كيف ينظر اللبنانيون إلى زيارة الموفد الأميركي؟
18:12 - 18 يونيو 2024بينما يعيش اللبنانيون حال انفصال عن الواقع، تمر المحطات السياسية والأمنية الخطيرة على معظمهم وكانّها تحدث في بلد بعيد بينما يرى البعض أن الوضع في لبنان وصل الى حافة الهاوية وأن ما يجري على الحدود قد يدخل لبنان في المجهول
في هذا الوقت، وصل إلى لبنان في عطلة عيد الأضحى، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين حاملاً ما يشبه الإنذار الأخير للبنان.
وفي هذا الصدد، ينعقد الأمل لدى بعض اللبنانيين بإيجاد حلول مناسبة للجبهة اللبنانية المشتعلة وعدم الانجرار إلى الحرب فيما يرى أخرون أن الزيارة لا تقدم حلولاً مرتقبة.
فالج لا تعالج
يقول التاجر اللبناني محمد دبوسي في حديث لموقع سكاي نيوز "هذه الزيارة روتينية وإن أتت في وقت صعب لأن الجانبين لا يهتمان بمصلحة الشعب لذلك يمكن أن ندرج هذه الزيارة تحت هذا القول ’فالج لا تعالج‘".
ويرى أحد اللبنانيين النازحين من القرى الحدودية الجنوبية أن الضربات المتبادلة هي رسائل، وستبقى هذه الرسائل طالما تتقاتل الدولتان إيران وإسرائيل على الأرض اللبنانية.
زيارة لا محل لها في الاهتمامات اليومية
ويقول النائب السابق في البرلمان اللبناني مصطفى علوش في اتصال مع موقع سكاي نيوز عربية "في ظل انشغال أهل الشريط الحدودي بهَم النزوح والمنزل المرشح ليتحول إلى ركام، نرى بعض اللبنانيين منهمكين في التحضير لعطلة في منتجع يوناني أو تركي وفي ظل صيحات الحرب على الحدود يطلقها حزب الله وقادة جيش الاحتلال ترتفع صيحات الطرب والنشوة في مهرجانات بعيدة على مرمى صاروخ متوسط المدى أو طائرة مسيرة في وسط بيروت".
يضيف علوش "في حين أن البلد مفلس، تسعى بعض الجهات إلى سحب ما تبقى من مال لحساب الموت والدمار لمصلحة الأساطير الفارسية".
وفي رأي علوش "تبقى زيارة هوكشتاين لا محل لها في الاهتمامات اليومية لمعظم اللبنانيين ومنهم أنا، وللعلم.. تبقى الحلول في عالم الغيب طالما لم تدخل إيران إلى ساحة المفاوضات فيسعى اللبنانيون إلى التهليل ليوم آخر بانتظار المحتوم الذي لا رأي لهم به".
تفاصيل جديدة عن الزيارة
من ناحيته، الكاتب والمحلل السياسي منير الربيع لموقع سكاي نيوز عربية يوضح "بحسب بعض المعلومات من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم هوكشتاين أن الوسيط الأميركي حمل رسالة شديدة اللهجة تفيد بأن ما يطرحه هو الفرصة الأخيرة أمام لبنان لإنجاز الترتيبات سريعاً لوقف إطلاق النار، وهذه الترتيبات أصبحت واضحة بالنسبة الى الخطة الأميركية وهي: وقف إطلاق النار وسحب السلاح الثقيل والسماح بعودة السكان على جانبي الحدود إضافة الى إطلاق عملية ترسيم الحدود فيما بعد".
ويتابع، هناك نقطتان عالقتان الأولى:
- مسالة تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، اذ يقترح هوكشتاين التحليق العالي المرتفع جداً بحيث لا يتم سماع صوت الطائرات ولا رؤيتها بالعين المجردة بينما يرفض لبنان هذا الأمر.
- مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة من إسرائيل والتي ستبقى مؤجلة الى مرحلة لاحقة.
يضيف المتحدث "ما يهم هوكشتاين الآن هو ضبط الوضع ومنع التصعيد قبل انتهاء معركة رفح لأنه كان واضحاً أن انتهاء معركة رفح قد يؤدي الى تصعيد المواجهة على الحدود اللبنانية ولذلك وجه هذه النصائح".
ويتابع الربيع "يصف بعض المحللين اللبنانيين ما جاء به الوسيط الأميركي بأنه قد يكون ’الرسالة الأخيرة‘ ما قبل التصعيد، وهو كان واضحاً بأن الوقت قد يسبق الجميع في حال لم يتم انجاز هذه الترتيبات".
ويشير "يؤكد المراقبون أن مسألة الجبهة المفتوحة بين لبنان وإسرائيل مرتبطة بالحرب على قطاع غزة، وفي حال تم التوصل الى وقف إطلاق النار في غزة، فأن ذلك سينسحب على لبنان".
ويردف "لكن السؤال هنا كيف ستكون ردة فعل الإسرائيليين في حال لم يوافق حزب الله على الشروط التي كشف عنها الوسيط الأميركي".
ويختم "يبقى هذا السؤال برسم الأيام المقبلة فيما كل المؤشرات تفيد أن المسألة ستكون طويلة وحرب الاستنزاف تبقى مستمرة".
خط أحمر أمام توسع الحرب
ويقول المحلل السياسي بشاره خير الله لموقع سكاي نيوز عربية "هي زيارة دوزنة للحرب، والأميركي اليوم هو (السوبر باور) الذي يمنع نشوبها لأن لديه مصلحة في عدم اشتعال الحرب وحليفه الاستراتيجي الأول والأخير هو الإسرائيلي وله صديق أيضا هو دولة لبنان".
ويتابع "يخشى الزائر من وقوع هذه الحرب التي تفسد كل ما عمل عليه طوال سنوات، وبنظره تقتضي مصلحة إسرائيل أن لا تقع الحرب، ومصلحة لبنان أي الشعب اللبناني وكذلك القوى الشرعية في لبنان عدم وقوع الحرب لأنها ستجهز على كل شيء".
ويرى "مهمة الزائر تندرج في إطار الحديث بالوكالة عن الرئيس الأميركي، وعن الغالبية الساحقة فيها، التي لا تريد الحرب أولاً حفاظاً على مصالحها، وهي التي عملت على ترسيم الحدود البحرية وتأمل استكمال هذا الترسيم وصولاً الى ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا".
ويختم "هي مهمة أساسية وتتمثل برسم خط أحمر أمام توسع الحرب إضافة الى مهمة إقناع الفريقين بالهدوء، فهو أولا يتكلم بلغة إسرائيلية كونه يهودي الأصل ويتكلم مع الجهة اللبنانية بشيء من الحسم لأن الولايات المتحدة تدعم الجيش اللبناني والمؤسسات في لبنان وستبقى كذلك شرط أن يعرف اللبنانيون كيف يتحدثون مع حزب الله للتفاعل مع دوزنة الوضع والهدوء وعدم الانجرار الى حرب شاملة تكون مدمرة".