هدنة غزة المتعثرة.. تفاصيل تعرقل فرص التوصل إلى اتفاق
18:15 - 06 يونيو 2024تشهد التفاصيل المتعلقة بهدنة غزة تقلبات متعددة، حيث تتوالى الأنباء بشأنها بين التفاؤل والتشاؤم، مما يخلق حالة من الغموض حول إمكانية تحقيقها.
وتبدو التفاصيل الواردة بشأن المقترح، الذي كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن للعلن، متضاربة، حيث أبدت حماس بداية ردا إيجابيا، قبل أن تعترض لاحقا.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيصر على ضرورة تحقيق هدف "القضاء على حماس".
غير أن ما خفي تحت الأدراج أكبر، فالحركة الفلسطينية ترى في الورقة التي تسلمتها مسارات مختلفة، في الوقت الذي ذهبت تحليلات للقول إن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، يرى في استمرار الحرب فرصة للضغط على إسرائيل وتعميق عزلتها وخلافاتها الداخلية والخارجية، وهذا ما يجعل الحركة ليست بعجالة من أمرها، على ما يبدو، لإبرام التهدئة.
إلغاء اجتماع مجلس الحرب
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن اجتماع مجلس الحرب الذي كان مقررا مساء الخميس تم إلغاؤه، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ذلك يأتي على خلفية رفض حماس للمقترح الإسرائيلي.
وكان مجلس الحرب الإسرائيلي قد قرر إرجاء إرسال وفد التفاوض إلى الدوحة، في انتظار تلقي رد حماس على المقترح.
رفض حماس
رفضت حركة حماس الورقة التي قدمتها إسرائيل بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن.
ونقلت مصادر فلسطينية رسالة حماس للفصائل، تحدثت فيها الحركة عن وجود اختلافات وصفتها بالجوهرية عن المقترحات التي أعلنها بايدن.
وذكرت رسالة حماس أن مضمون الورقة الإسرائيلية لا يضع الأسس الصحيحة للاتفاق المطلوب، حيث أنها لا تتضمن الوقف الدائم لإطلاق النار بل الوقف المؤقت، كما أنها لا تربط المراحل الثلاث المنصوص عليها في الاتفاق بشكل وثيق.
ودعت الولايات المتحدة، في بيان مشترك مع عدة دول، حركة حماس وإسرائيل، إلى تقديم التنازلات المطلوبة والضرورية لإبرام اتفاق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
المقترح الأميركي
- تنص المرحلة الأولى من المقترح الأميركي على وقف إطلاق النار لـ6 أسابيع، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأماكن المكتظة، وتبادل بعض الرهائن والأسرى.
- في المرحلة الثانية، سيجري إطلاق سراح جميع الرهائن ووقف دائم للأعمال العدائية إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
- أما المرحلة الثالثة فتتضمن إعادة إعمار غزة كجزء من عملية استقرار أوسع في الشرق الأوسط.
ما الفجوات؟
إحدى الفجوات الرئيسية بين حماس وإسرائيل حول الخطة هي مدة وقف إطلاق النار والدور المستقبلي لحماس.
وتطالب حماس بنص واضح مرفق بضمانات أميركية بشأن الوقف التام للحرب والانسحاب من قطاع غزة.
أما إسرائيل فترفض أي التزام بوقف الحرب قبل القضاء على حركة حماس.
من يمتلك مفتاح حسم قرار الحركة، هو زعيمها في الداخل يحيى السنوار، وبحسب مصادر متعددة فقد بعث السنوار رسائل إلى الوسطاء العرب مفادها أن الحرب تجر إسرائيل إلى مستنقع يحولها إلى منبوذة دوليا، مما ينعش القضية الفلسطينية.
كما يصر السنوار في كل جولة محادثات بشأن أي مقترح هدنة على إدخال تعديلات أخيرة، تتضمن قوائم معتقلين في الضفة الغربية.
"حماس متمسكة بالمقاعد"
من رام الله، قال الكاتب والباحث السياسي زيد الأيوبي، في حديثه لقناة "سكاي نيوز عربية":
- حماس لم تحصل على ما تريده كحركة، وهو ضمان مستقبلها في الحكم في قطاع غزة.
- حماس ترفض المقترح الموجود ولم تقتنع بتفاصيله.
- في حال حصلت حماس على ضمانات ببقائها كسلطة حكم في غزة، حينها سيكون هناك وقف إطلاق نار وتسليم الرهائن.
- إسرائيل ما تزال متمسكة بضرورة إنهاء سيطرة حماس على غزة.
من جهته، ذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة حسام الدجني، لقناة "سكاي نيوز عربية":
- الأمر لا يتعلق بحكم حماس.
- إسرائيل ترفض الإفراج عن بعض الأسماء مثل مروان البرغوثي، وتريد أن تضع عليها "فيتو".
- الانسحاب الكامل لإسرائيل هو مطلب كل الفلسطينيين.
- السلوك الحمساوي في عملية التفاوض يؤكد أنها في عجلة من أمرها.
- حماس تريد أن تنهي هذه الحرب على أسس سليمة.