السودان.. ما أهمية سنار والنيل الأزرق محور القتال الحالي
23:26 - 02 يوليو 2024أثارت سيطرت قوات الدعم السريع على عدد من المناطق الاستراتيجية في المحور الذي يضم ولايتي سنار والنيل الأزرق الواقعتان جنوب شرق البلاد تساؤلات حول أهمية هذا المحور والتبعات السياسية والعسكرية التي قد تترتب على الواقع الجديد الذي أحدثته المعارك الأخيرة.
تمكنت قوات الدعم السريع خلال الأيام العشرة الأخيرة من السيطرة على أجزاء كبيرة من المحور بما فيها مدينة سنجة وعدد من المناطق المحيطة بسنار ومنطقة جبل موية الرابطة بين 4 ولايات حيوية في وسط وغرب السودان، إضافة إلى مدينة الدمازين الواقعة على مسافة 100 كيلومترا من الحدود مع أثيوبيا، كما ترتبط المنطقة بحدود مباشرة مع دولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان في العام 2011.
ومن الناحية العسكرية، يقول مراقبون إن السيطرة على تلك المناطق يضيق الخناق على عدد من المدن وعلى الفرق العسكرية الرئيسية في سنار وولاية النيل الأزرق المتاخمة، كما تعني التحكم في المثلث الذي يضم مدن الدويم وكوستي والمناقل.
ووفقا للباحث الأمين مختار، فإن محور القتال الحالي يعتبر خط إمداد لوجستي مهم لربط القوات الموجودة بوسط البلاد بالحاميات الموجودة هناك.
ويقول مختار لموقع سكاي نيوز عربية "من يسيطر علي تلك المنطقة سيتمكن من قطع الإمداد عن الطرف الآخر، حيث تدرك القيادات العسكرية أن فقدان المحور يعني قطع إمداداتها علي مستوي الخرطوم ومدني وسنار، كما أنه يسهل الوصول إلى مدينة الدمازين الاستراتيجية والمناطق المحيطة بها والتي تربط السودان بدولتي جنوب السودان وإثيوبيا، إضافة إلى خط وسط السودان وهو خط رابط بين شرق السودان الرابط مع الشرق والشمال".
حيوية اقتصادية
اقتصاديا، تعتبر المنطقة واحدة من أغنى المناطق بالبلاد وتضم مشاريع زراعية وانتاجية شاسعة المساحة، من بينها مشروع السوكي الزراعي وعدد من المشاريع الكبرى.
وتضم أيضا خزاني الروصيرص وسنار اللذان يسهمان بنحو 52 في المئة من الإمداد الكهربائي في البلاد، ويتحكمان في قنوات الري الرئيسية التي يعتمد عليها مشروع الجزيرة وهو أكبر مشروع على مستوى العالم يروى بنظام الري الانسيابي ويقع على مساحة 2.3 مليون فدان.
وتتميز المنطقة كذلك بمقومات ثقافية وسياحية مهمة حيث تضم محمية الدندر التي تعتبر أكبر محمية طبيعية في أفريقيا وتمتد على مساحة 10 آلاف كيلومتر مربع قرب الحدود بين السودان واثيوبيا، ويحيط بها نهرا الدندر والرهد، وتوجد بها عشرات الممرات والبرك المائية، وتتميز بتنوع حيوي ونباتي فريد إذ تذخر بغابات كثيفة تحتوي على نحو 176 نوعا من الأشجار والاعشاب النباتية والعطرية.
وتعد محمية الدندر واحدة من عشر محميات عالمية مصنفة من محميات المحيط الحيوي لاحتوائها على أندر سلالات الحيوانات والطيور، إذ تضم 27 نوعاً من الثدييات الصغيرة و200 نوعا من الطيور و32 نوعاً من الأسماك وغيرها من الزواحف وأنواع الحيوانات الأخرى.
وتعتبر المنطقة أيضا موطنا لأكبر الغابات في السودان حيث تشكل أكثر من 80 في المئة من مساحات غابات البلاد.