هو الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة.
وأردف قائلا: "هناك أزمة ثقة تصاعدت مؤخرا بتوقيع مذكرة بين إثيوبيا وأرض الصومال تقضي بحصول إثيوبيا على منفذ بحري وقاعدة عسكرية هناك، لكن هذا الأمر كان قد توقف بتدخل بعض الوسطاء".
وأبرز: "الأخبار المنتشرة محليا تشير إلى أن 10 آلاف جندي مصري ربما يصلون إلى أرض الصومال.. المنطقة تشهد توترا كبيرا".
وأوضح: "لا ندري ما إذا كان الأمر متعلقا بإقدام أديس أبابا على الملء الأخير لسد النهضة، خاصة وأن عمليات البناء اكتملت".