علاقة ترامب وماسك أقوى من أي وقت مضى.. كيف تستفيد "تسلا"؟
17:01 - 18 يوليو 2024تعد شركة تسلا إحدى الشركات الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية والتكنولوجيا المتقدمة، ومع تزايد احتمالية عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، تبرز مجموعة من الفرص والتحديات الجديدة أمام الشركة.
ومن بين الفرص الرئيسية، تأتي علاقة الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك مع ترامب، والتي أصبحت أقوى من أي وقت مضى في الآونة الأخيرة. ويمكن أن تستفيد تسلا من هذه العلاقة المتينة، حيث يمكن أن توفر لها نفوذاً أكبر في السياسات الحكومية والقرارات الاقتصادية التي تؤثر على صناعة السيارات الكهربائية.
على الجانب الآخر، فإن توعد ترامب بفرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية يشكل فرصة وتحدياً في نفس الوقت بالنسبة للشركة. من الناحية الإيجابية، قد يؤدي ذلك إلى تقليل المنافسة من الشركات الصينية في السوق الأميركية، مما يتيح لتسلا زيادة حصتها السوقية وتعزيز مكانتها في السوق المحلي.
ومن الناحية السلبية، قد تواجه تسلا تحديات تتعلق بسلاسل التوريد والتكاليف الإضافية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي السياسات الاقتصادية والتجارية التي يتبعها ترامب إلى تغييرات كبيرة في البيئة التنافسية لشركة تسلا.
ويمكن لهذه التغييرات أن تؤثر على استراتيجيات الشركة في الإنتاج والتوزيع، فضلاً عن تأثيرها على الابتكار والاستثمار في البحث والتطوير.
ومن ثم يتعين على تسلا الاستعداد لمواجهة هذه التحديات واستغلال الفرص المتاحة بذكاء لتحقيق نمو مستدام في ظل الظروف المتغيرة.
تأييد ماسك لترامب
وكان الرئيس التنفيذي لتسلا، إيلون ماسك، قد أيد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، دونالد ترامب في السباق إلى البيت الأبيض بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق في تجمع انتخابي في بنسلفانيا.
يعد هذا التأييد مهماً لشركة تسلا لأنه في الماضي القريب كان ترامب حاسما بشأن أن أي تخفيف لموقفه تجاه هذه التكنولوجيا لن يفيد إلا شركة تسلا وغيرها من شركات تصنيع السيارات الكهربائية.
ونقل تقرير لـ barrons، عن المحلل في ويدبوش، دان ايفز، قوله:
- ولاية ترامب الثانية ستمثل تحدياً لصانعي السيارات الكهربائية، مع احتمال إلغاء الإعفاءات الضريبية على المشتريات. ومع ذلك، فإن تسلا في أفضل وضع لتجاوز أي رياح معاكسة.
- "تتمتع تسلا بالحجم والنطاق الذي لا مثيل له في صناعة السيارات الكهربائية، وقد تمنح هذه الديناميكية ماسك وتسلا ميزة تنافسية واضحة في بيئة غير داعمة للسيارات الكهربائية".
- من المرجح أن تعني ولاية ترامب الثانية "رسوم جمركية أعلى على الصين من شأنها أن تستمر في إبعاد شركات السيارات الكهربائية الصينية الأرخص".
تأثير حاسم
وفي سياق متصل، ذكر تقرير لموقع axios الأميركي، أنه من المرجح أن يكون احتضان إيلون ماسك لدونالد ترامب بمثابة تأثير حاسم على إمبراطورية تسلا وسبيس إكس.
وبصفته أغنى شخص في العالم، يتقرب ماسك من شخص قد يصبح قريباً أقوى شخص في العالم للمرة الثانية.
ماسك، الذي أيد ترامب رسميًا بعد أن نجا الرئيس السابق من محاولة اغتيال يوم السبت، يخطط الآن للتبرع بمبلغ 45 مليون دولار شهرياً إلى لجنة عمل سياسي تدعم حملته للعودة إلى البيت الأبيض، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال .
- تم بناء إمبراطورية ماسك بدعم حكومي - ولديه مصلحة خاصة في الحفاظ عليها على هذا النحو.
- لدى شركة سبيس إكس عقود مربحة مع وكالة ناسا.
