جهود التهدئة في غزة.. حماس تتراجع عن "الشرط الرئيسي"
12:34 - 09 يوليو 2024بعد أن تبدل موقفها تجاه الهدنة وتخلت عن شرط وقف إطلاق النار الدائم في غزة تتزايد التساؤلات بشأن الأسباب التي دفعت حركة حماس للتراجع عن بعض شروطها.
وكالة أسوشيتد برس كشفت الستار عن مراسلات جرت في مايو الماضي بين عدد من قادة حماس العسكريين في غزة، حيث يدور فحواها أن عدد منهم طلبوا قادة حماس في الخارج بقبول مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن وقف إطلاق النار.
كما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين في الشرق الأوسط والولايات المتحدة قولهم أن حجم الدمار في قطاع غزة ساهم على الأرجح في دفع حماس إلى تخفيف مطالب وقف إطلاق النار.
ونقلت أسوشيتد برس عن مصادر أميركية أن واشنطن تدرك أن الانقسامات الداخلية في حماس أدت لتراجع الحركة عن شروطها للتهدئة.
وأفادت الوكالة نقلاً عن مصادر استخباراتية أن زعيم حماس في الداخل يحيى السنوار ربما لا يدرك تماماً حجم الخسائر التي لدى حماس أو لا ينقلها إلى قادة الحركة في الخارج.
وأوضح مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام "فيميد" إبراهيم المدهون خلال مداخلته مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، أن الشعب الفلسطيني يمر بمرحلة صعبة وحرجة نتيجة حرب الإبادة المستمرة لأكثر من 9 أشهر. كما أشار إلى الانحياز الواضح للولايات المتحدة لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
- إدراك حماس لضرورة المرونة في الرد على المقترحات وسط تخلٍ واسع النطاق عن الشعب الفلسطيني، وتركه عرضة للموت في مواجهة آلة عسكرية وحشية تتجاهل أي معايير أخلاقية أو قانونية دولية.
- جاء قرار قبول الرؤية الأميركية المقترحة بعد مشاورات مكثفة مع مختلف الفصائل الفلسطينية وكذلك الأصدقاء والوسطاء الذين نصحوا بالموافقة خاصة امام تعنت نتنياهو وحكومته وعدم جاهزيتهم لاتخاذ أي قرارات بهذا الشأن.
- لم يُصدِر جهاز الأمن الداخلي لحركة حماس أو وزارة الداخلية تصريحاً يتبنى فيهما الهجوم الذي تعرّض له أمين عابد، نظراً لغياب البيانات. وبالتالي، تبقى مثل هذه العمليات غير واضحة المعالم.
- تحتم الأوضاع الوحشية التي يواجهها الشعب الفلسطيني على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي ضرورة اتخاذ موقف خاص.
- يستدعي الوضع الحالي في فلسطين توحيد الجهود لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية بفعالية وجدية.
- لا شك أن المشهد الفلسطيني اليوم يعكس حالة من الغضب العارم نتيجة لتدهور الأوضاع المعيشية وتفاقم الأزمة الإنسانية. ومع ذلك، لا يمكن تحميل حركة حماس المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع المعقد، إذ تتحمل المنظومة الإقليمية والدولية جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية، إلى جانب الاحتلال القمعي الذي شن حربه الوحشية منذ 9 أشهر بدون ضوابط.
- ليس من المنطقي تحميل حماس مسؤولية الأحداث الجارية في غزة، وإعفاء الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب جرائمه منذ عام 1948 وظلت تجد طريقها إلى قلب كل منزل فلسطيني في الضفة الغربية والقدس ومناطق الـ48 وقطاع غزة.
- من الصعب الحديث عن أي تراجع في مواقف حركة حماس، التي كانت تصر على الالتزام بالانسحاب الشامل والكامل من قبل الاحتلال الإسرائيلي كمرحلة أولى ووقف إطلاق النار بشكل دائم.
- أظهرت حركة حماس مرونة واستعداداً للنظر في الأفكار الجديدة استجابةً للأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان غزة، وذلك من خلال دراسة المبادرة المقترحة والتي تتضمن وقف إطلاق النار على مراحل مع الانسحاب التدريجي.
- رغم المرونة التي ابدتها حركة حماس إلا أن الولايات المتحدة الأميركية والوسطاء لم تتمكنوا حتى الآن من وقف الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
- لا تكمن المشكلة في الشعب الفلسطيني وفصائله أو مقاومته، بل تتجلى في سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي.
- تصريح المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، عن انضم آلاف المقاتلين الجدد ممن كانوا في الإسناد منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن هذا الواقع يعكس بوضوح أن حركة حماس وكتائب القسام على وجه الخصوص لا تواجه نقصًا في عمليات التجنيد، وذلك رغم الخسائر والتضحيات الكبيرة.
- الوضع العسكري لحركة حماس ما زال قادرًا على الصمود والمواجهة وما يزيد الضغط الحقيقي عليها ليس وضعها العسكري بل الضغط الهائل على المدنيين جراء استغلال الاحتلال الإسرائيلي لموقفه بارتكاب مجازر مروعة وهجمات أدت إلى نزوح الاف الفلسطينيين وضرب مقومات الحياة المدنية والبنية التحتية.
