"قبل فوات الأوان".. تحرك أميركي لاحتواء هجوم مجدل شمس
18:35 - 28 يوليو 2024تسعى الدبلوماسية الأميركية لنزع فتيل حرب تكاد تندلع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، إثر سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، مما تسبب في مقتل 12 شخصا.
واتهمت إسرائيل حزب الله المتمركز في لبنان بتنفيذ الضربة، السبت، وهددت برد قوي، بينما نفى الحزب مسؤوليته عنها.
وتقول إسرائيل إن حزب الله أطلق صاروخ من نوع "فلق 1" إيراني الصناعة، ليسقط على ملعب كرة قدم مسببا قتلى من المدنيين، وأن مركز الإطلاق كان قرية شبعا جنوبي لبنان.
ومع اشتعال الأجواء، تواصل مسؤولون أميركيون مع نظرائهم في إسرائيل ولبنان وتبادلوا رسائل مع إيران، بهدف تهدئة التوترات، وفقما أفاد به مسؤولون عرب وأوروبيون مطلعون على الأمر لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وتأتي واقعة مجدل شمس في وقت حرج للجهود الهادفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فقد يؤدي التصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى تعطيل هذه المفاوضات المتعثرة، التي توقفت منذ أشهر لكن من المقرر أن تستأنف هذا الأسبوع في روما.
وقالت مصادر مطلعة للصحيفة، إن مسؤولين كبارا سيحضرون الجولة الأخيرة من المحادثات على رأسهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنيا، ورئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وتعتبر حادثة الجولان من النوع الذي يثير قلق المسؤولين والمراقبين منذ أشهر، حيث قد يتسبب سوء التقدير في انفجار أكبر للأوضاع المتأزمة بالمنطقة.
ويمكن لحرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله أن تتسبب في موت ودمار واسع النطاق في البلدين، فخلال الحرب الأخيرة عام 2006 قصفت إسرائيل مطار بيروت وبنى تحتية مدنية أخرى، وفي يونيو الماضي قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل قادرة على قصف لبنان "وإعادته إلى العصر الحجري".
وفي المقابل، عزز حزب الله قدراته العسكرية في السنوات الأخيرة بمساعدة إيران، حليفته الرئيسية، حيث حصل على صواريخ متطورة وطائرات من دون طيار وأنظمة توجيه.
وأكد زعيم الحزب حسن نصر الله، أن قواته لديها صواريخ دقيقة قادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن مستشاري الأمن الإيرانيين قالوا إن محاولة إسرائيل تدمير حزب الله، خاصة من خلال غزو بري، ستكون الخط الأحمر الذي يؤدلي لتدخل إيران مباشرة في الصراع.
وفي السياق ذاته، دعت الأمم المتحدة "أطراف النزاع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف تبادل إطلاق النار المكثف".
وقالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان رئيسة قوات حفظ السلام على الحدود اللبنانية مع إسرائيل جانين هينيس بلاسخارت: "الهجوم قد يشعل حريقا أوسع نطاقا من شأنه أن يبتلع المنطقة بأكملها في كارثة لا تصدق".