- تقوم شركة تسلا - التي حصلت على قرض فيدرالي مهم في بداياتها للبقاء على قيد الحياة - بتسويق سياراتها الكهربائية على أنها مؤهلة للحصول على ائتمانات ضريبية أميركية.
- يستفيد X من درع قانوني في شكل المادة 230 من قانون آداب الاتصالات الذي يحمي شركات وسائل التواصل الاجتماعي من المسؤولية عن محتوى المستخدم.
- إذا كان الدعم الحكومي سبباً لاحتضان ترامب، فإن ماسك لم يقل ذلك.
لكن على الجانب الآخر، دعا الرئيس السابق إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التجارة مع الصين، حيث تتمتع تسلا بحضور كبير. وإذا ردت الصين بضرب تسلا، فقد يكون ذلك كارثيا بالنسبة لماسك.
ولكن من خلال دعم عودة ترامب إلى البيت الأبيض، قد يكون ماسك في وضع يسمح له بتوجيه السياسة في الاتجاه الذي يفضله، وخاصة فيما يتعلق بالصين، كما يقول أستاذ إدارة الأعمال بجامعة ميشيغان، إريك جوردون، والذي يضيف:"من المؤكد أنه إذا كانت هناك إدارة لترامب، فإنها على الأقل ستستمع إلى حجج ماسك".
العلاقة مع الصين
من جانبه، يقول خبير السيارات، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية المصرية، علاء السبع، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
- المرشح الرئاسي الأميركي ترامب يختلف عن الرئيس الحالي جو بايدن فيما يتعلق بإدارة العلاقات التجارية؛ خصوصاً في التعامل مع قطاع السيارات الكهربائية.
- حال فوز ترامب فقد يعرقل الاتفاقات التجارية مع الصين، وذلك على الرغم من التفاهمات السابقة مع الولايات المتحدة.
- وإذا توسع في حربه التجارية مع بكين، وفرض ترامب رسوماً جمركية مرتفعة جداً كما يتوعد، فذلك يعني توقف استيراد السيارات (الكهربائية) منها بشكل عملي.
- الصين تمثل شبحاً ينبغي الخوف منه بالنسبة لواشنطن بشكل خاص، ووضعها في الاعتبار عند جميع الدول عموماً.
- ترامب ذو عقلية تجارية تنظر إلى المصلحة الخاصة.
- أوروبا قد تفكر في التوسع في اعتماد ممارسات اقتصادية مماثلة لأميركا فيما يخص الصين.
ويتابع: ترامب ينظر إلى الاقتصاد بصورة شاملة، لذلك فهو يفكر في "تسلا"، وغيرها من شركات السيارات الأميركية، لذلك فهو سيدرس جيداً فكرة العداء التجاري الكبير مع الصين؛ لأنه في النهاية رجل أعمال يقوم بموازنات خاصة، لا سيما وأن الرسوم الجمركية التي ينوي فرضها على الصين عالية جداً بالفعل.
الرسوم الجمركية
بدوره، يقول رئيس الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إنه بخصوص الرسوم الجمركية التي ينوي ترامب فرضها على البضائع والسيارات الكهربائية الصينية فالتوقعات تشير إلى نسب تتأرجح بين 60 إلى 100 بالمئة.
ويتابع: "تسلا" منافس أساسي للسيارات الكهربائية الصينية، والولايات المتحدة وأوروبا فرضوا رسوماً إضافية على تلك الأخيرة؛ لأنهم يعتبرون أنه لا توجد منافسة شريفة في هذا القطاع؛ في ظل ما تقدمه الحكومة الصينية من دعم لهذه الشركات.
كل ذلك سوف يصب في مصلحة "تسلا"، التي ستأخذ حصة إضافية من قطاع السيارات الكهربائية في أميركا على حساب شركة BYD الصينية؛ بسبب الرسوم الإضافية على السيارات الكهربائية الصينية، بحسب رئيس الأسواق العالمية في Cedra Markets.
ويستطرد: الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك داعم أساسي لترامب، وبالفعل أعلن دعم حملته (بقيمة 45 مليون دولار شهرياً)، وسوف تستفيد "تسلا" من وصول ترامب إلى سدة الحكم، وكل المؤشرات تؤكد تحسن الأوضاع بنسبة كبيرة لصالحها.