- يشكل الوضع الإنساني في فلسطين تحدياً كبيراً يقتضي تدخلاً إقليمياً ودولياً لاحتواء الأزمة وإنهاء العنف.
- يمثل الوضع الحالي مرحلة صعبة ومعقدة تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر التي سيتم استخلاصها في فترة لاحقة بعد الحرب.
- تتمتع حركة حماس بسلطة اتخاذ القرار فيما يخص تعديل الوثيقة أو التوقيع عليها، بالإضافة إلى مناقشتها مع حلفائها والفصائل الفلسطينية والوسطاء. تعكس هذه العملية بوضوح وجود مؤسسة قرارية داخل الحركة، حيث لا توجد خلافات جوهرية تذكر.
- التنوع في الآراء داخل المؤسسة أمر طبيعي ويحدث في جميع المؤسسات التي تتخذ القرارات فقد تتباين وجهات النظر لكن تظل المؤسسة متحدة فيما يتعلق بصنع القرار النهائي.
- تواجه مؤسسات الحكم الإسرائيلية أزمة معقدة تنعكس سلباً على قدرتها على اتخاذ قرارات فعالة و يتجلى ذلك من خلال تضارب التصريحات بين الجيش الإسرائيلي والحكومة وبين نتنياهو وأجهزة الأمن المختلفة وهذا الالتباس يزيد صعوبة صنع أي قرار ملموس واستمرار الحرب.
- تظهر حركة حماس قدرة عالية ومرونة فائقة وانسيابية محكمة في عملية صنع القرار مما يدل بوضوح على تكامل وتجانس مؤسساتها وقدرتها المستمرة على التحرك واتخاذ توجهات متعددة بشكل فعال.
صرح محمد الحوراني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، بأن الموقف الجديد لحركة حماس والتنازلات التي قدمتها خلال المفاوضات جاءت متأخرة. إلا أن اتخاذ حماس لهذا القرار في ضوء إدراك حجم الكارثة الإنسانية والمكانية التي يعاني منها قطاع غزة يعد خطوة ضرورية ومطلوبة.
- يسعى نتنياهو للمناورة وتجنب أي احتمال لإيجاد هدنة. ومع ذلك، فقد اجتمعت حوله هذه المرة عناصر ضاغطة بمستوى غير مسبوق.
- لقد تم التغاضي و السكوت لفترة طويلة عن ممارسات ما يسمى بالأمن الداخلي لحركة حماس تجاه سكان قطاع غزة.
- هذا العنف المتكرر والذي لا يضع في الاعتبار كرامة الإنسان الفلسطيني، الذي تزعم حماس أنها تسعى لتحريره، يشكل تناقضاً واضحاً، إذ أن من يستعبد الناس لا يمكنه تحريرهم.
- لم يكن الحادث الذي تعرض له السيد أمين عابد، والذي أبدى شجاعة في التعبير عن آرائه بما في ذلك انتقاده لحركة حماس، يستدعي تعريض حياته لخطر كبير ويضعه بين الحياة والموت.
- إن كمية العنف التي يسعى الأمن الداخلي لحماس لاستخدامها بغية ردع وتخويف المواطنين في غزة تعتبر غير مبررة وغير ملائمة للتعامل مع الشعب الفلسطيني الذي عانى طويلاً من الاحتلال.
- لا يمكن تبرئة الاحتلال و تحميل المقاومة المشروعة مسؤولية الجرائم التي ارتُكبت وما زالت تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.
- المسؤول الأول لما يحدث في القطاع هو الاحتلال الإسرائيلي، بيد أن مسؤولية القادة أمام الشعب الفلسطيني تقتضي النظر بعمق في كل حادثة لاستخلاص العبر والفوائد منها قبل انتهاء هذه الحرب.
- أي نضال أو ثورة تهدف إلى تحرير الشعب من الاحتلال لا يجوز لأي طرف أن يستغلها لفرض القهر والقوة.
- الاعتداء على عنصر نشيط في وسائل التواصل الاجتماعي ومن أفضل شباب حركة فتح من قبل أفراد زعموا أنهم يمثلون الأمن الداخلي تصرف مشين ولا يليق بصورة الشعب الفلسطيني.
- يتعين على قيادة حركة حماس التدخل بشكل فوري لوقف تجاوزات عناصر الأمن الداخلي، وذلك لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.
- لا تستطيع إسرائيل هزيمة حماس، سواء من خلال محاربة الأنفاق أو المجموعات العسكرية المنتشرة هنا وهناك. ولذلك، لجأت إسرائيل إلى قمع وإخضاع الشعب الفلسطيني كبديل. ومن هذا الواقع، يجب أن نستخلص الدروس والعبر.
- من الضروري أن يأتي الوقت الذي يتمكن فيه الشعب الفلسطيني من انتخاب من يمثله بإرادته الحقيقية، إذ إن إرادة هذا الشعب محتجزة تحت العديد من الشعارات وعباءة القداسة.
- يؤمن الشعب الفلسطيني بقضية النضال، ومع ذلك فهو ناضج وعاقل بالقدر الكافي لاختيار الأساليب التي تساهم في التقدم إلى الأمام بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة العواقب.